الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهم ملفات قمة الغد.. ماذا بين أبومازن والسيسي قبل اجتماع الأمم المتحدة؟

الرئيس السيسي والرئيس
الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ظهر اليوم الإثنين، إلى جمهورية مصر العربية في زيارة رسمية، يلتقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان في استقباله في الصالة الرئاسية بمطار القاهرة الدولي، وزير العدل المستشار عمر مروان، وسفير فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، ومستشارو سفارة ومندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية.

أهداف زيارة الرئيس الفلسطيني إلى مصر 

وتهدف زيارة الرئيس الفلسطيني إلى تجسيد التشاور والتعاون الدائم والمستمر مع الرئيس السيسي، تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، خاصة ما تمر به المنطقة من ظرف شديد الخصوصية.

لحظة استقبال الرئيس السيسي للرئيس الفلسطيني
لحظة استقبال الرئيس السيسي للرئيس الفلسطيني

وخلال الزيارة، سيتم عقد قمة بين الرئيسين، غدا الثلاثاء، التي تأتي في إطار التنسيق المشترك بين القيادتين بما يعمل على مواجهة التحديات الماثلة أمام جهود نيل شعبنا الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، وإنجاز حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة الوطنية الكاملة على جميع أراضي دولة فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وستظل الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الداعم الأكبر والأول للقضية الفلسطينية تاريخيا منذ 1948، وهو ما ظهر في جهودها الأخيرة لتثبيت وإعادة الهدوء في قطاع غزة والتي رسخت دور مصر كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط بإطفاء بؤرة التوتر الجديدة في المنطقة وتجنب ضحايا جدد من بين المدنيين، مطالبين بضرورة تحرك المجتمع الدولي لتحقيق النظام المستدام والشامل لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد الجديد.

وهناك العديد من مواقف للرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصلة في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، يتأكد له أن هناك مساعي حثيثة تخطو لها القيادة السياسية ومن خلال مشاركتها في كافة المحافل الدولية لإرساء عملية السلام وحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة التي تساهم في تهدئة الأمور ورفع المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة هذا العدوان سواء في القدس أو غزة أو في باقي الأراضي الفلسطينية.

مساعي مصرية لتهدئة الأوضاع بغزة 

وسبق، وأكد الرئيس السيسي أن مصر قامت بجهود ومساعٍ حثيثة ومركزة لاحتواء الموقف الميداني وللحيلولة دون امتداد نطاق المواجهة وزيادة الأعمال العسكرية، ومن ثم هناك أهمية بالغة للبناء على التهدئة الحالية وقطع الطريق على أي محاولة لتوتر الأوضاع سواء بالضفة الغربية أو بقطاع غزة، واتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع المعيشي في القطاع للتخفيف من الظروف المتدهورة به والإسراع في تحسين العلاقات الاقتصادية مع السلطة الفلسطينية.

ودائما يدعم الرئيس السيسي، فلسطين والرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلا "مصر تتطلع لتجديد الأمل لدى الشعب الفلسطيني في تحقيق السلام المنشود والحصول على حقوقه المشروعة وفق المرجعيات الدولية، وهو ما يفرض حتمية إنهاء دائرة العنف والتصعيد المتكرر سعياً لفتح الباب أمام فرص وجهود التسوية وتحقيق الاستقرار والهدوء تمهيداً لأطلاق عملية السلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، التي من شأنها تغيير واقع المنطقة بأسرها".

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة الرئيس محمود عباس إلى مصر اليوم هي زيارة مهمة خاصة بالعديد من المعتبرات المتعلقة بالتنسيق المصري الفلسطيني، قبل الذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتأكيد مصر على دعم الرئيس محمود عباس في المرحلة المقبلة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك تأكيد على الحضور المصري في الملف الفلسطيني، وخاصة في مسار التهدئة في قطاع غزة، ومنع أي تجدد للاشتباكات في هذه المرحلة.

وتابع: "هناك أمر آخر وهو حرص مصر على التواصل مع الرئيس الفلسطيني ومع الملك عبدالله الثاني للتعاون الثلاثي "المصري الأردني الفلسطيني"، لتقريب وجهات النظر"، معتقدا أن هذه الزيارة هامة جدا في استمرار تأكيد الحضور المصري في الملف الفلسطيني.

السيسي لا ينافسه أحد بـ شعبيته

وأشار فهمي، إلى أن هناك تطورات في الجانب الإسرائيلي، والجزء الخاص بجانب الانتخابات 3 نوفمبر المقبل، ومحاولة القاهرة في تمهيد الأجواء لاستئناف الاتصالات واللقاءات.

ولفت إلى أن زيارة أبو مازن لمصر تعد من الزيارات الهامة في هذا التوقيت، حيث أنها تؤكد على عمق العلاقات الثنائية ودعم مصر للقضية الفلسطينية باعتبارها أحد أهم مرتكزات السياسية الخارجية المصرية.

وتابع: "تلك الزيارة تساعد على متابعة الشأن الفلسطيني في رام الله بهذا التوقيت، وخاصة مع سعى الرئيس محمود عباس، لإعادة ترتيب الأولويات في رام الله، بالإضافة إلى الخطوات لمحاولة جمع شمل الجانبين في قطاع غزة وفي رام الله، وتأتي تأكيدا لوجود الحضور المصري في الملف الفلسطيني بكل طاقته".  

ومن ناحية أخرى،  كان هناك تصريح السيسي وتأييده لحل الدولتين، وبأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، أثره في تراجع وإضعاف الخطاب الذي يتبناه عدد من التيارات السياسية التي دعمت السيسي والمؤسسة العسكرية في مواجهة "الإخوان المسلمين" والفصائل الإسلامية الأخرى، مثل: الناصريين، واليساريين، وحزب النور السلفي، حيث عززت تلك التيارات السياسية من وجودها في الساحة المصرية بالاستناد إلى خطاب لا يعترف بإسرائيل، ويرى أن القدس وجميع الأراضي الفلسطينية عربية.

لكن في ظل ظهور السيسي كزعيم شعبي أوحد لا ينافسه أحد في شعبيته، لم تستطع الفصائل السياسية التي دعمته أن تضغط عليه، لتعديل خطابه الإيجابي تجاه إسرائيل، فقد استفاد السيسي حينها- من حالة الفراغ الأيديولوجي لمؤيديه، حيث عمل على إعادة تسويق العلاقات المصرية الإسرائيلية، باعتبارها ضرورة في ظل وجود عدو إقليمي مشترك "حركة حماس"، وهو امتداد لعدو داخلي "الإخوان المسلمين"، ونقل بذلك إسرائيل من خانة "صراع وجود" إلى خانة الشريك الضروري.

والجدير بالذكر، أن ملف القدس الشرقية يمثل قضية خلافية في العلاقات المصرية الإسرائيلية، يرجع تاريخها إلى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، والذي اعترض على ضم إسرائيل للقدس الشرقية، وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.

وموقف مصر دائما ثابت قيادة وشعبا، ودائما تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة، واعتبرت القضية الفلسطينية قضية أمن قومي مصري، وأولتها جل الرعاية والاهتمام، وقدمت عبر تاريخها الممتد التضحيات الجسام من أجلها.

الرئيس السيسي  والرئيس الفلسطيني
الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني
الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني
الرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني