الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تسد جوع العالم.. ماذا يعني إنشاء مركز لتوريد وتخزين الحبوب الغذائية؟

الحبوب الغذائية
الحبوب الغذائية

كشفت الحرب الروسية الأوكرانية إضافة إلى عدة عوامل طبيعية، عن معضلة كبيرة تتمثل في الأزمة الغذائية التي ضربت عدة دول، خاصة داخل القارة الأفريقية وبعض البلدان الآسيوية تعتمد بنسبة تفوق 90% على إمدادات الحبوب والقمح الواردة من البلدين محل النزاع.

المساهمة في حل الأزمة الغذائية

وتمثل كل من موسكو وكييف سلة غذاء كبيرة لدول عدة، ونتيجة تأثر خطوط إمداد الحبوب والقمح بعمليات القتال الدائرة بين البلدين منذ 7 أشهر عاشت دول عدة فترات قاسية، تطلبت البحث عن حلول عاجلة حتى لا تتكرر الأزمة الغذائية العالمية.

كما كان لعوامل عدة منها: الجفاف الذي ضرب مناطق واسعة من العالم خاصة منطقة القرن الأفريقي، إضافة للتصحر وتجريف التربية نتيجة للتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، دور في تفاقم أزمة الغذاء عالمية.

مصر من جانبها أبدت استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي في إنشاء مركز لتوريد وتخزين الحبوب الغذائية، من أجل المساهمة في حل الأزمة الغذائية للجميع.

وقال السفير سامح شكري، وزير الخارجية، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، السبت، إن “مصر من خلال موقعها الجغرافي الفريد تعرب عن استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي من أجل إنشاء مركز لتوريد وتخزين الحبوب في مصر من أجل المساهمة في حل الأزمة الغذائية للجميع”، وفق بيان رسمي للخارجية.

وأضاف الوزير شكري، أن أزمة الأمن الغذائي تعد نتاجا لسنوات طويلة من إخفاق المجتمع الدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وتابع شكري: "أشير إلى واقع مؤسف وهو أن في أفريقيا يواجه 1 من كل 5 أشخاص خطر الجوع، وتظل القارة مستوردا للغذاء بكلفة قدرها 43 مليار دولار".

من جانبه، قال المستشار الاقتصادى أحمد خزيم، رئيس المنتدى الاقتصادي للتنمية والقيمة المضافة، إن إبداء مصر استعدادها لاستضافة مركز عالمي لتوريد وتخزين الحبوب، خطوة ليست جديدة، حيث سبق وتم مناقشتها في العام 2016، حيث تم التطرق لإقامة منطقة لوجيستية على ميناء دمياط، لخدمة أفريقيا والدول العربية.

مصر تخزن 3.4 مليون طن حبوب

وأضاف خزيم، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه تم مؤخراً توقيع عقوداً بين وزارة التموين والتجارة الداخلية مع شركات من القطاع الخاص لبناء ثلاثة مراكز تجارية ولوجستية في محافظات الدقهلية والسويس وكفر الشيخ، بتكلفة 2.4 مليار جنيه، وأنه من المخطط أن توفر المناطق اللوجستية الجديدة نحو 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

وأشار إلى أن ذلك يجعل مصر مركزاً لوجيستياً للتجارة العالمية، وتوريد وتخزين الحبوب، وسيكون له عوائد على الاقتصاد المصري، ويتم تحريك أسطول النقل البحرى بالكامل، مما يساهم في إنعاش السوق ويؤدى إلى خفض أسعار القمح، وتصبح مصر قبلة العالم للعبور التجاري للدول العربية والأفريقية، مما سيمنع حدوث أزمة غذاء لدى الدول المهددة بشبح المجاعة في محيط أفريقيا.

وتابع خزيم: "تتمتع مصر حاليا بقدرة تخزين تصل إلى 3.4 مليون طن من الحبوب، وهناك مساعٍ  لزيادة هذه القدرة بنسبة 50% أخرى إلى 5 ملايين طن، بجانب إنشاء صوامع في بورسعيد بسعة إجمالية قدرها 100 ألف طن من القمح".

وكانت الأزمة الروسية الأوكرانية، التي اندلعت في 24 فبراير الماضي، أحدثت زيادة عالمية تثير القلق في إجراءات الرقابة الحكومية على تصدير المواد الغذائية، الأمر الذي هدد بحدوث أزمة غذاء عالمية.

وأسفرت الحرب عن تعطيل موانئ أوكرانيا في البحر الأسود، كما كبحت قدرة روسيا على التصدير، بينما يسهم البلدان بربع صادرات العالم من القمح وخمس صادراته من الشعير والذرة، وأكثر من نصف صادرات زيت بذور دوار الشمس، كما يوفران نحو ثمن مجموع السُعرات المتداولة في العالم.

ووفق برنامج الأغذية العالمي، فإن اجتماع النزاعات وجائحة "كوفيد 19" وأزمة المناخ وارتفاع التكاليف تشكل خطراً على ما يصل إلى 828 مليون شخص جائع في جميع أنحاء العالم.

وارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليونًا إلى 345 مليونًا منذ عام 2019. 

وهناك حوالي 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة، وفق بيانات أممية.