الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتحار طبيب شاب بالمغرب يفتح النار على مسؤولي القطاع الصحي بالمملكة

حالة انتحار - ارشيفي
حالة انتحار - ارشيفي

سادت حالة من الاستياء والاسى والصدمة في القطاع الطبي المغربي بعد انتحار الطبيب الشاب ياسين رشيد ، الذي عثر عليه يوم الخميس الماضي منتحرا شنقا في غرفته بأحد المستشفيات الفرنسية حيث كان يمضي فترة تدريبية.

انتحار طبيب شاب 
وفاة الطبيب المغربي الشاب، الذي كان قيد حياته يعمل طبيبا مقيما بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء بالموازاة مع  دراسته في السنة الختامية-تخصص جراحة المسالك البولية- بكلية الطب والصيدلة بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، أثارت ردود فعل مستنكرة ومنددة بالأوضاع المهنية والتكوينية وبممارسات يصفها الأطباء بأنها تدخل ضمن خانة “سوء المعاملة”.

ضغوط وتحرش 
وصرح مصدر من عائلة الطبيب الفقيد بأن “ذهاب ياسين إلى فرنسا من أجل التدريب هناك، جاء هربا من معاناة كانت تعرضه لضغط وترهيب وتحرش نفسي وصلت حد إلى منعه من التكوين التطبيقي في قاعة العمليات الجراحية”.

وشدد على “حدوث لبس في الرواية الرائجة؛ إذ لا يتعلق الأمر بضغوط من رئيس المصلحة بقدر ما كانت من طرف أستاذ مساعد ملتحق حديثا بالعمل في المركز الاستشفائي المذكور ولم يكن ياسين وحده ضحية ممارسات تهديدية من طرفه، بل أيضا طلبة وأطباء مقيمون وداخليون آخرون”.

القضاء 
وأكد المصدر ذاته، في إفادته لصحيفة هسبريس المغربية، أن “أسرة الفقيد سلكت المسلك القضائي عبر توكيل محام في القضية التي تتضمن شقين، إداري وقضائي”، مضيفا أن “الأسرة لها كامل الثقة في هيئات القضاء المختص وكذا إدارة المركز الاستشفائي وهيئة الأساتذة بكلية الطب لإنصاف ياسين ميتا على الأقل، بعدما لم ينصف حيّاً”.

استجواب وزير الصحة 
وأثارت هذه الواقعة نقاشا واسعا حول أوضاع الأطباء المغاربة، خاصة المقيمين والداخليين بالمراكز الاستشفائية الجامعية، أثناء اجتيازهم فترات تدريبهم وتكوينهم التطبيقي، وصل صداه إلى البرلمان مع توجيه النائبة فاطمة التامني، عن تحالف فيدرالية اليسار، استجوابا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية حول “انتحار” الطبيب المقيم وملابساته “في ظروف مأساوية تثير كثيرا من الشكوك بخصوص الضغوط النفسية الكبيرة التي مورست على المرحوم، في العلاقة مع مهمته كطبيب مقيم”.

وسجلت البرلمانية، في سؤالها أنه “يستشف من خلال وثيقة التعزية التي أصدرتها اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب، على إثر هذا الحادث المأساوي، أن هناك مشاكل حقيقية يعاني منها الأطباء الداخليون والمقيمون خلال مسارهم التعليمي بالمراكز الاستشفائية الجامعية”.

وتساءلت : “كيف لأطباء في طور الدراسة وأطباء في طور التخصص يعيشون ضغوطات يومية من طرف مرؤوسيهم، أن يكونوا أطباء متوازنين قادرين على التكفل العلمي والنفسي بمرضاهم بعد تخرجهم؟”.

وسرعان ما تفاعلت اللجنة الوطنية للأطباء الداخليين والمقيمين بالمغرب مع واقعة وفاة زميلهم برسالة عبروا فيها عن “خالص التعازي وصادق المواساة لأسرة الفقيد ولكل أهله وأصدقائه”، معلنين “دعمهم ومؤازرتهم عائلة الفقيد في تبنّيها للمساطر القانونية اللازمة قصد فتح تحقيق في ظروف وملابسات وفاته”.

وأعربت اللجنة عن “الاستنكار الشديد لبعض الأساليب التي باتت تستعمل في ترهيب الأطباء الداخليين والمقيمين ووضعهم تحت ضغط نفسي كبير جراء الابتزاز الذي يتعرضون له خلال مسار تكوينهم، وما يترتب عن ذلك من ضرر نفسي وجسماني يؤدي لما لا تحمد عقباه”، وفق تعبير وثيقتهم التي أكدت “استعدادهم لخوض مختلف أشكال النضال في وجه كل من سوّلت له نفسه المس بصحة وكرامة الطبيب الداخلي والمقيم”.