الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأوقاف تختتم مؤتمرها الاجتهاد ضرورة العصر| مختار جمعة: الفتوى تعاني من محبي الظهور واللاهثين خلف كل شاذ من الآراء.. ووزراء الشئون الإسلامية العرب: مصر لديها قائد يرعى القرآن وأهله

الاجتهاد ضرورة العصر
الاجتهاد ضرورة العصر

الاجتهاد ضرورة العصر 

مختار جمعة:

 إن أصاب غير المتخصص في الفتوى فعليه وزر وإن أخطأ عليه اثنان

وزير الأوقاف السعودي: 

الرئيس السيسي بنى مصر الحديثة في زمن كثرت فيه التحديات

وزير الأوقاف الإماراتي:

نغبطكم على السيسي لأنه يرعى القرآن وأهله ويخاف الله

وزير الأوقاف الفلسطيني يبرز دور مصر في خدمة المسلمين

 

تختتم وزارة الأوقاف اليوم مؤتمر الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية (الاجتهاد ضرورة العصر: صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه)، الذي انعقد أمس في القاهرة في الفترة من 24 - 25 سبتمبر 2022م، بمشاركة أكثر من مائتَي وزير ومفتٍ وعالِم ومفكر وإعلامي، من (54) دولة يشاركون في أعمال المؤتمر، ويناقشون (41) بحثًا.

وأكد الدكتور محمد مختار جمعة،  وزير الأوقاف، إن ما نعيش اليوم هو نفير علمي في الوقوف لمشكلات العصر ووضع الحلول المناسبة لها، مشيرا إلى ان الاجتماع اليوم خدمة للدين والوطن وبحث لحلول القضايا التي نواجهها ونتشارك فيها.

وتابع وزير الأوقاف خلال المؤتمر الدولي الـ 33 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية،  الذي تستضيفه القاهرة على مدى يومين تحت شعار: "الاجتهاد ضرورة العصر"،  تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي،  أن الاجتهاد ضرورة العصر، فقد عانينا في مجتمعاتنا المسلمة وعانى العالم كله من الفتاوى الشاذة والمؤدلجة على حد سواء، كما عانينا من افتئات غير المؤهلين وغير المتخصصين وتجرؤهم على الإفتاء والذهاب إلى أقصى الطرف تشددًا وتطرفًا يمينيًّا، أو انحرافًا وتطرفًا يساريًّا، فإذا أضيف إلى هؤلاء وأولئك محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء، تأكد لدينا أننا في حاجة إلى إرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهاد الجماعي في القضايا التي لا يمكن البناء فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية وشئون الهندسة الزراعية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتبنى عليه الفتوى.

وأوضح أنه لا شك أن هذا الاجتهاد الجماعي سيسهم بشكل كبير وواضح وبنَّاء في القضاء على الآراء الشاذة، وعلى إزالة كثير من أسباب التطرف، والانغلاق، والجمود، والتقليد الأعمى، وسوء الفهم، والوقوف عند حرفية النصّ، والابتعاد عن فقه المقاصد والمآلات، وعدم فهم القواعد الكلية للتشريع، وإتاحة الفرصة لتصدر غير المؤهلين وغير المتخصصين لبعض جوانب المشهد الدعوي.

وأضاف أن هذا الاجتهاد الجماعي يمكن أن يؤدي إلى تحقيق جانب كبير من التقارب بين العلماء، ويزيل كثيرًا من أسباب الفُرْقَة والخلاف، مما يسهم - بلا شك - في وحدة صف الأمة، ولا سيما في مواجهة الأفكار الشاذة والمنحرفة والضالة والمتطرفة.

وتابع: هذا وقد فتح الإسلام باب الاجتهاد واسعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الله (عز وجل) يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا"، وطبعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته.

وقد أقر نبينا (صلى الله عليه وسلم) مبدأ الاجتهاد حتى في حياته (صلى الله عليه وسلم) فقد بعث (صلى الله عليه وسلم) سيدنا مُعَاذ بن جبل (رضي الله عنه) إِلَى الْيَمَنِ، وقَالَ لَهُ: (كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ لَكَ قَضَاءٌ؟)، قَالَ: أَقْضِي بِكِتَابِ الله، قَالَ: (فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في كِتَابِ الله؟)، قَالَ: أَقْضِي بِسُنَّةِ رَسُولِ الله، قَالَ: (فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ في سُنَّةِ رَسُولِ الله؟)، قَالَ: أَجْتَهِدُ رأيي ولَا آلُو".

فلم يقل سيدنا معاذ لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): إن لم أجد حكمًا في المسألة في كتاب الله تعالى، ولا في سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنتظر أو أتوقف حتى أرجع إليك أو سأرسل إليك رسولًا، ولم يطلب النبي (صلى الله عليه وسلم) منه ذلك، بل أطلق له حرية الاجتهاد في حياته (صلى الله عليه وسلم)، ولم يطلب منه حتى مراجعته، وعرض ما يقضي به عليه، بل ترك له مساحة واسعة للاجتهاد والنظر، قائلًا له : " الْحَمْدُ لله الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ الله لِمَا يُرْضِي رَسُولَ الله".

وشدد وزير الأوقاف أن الله (عز وجل) لم يخص بالعلم ولا بالفقه ولا بالاجتهاد قومًا دون قوم، ولا زمانًا دون زمان، كما نؤكد أيضًا أن الاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد، فالميزان دقيق، والمرحلة في غاية الدقة والخطورة ؛ لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج.

وأكد أن المتخصص المؤهل إذا اجتهد فأخطأ له أجر، وإن اجتهد فأصاب فله أجران، الأول لاجتهاده والآخر لإصابته، أما من تجرأ على الفتوى بغير علم، فإن أصاب فعليه وزر، وإن أخطأ فعليه وزران، الأول لاقتحامه ما ليس له بأهل، والآخر لما يترتب على خطئه من آثار كان المجتمع والدين معًا في غنى عنها، في ظل أوقات تحتاج إلى من يبني لا من يهدم.

وأضاف أن الاجتهاد الذي نسعى إليه يجب أن ينضبط بميزان الشرع والعقل معا، وألا يُترك نهبًا لغير المؤهلين وغير المتخصصين أو المتطاولين الذين يريدون هدم الثوابت تحت دعوى الاجتهاد أو التجديد، فالميزان دقيق، والمرحلة في غاية الدقة والخطورة ؛ لما يكتنفها من تحديات في الداخل والخارج.


وأوضح، أن الإسلام فتح باب الاجتهاد والتجديد واسعًا، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ الله (عز وجل) يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا".

 

وتابع: وطبيعيّ أن هذا التجديد لا يكون إلا بالاجتهاد والنظر ومراعاة ظروف العصر ومستجداته، فباب الاجتهاد مفتوح بل مشرع إلى يوم القيامة، غير أن له أصوله وضوابطه ورجاله الذين أفنوا حياتهم في طلب العلم الشرعي وفهم أصوله وقواعده ومآلات الأمور ومقاصدها ممن يدركون فقه المقاصد والمآلات والأولويات، ومتى تكون المصلحة مقدمة على المفسدة، ومتى تحتمل المفسدة اليسيرة لتحقيق المصلحة العظيمة، وكيف يكون الترجيح بين مصلحة ومصلحة باختيار أعظمهما نفعًا، وكيف يكون الترجيح بين مفسدة ومفسدة باختيار المفسدة الأخف منها.

 

وما نحن فيه اليوم إنما هو نوع من هذا النفير في طلب صحيح العلم، والوقوف على مستجدات العصر وقضاياه، والبحث عن حلول لمعضلاته ومشكلاته.
 

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به مِنَ الهُدَى والعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أصابَ أرْضًا، فَكانَ مِنْها نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ الماءَ، فأنْبَتَتِ الكَلَأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وكانَتْ مِنْها أجادِبُ، أمْسَكَتِ الماءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بها النَّاسَ، فَشَرِبُوا وسَقَوْا وزَرَعُوا، وأَصابَتْ مِنْها طائِفَةً أُخْرَى، إنَّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً ولا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذلكَ مَثَلُ مَن فَقُهَ في دِينِ اللَّهِ، ونَفَعَهُ ما بَعَثَنِي اللَّهُ به فَعَلِمَ وعَلَّمَ، ومَثَلُ مَن لَمْ يَرْفَعْ بذلكَ رَأْسًا، ولَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الذي أُرْسِلْتُ بهِ".


وذكر وزير الأوقاف، أنهقد صار الاجتهاد ضرورة العصر، بعد أن عانينا في مجتمعاتنا المسلمة وعانى العالم كله من الفتاوى الشاذة والمؤدلجة على حد سواء، كما عانينا من افتئات غير المؤهلين وغير المتخصصين وتجرئهم على الإفتاء والذهاب إلى أقصى الطرف تشددًا وتطرفًا يمينيًّا، أو انحرافًا وتطرفًا يساريًّا.


فإذا أضيف إلى هؤلاء وأولئك محبو الظهور من اللاهثين خلف كل شاذ أو غريب من الآراء، تأكد لدينا أننا في حاجة إلى إرساء وترسيخ قواعد الاجتهاد وضوابطه، وبخاصة الاجتهادُ الجماعيُّ في القضايا التي لا يمكن البناء فيها على الأقوال الفردية، والتي تتطلب الفتوى فيها خبرات متعددة ومتكاملة، ولا سيما في القضايا الاقتصادية والطبية والبيطرية وشئون الهندسة الزراعية والوراثية وغير ذلك من مفردات حياتنا ومستجدات عصرنا التي تحتاج إلى رأي أهل الخبرة لتبنى عليه الفتوى، فالرأي الشرعي في القضايا الحياتية المستجدة يبنى على الرأي العلمي ولا يسبقه.

 

كما أكد على أن المساس بثوابت العقيدة والتجرؤَ عليها وإنكار ما استقر منها في وجدان الأمة لا يخدم سوى قوى التطرف والإرهاب وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها؛ لأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه السقطات أو الإسقاطات لترويج شائعات التفريط في الثوابت؛ مما ينبغي التنبه له والحذر منه، فإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلا بد أن نقضي - كذلك - على التسيب من جذوره، فلكل فعلٍ ردّ فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه.

كانت انطلقت فعاليات المؤتمر الـ33 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان: (الاجتهاد ضرورة العصر: صوره.. ضوابطه.. رجاله.. الحاجة إليه.

ويستمر المؤتمر لمدة يومين بأحد فنادق القاهرة، بمشاركة أكثر من مائتَي وزير ومفتٍ وعالِم ومفكِّر وإعلامي، من (54) دولة يشاركون في أعمال المؤتمر، ويناقشون (41) بحثًا من خلال خمسة محاور هي:
المحور الأول: الاجتهاد ضرورة ملحة في عصرنا الحاضر.

المحور الثاني: صور الاجتهاد وضوابطه.

المحور الثالث: المجتهدون وإعدادهم.

المحور الرابع: نماذج عصرية ملحة في المجالات الاقتصادية والطبية والبيطرية والبيئية وغيرها.

المحور الخامس: نماذج مختارة للاجتهاد المؤسسي.

 

كما قال الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ وزير الدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي باني مصر الحديثة، في زمن كثرت نوازله وتعددت مسائله وتحمل العلماء حمل ثقيل في استنباط الأحكام والتعامل مع النازلة ودراستها دراسة كاملة  وتوضيح الحكم الشرعي فيها.

 

 وتابع "آل الشيخ"خلال المؤتمر الدولي الـ 33 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية،  الذي تستضيفه القاهرة على مدى يومين تحت شعار: "الاجتهاد ضرورة العصر"،  تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي،  المؤتمر أن المهمات في واقعنا المعاصر، خاصة أن يكون اجتهاد اجتماعي ومؤسسي وفق نظرة عامة وتكون المناقشات قبل بيان الحكم،  مبينا أن هذه الممارسات مرت عليها بلادنا في عصورها الثلاثة وأنشأ مجلس كبار العلماء بالمملكة يستفيد من خبرات أهل الاجتهاد،  ضبط الاجتهاد وتأهيل المجتهد ضرورة، فإعدادهم من الأهمية بمكان فقد كان رسولنا يسأل أصحابه وينزلهم منازلهم وفق قدراتهم حرصا منه صلوات الله عليهم وعلى الأمة. 

 

وأشار إلى أننا في زمن كثرت فيه التحديات وقل المجتهدون وكثر المتطفلون وإقامة المؤتمر وضع لموضع الألم،  فقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء المنسلخون،  وشدد الشرع في مسائل القتل وجعل في الخطأ دية تسلم لأهل المقتول. 

 

وشدد أنه من الضرورات بيان حقوق المعاهدين والمستأمن في شرعنا،  ولا يجوز انتقاص حقه ويعامل باللين، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة.

 

فيما أكد الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن أهل القرآن يُغبطون على الرياض التي يرتعون فيها لأن جلساءهم الملائكة والله (تبارك وتعالى) استخدمهم لترديد كلامه، وجعل محبتهم وتعظيمهم في قلوب من حولهم.

 

وقال: “نحن نغبطكم على هذا القائد العظيم الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يرعى القرآن وأهله، ويخاف الله (عز وجل) ويحب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ومن أجل ذلك وضع ثقته في معالي الوزير الذي يخاف الله فيكم ويعمل على غرس القرآن والسنة النبوية لتثمر ثمارها في بناء جيل رشيد فاهم وواع”. 

 

جاء ذلك خلال انعقاد المقرأة القرآنية الكبرى مع كبار قراء القرآن الكريم بالإذاعة والتليفزيون التي أقامتها وزارة الأوقاف على هامش المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بحضور  الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وعدد من علماء الأمة ضيوف المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

 

كما وجه الدكتور محمد مطر الكعبي، رئيس الهيئة العامة لشئون الأوقاف بالإمارات، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعاية مؤتمر وزارة الأوقاف الدلي قائلا: “من أبو ظبي راعية الفكر المعتدل وعاصمة السلام إلى أرض العروبة مصر الأزهر والسلام أحمل إليكم سلاما بالتقدير والمحبة، وشكرا لأرض مصر رئيسا وحكوما وشعبا”.

 

وأضاف: “الاجتهاد ضرورة حامية في كل زمان ومكان وتزداد  الحاجة آلية في كل الأوقات، خاصة في ظل الظروف الصعبة من كورونا والأوضاع الاقتصادية والحروب والتوترات الطائفية وازدياد التحلل من القيم الأخلاقية”. 

 

ونبه إلى أهمية أن يقوم العلماء باجتهاد جماعي مؤسسي عنوانه التيسير ومراعاة مقاصد الشريعة وأن تراعي واقع الناس، وأن تنطلق من مظلة الدولة الوطنية، والنظر في سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والكليات الست من حفظ الدين والمال والنفس والعرض. 

 

وطالب رئيس الهيئة العامة لشئون الأوقاف بالإمارات بتقديم حلول فقهية في ظل ما يشهده العالم، وإنشاء موسوعة في الاجتهاد مرجعا لطلاب المعرفة تنطلق من التسامح والسلم والأخوة الإنسانية

 

وقال حاتم البكري وزير الأوقاف والشئون الدينية الفلسطيني، إن الدولة المصرية دائما ما تلعب دورا هاما في طرح القضايا التي تهم المجتمعات وتراعي مصالح الأمة الإسلامية، ومن هنا تأتي أهمية انعقاد مؤتمر الأوقاف حول الاجتهاد بمصر والذي يتناول قضية شديدة الأهمية وهي الاجتهاد.

 

وأضاف البكري - في تصريحات اليوم الأحد، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الـ33 للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف بعنوان "الاجتهاد ضرورة العصر" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي بحضور وفود من 55 دولة - أن المؤتمر يتناول قضية الاجتهاد والتي لابد وأن تتم بين أهل العلم في كل مجال لأن هناك الكثير ممن يتحدث عن غير علم، وهو ما ينتج عنه آراء متشددة وفتاوى غير صحيحة، ويعقد من المشكلات.

 

وأوضح أنه من هذا المنطلق تأتي أهمية هذا المؤتمر الذي يضع الأمور في نصابها ومكانها الصحيح، فضلا عن تناول المؤتمر للعديد من الأمور التي تشغل الأمة الإسلامية، وهو ما يبرز دور مصر الكبير والمؤثر في خدمة المسلمين .

 

وأشار البكري إلى أن الأزهر الشريف من جانبه يبذل جهودا كبيرة في خدمة قضايا الإسلام، ويسعى دائما إلى نشر الفكر الوسطي المعتدل، مستندا إلى إمكانياته العلمية والبشرية الكبيرة التي تؤهله لهذا الدور العظيم.

 

ولفت إلى أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر تكمن كذلك في طرحه لقضايا البيئة خلال جلساته المتعددة، تزامنا مع استضافة مصر لمؤتمر تغير المناخ بشرم الشيخ في نوفمبر القادم، موضحا أن إطلاق هذا المؤتمر إنما يأتي تأكيدا على أهمية الحفاظ على البيئة من وجهة النظر الإسلامية.

 

وأعرب عن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات عملية فعالة قابلة للتطبيق ومؤثرة لما لمصر من قوة وتأثير في العالم الإسلامي وهو ما يعطي المؤتمرات التي تستضيفها زخما كبيرا.