الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استنكار عام بـ المستشفيات الجامعية في المغرب بعد وفاة طبيب شنقا

جانب من الوقفة الاحتجاجية
جانب من الوقفة الاحتجاجية

شهدت المستشفيات الجامعية المغربية، وبشكل متزامن، اليوم، “وقفات تأبينية وطنية” من تنظيم التنسيقية الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان واللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، لزميلهم رشيد ياسين، الذي عثر عليه “منتحرا شنقا”، في الأول من سبتمبر الجاري، بأحد مستشفيات فرنسا أثناء اجتيازه فترة تدريبية، “هربا من واقع لم يعد يطيقه مهنيا في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء”؛ بحسب ما أفاد  مصدر من أسرته لهسبريس.

وحسب ما علمته جريدة هسبريس الإلكترونية، فإن المستشفيات الجامعية في مختلف المواقع على صعيد جهات المملكة (الدار البيضاء، الرباط، طنجة، مراكش، فاس، أكادير ووجدة) عرفت “وقفات احتجاجية تأبينية وأشكالا تعبيرية استنكارا للأوضاع المأساوية التي كان يعيشها الطبيب المقيم ياسين رشيد”، حيث حملوا “شارات سوداء في أذرعهم” في تعبير احتجاجي منهم، طيلة أسبوع كامل، على ما آلت إليه العلاقة بين الأطباء الداخليين وبين مؤطريهم.


وانتقد الأطباء المقيمون والداخليون وطلبة الطب المتدربون المحتجون، بالمدن المذكورة، ما وصفوه بـ”استمرار هذا النوع من الممارسات اللاإنسانية واللامهنية الحاطة من كرامة الطبيب، لاسيما في مراحل دراساته المتخصصة قبل التخرج، والتي ما زالت حاضرة ومتفشية في بعض المصالح الاستشفائية التابعة للمراكز الجامعية بعموم التراب الوطني”، موردين أن ذلك “يجعلها بعيدة كل البعد عن الدور المنوط بها في تكوين أطباء الغد، ضاربة عرض الحائط كل النظريات البيداغوجية الحديثة التي تجعل من الطالب والطبيب محور إنجاح المنظومة الصحية”.

وقال إلياس الخاطب، الكاتب العام لـ”جمعية الأطباء المقيمين والداخليين بالمغرب”،  إن الوقفات عرفت تفاعلا كبيرا من طرف فئات الأطباء باختلاف تخصصاتهم في كافة المراكز الاستشفائية الجامعية؛ في حين تمت “تلاوة سورة الفاتحة مع دقيقة صمت ترحما على روح الفقيد، الذي ليس فقيد أسرته الصغيرة فقط، بل فقيد الوطن بأكمله، وأسرته الطبية الكبيرة من زملائه في المهنة”.

وأكد الخاطب، في تصريح لهسبريس، أن الوقفات تخللتها “كلمات وشهادات لممثلي لجنتي الطلبة الأطباء والأطباء المقيمين والداخليين، أجمعت في مجملها على الأخلاق العالية والمهنية والكفاءة التي تحلى بها الطبيب ياسين،”، دون إخفاء صدمتهم وإحساسهم بالغبن لهذه الواقعة الأليمة.

وفي الوقت نفسه، تابع المتحدث قائلا: “الحاضرون تحدثوا، بحرقة عالية، عن الواقع الذي تعيشه المنظومة الصحية في المغرب”، لافتا إلى أن “عددا من الدراسات الدولية أثبتت أن الانتحار في أوساط الأطباء مرتفع بـ3 مرات أكثر نتيجة الضغوط على المنظومة الصحية، ناهيك عن المعاملة السيئة والتنكيل والظلم والحرمان من تعليم وتكوين تطبيقي ذي جودة؛ ما يهدد بمضاعفة هذه الحالات وهو ما لا نتمناه لا قدر الله”.

ويتمثل الهدف من هذه الوقفة  في جانبين أساسييْن”؛ الأول، حسب الخاطب، هو أن “نؤكد أن مؤازرة ومواساة أسرة الفقيد التي سلكت المتابعة القضائية والإدارية”، بينما الثاني هو “التنديد بجميع الممارسات اللاإنسانية في منظومة الصحة وبالخصوص على مستوى المستشفيات الجامعية بالمغرب”، مطالبا “المسؤولين باتخاذ قرارات عاجلة وصارمة ومراجعة القوانين لتفادي عدم تكرار هذه الحوادث”.

ودعت اللجنة الوطنية للأطباء المقيمين والداخليين بالمغرب، على لسان كاتبها العام في حديثه مع هسبريس، بـ”إحداث خلايا استماع في جميع كليات الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية، تكون لها صلاحيات واسعة في حال ثبوت شطط في استعمال السلطة أو الحكَرة”، كاشفا أن “المسار لن يتوقف عند هذا الحد؛ إذ سيتم يوم غد الخميس إيداع المراسلات لدى مسؤولي الوزارات الوصية، ثم اجتماع اللجنتين قريبا قصد مناقشة الخطوات المقبلة سيتم إصدارها في بلاغ لاحق”.