الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نسيج الكلمات

نيفين منصور
نيفين منصور

في هذا الزمن تزايدت حالات غزل الآراء ثم نسج الكلمات بهدف سلب العقول واستقطاب البعض، وتصدر المشهد للوصول إلى الشهرة الزائفة، حتى ولو كان هذا النسيج على غير الحقيقة ولا يعبر عن موقف صاحبه أو نهجه في الحياة، وحتى لو تسبب في الأذى والخراب لبعض الناس.

والأدهى والأمرّ أن غزل الآراء أصبح مهنة لدى البعض، يمتهنها بعض المحيطين بالراغبين في الشهرة ، يجمعون الأفكار ويقيسون المجتمع وينتقون الكلمات حتى تكتمل الصورة ثم نفاجأ بالغزل بصورة هادئة في بداية الأمر ، وسرعان ما يتم طرحها كمقياس للخطة المستقبلية للنسيج المطلوب ، فإذا ما لاقت رواجا، تنهال علينا الكلمات والآراء كالغيث المستمر ، حتى تتشبع عقول الناس و يبدأ الاستقطاب ، ويشتهر الشخص المطلوب.

وأكثر ما يجذب العديد من الباحثين عن الشهرة الآراء الخاصة بالعلاقة بين الرجل والمرأة ، البعض ينسج كلماته للدفاع عن الرجل ، والبعض الآخر يغزل آراءه للدفاع عن المرأة ، وتشتعل الصفحات بين مؤيد ومعارض ، وينقسم الناس كلٌ وفقا لما يميل إليه قلبه ، ويتحقق الهدف المنشود من الشخص الباحث عن الشهرة ومن يحيطون به أو من يحركونه من خلف الكواليس ، وينخدع البعض في تلك الآراء ويظنون أنها حقيقية ويتعلقون بصاحب هذا النسيج المقصود والمحكم بخطة تسويقية تستهدف في النهاية الوصول للغرض المخطط له.

وفي تلك الحروب المشتعلة بين أطراف متعددة من الباحثين عن الشهرة يظهر المتسلقون والصيادون ممن ينتهزون تلك الفرص للظهور ، وركوب الموجة لعلهم يستفيدون أي نوع من الاستفادة ، إما بزيادة المتابعين أو بالوصول لأحد أطراف الحرب لأغراض شخصية.

الحياة لا تحتمل ما يحدث من البعض في هذا الزمن الصعب والعلاقة بين الرجل والمرأة لها قدسيتها التي لا يجب المساس بها والاستهانة بخصوصيتها وتنوعها ، فلكل منا حالة مختلفة ، ولكل رجل متطلبات قد تتفق أو تختلف مع غيره من الرجال ، كذلك النساء ، لكل منهن ما تستطيع تحمله وما لا تستطيع الاقتراب منه أو اتباعه، نحن مختلفون ، رغم كوننا نتفق في نوع الجنس من رجل وامرأة، إلا أن لكل منا تجربته في الحياة ومعطياتها ، ولا يمكن أن نبني حياتنا على آراء الباحثين عن الشهرة.

ما يمكن طرحه وتقبله عرض التجارب والنتائج من تلك التجارب فقط ، مع الأخذ في الاعتبار مبادئ الشريعة الواضحة ، بداية من التعامل بالمودة والرحمة وصولا لاحترام الحقوق والواجبات ، دون إضافة نصائح مستفزة تضر أكثر من نفعها ، ودون التقليل من قيمة المرأة عند الرجل أو الرجل عند المرأة ، فلكل طرف احترامه وتقديره ، رفقا بالمجتمع الذي أصبح لا يحتمل الصراعات التي تحدث  والاشتعال المفتعل للوصول للشهرة الزائفة.