EN 
رئيس البحوث الفلكية: التغيرات المناخية قد تتسبب في غرق مدن مصرية بعد مئات السنين
جاد القاضي يكشف مقترحات سيطرحها بمؤتمر المناخ
رئيس البحوث الفلكية: مصر لم تدخل حزام الزلازل ونتعاون مع الدولة لبناء مدن جديدة
القاضي: العواصف الشمسية في الوقت الحالي مستقرة وليست نشطة
أصبحت التغيرات المناخية قضية عالمية تشغل أذهان الجميع في العالم، كما أنها تمثل تهديدا لكافة الدول، فيما يتعلق باستدامة الثروات الطبيعية، وكذلك مستقبل معظم الكائنات الحية على سطح الأرض بسبب الكوارث الطبيعية، ونتيجة لتلك التداعيات التي يشهدها الكوكب تستضيف مصر في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر بمدينة شرم الشيخ، جميع قادة العالم في مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ (cop27)، لإيجاد حلول تمكننا من السيطرة على التغيرات المناخية المتسارعة وتيرتها بشكل كبير في الأونة الأخيرة.
حرص موقع “صدى البلد” على لقاء الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وأجرى حوارا معه للحديث عن دور المعهد وأبحاثه لرصد التغيرات المناخية وتأثيرها.
هل يمكن تفادي الآثار السلبية للتغيرات المناخية ؟
التغيرات المناخية واقع نعيش فيه ولا يوجد مفر منه، وهناك بعض الدول تحرص على الاستفادة من تلك التغيرات المناخية بصورة إيجابية، لذلك حرص المعهد من أكثر من عقد من الزمان على دراسة جميع الظواهر المتعلقة بالمناخ حتى نكون مستعددين لجميع تداعياتها، ولعل أبرز تلك التداعيات التي يروج لها دائمآ في وسائل الإعلام هي غرق الدلتا وبعض المدن الساحلية.
وأضاف أن المعهد مهتم برصد التغيرات المناخية من خلال منظومة أرصاد وطنية يمتلكها ويدرها المعهد، تعمل على أكثر من محور ويوجد عدد من الشبكات لرصد تغيرات منسوب سطح البحر، وكل ما يتعلق بهبوط للدلتا، بإضافة إلى نوع آخر من شبكات الرصد وهو المد البحري لنقيس بدقة منسوب سطح البحر وليس الموج لأنه شئ متغير، وتقوم هيئة الارصاد الجوية بهذا الأمر.
غرق مدن ساحلية مصرية نتيجة زيادة منسوب المياه والتغيرات المناخية.. هل وارد؟
المعهد مختص في دراسة منسوب سطح البحر ومنسوب دلتا النيل، وتلك الدراسات تمكننا من معرفة معدلات الحركة وإذا كان هناك احتمالية لغرق بعض الأماكن من عدمه، وأعد المعهد سيناريوهات في حالة زيادة منسوب المياه في بعض الأماكن الشاطئية، ومتى يمكن أن تغرق تلك الأماكن ويتم غمرها بالمياه، لكن أطمئن جميع المصريين أن فترات غرق بعض الأماكن يكون 500 سنة.
وأكمل أنه على مر العصور والتاريخ الجيولوجي نرى تقدم البحار عن اليابسة، وأن البحر الأحمر لم يكن متواجدا من 560 مليون سنة، وحجم البحر الأبيض المتوسط كان أكبر من ذلك بخمسة أضعاف، والسواحل الشمالية المصرية كانت حدودها تصل إلى مدينة الخرطوم بالسودان.
وتابع أن مصر بأكملها كانت مُغطاة بالبحر المتوسط، وأن هضبة المقطم كانت قاع هذا البحر، لافتًا إلى أن هذا الأمر تغير في ملايين السنوات، ثم حدث بعد ذلك انفتاح للبحر الأحمر.
هل من الممكن توقع موعد محدد لغرق بعض مناطق الدلتا والمدن الساحلية المصرية؟
بكل تأكيد من الوارد غرق بعض المدن الساحلية المصرية، لكن لمنيحدث في يوم أو سنة وحدوث ذلك الأمر بعد 500 إلى 600 سنة.
ماذا عن مشاركة المعهد في مؤتمر تغير المناخ (cop27) وما هي مقترحاته؟
تقدمنا بالفعل بأكثر من ورقة عمل لمؤتمر المناخ الذي سيقام في شرم الشيخ، أحدها لمتابعة أرصاد هبوط الدلتا وارتفاع سطح البحر، كما أن للمعهد دراسات في الإشعاع الشمسي ونسبة وتأثيره وذلك لأن التغيرات المناخية مرتبطة بنسب الشمس وإشعاعها وارتفاع درجة الحرارة وهذا الجزء يشاركنا فيه زملاء من هيئة الأرصاد الجوية.
كما أن للمعهد، محور آخر في غاية الأهمية وهو تأثير التغيرات المناخية على المياه العذبة ومصادرها مثل نهر النيل وبحيرة ناصر والبحيرات في منابع النيل، وأشار الدكتور جاد إلى أن جميع أوراق العمل مطروحة من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للمشاركة بمؤتمر قمة المناخ (cop27).
هل للعواصف الشمسية دور في تغيرات المناخ ؟
المعهد يمتلك قسم خاص مختص بأبحاث الشمس والفضاء وتتم متابعة دائمة لسطح الشمس والظواهر المصاحبة لها مثل البقع الشمسية والعواصف الكهرومغناطيسية، وكل تلك الأشياء يطلق عليها أو يسمى الدورة الشمسية، ومتوسط عمر الدورة الشمسية 11 سنة، والآن في الدورة رقم 25، ومع بداية أي دورة شمسية جديدة يكون بها هدواء نسبي ثم يزيد نشاط نسبي وصول لمنتصف عمر الدورة الشمسية، والآن في السنة الثالثة من الدورة الشمسية 25 ولا يوجد نشاط عالٍ حتى الآن، ونشاط تلك العواصف مغناطسي وليس حراري، وغير مرتبط بالتغيرات الحراية التي توجد على كوكب الأرض.
هل سوف تتسبب العواصف الشمسية في نهاية العالم؟
ما بين الحين والآخر يكون هناك بقع وانفجارات شمسية، يصاحبها موجات كهرومغناطيسية وعواصف شمسية وأشدهم يمكن أن يؤثر في المناطق القطبية فيحدث الشفق القطبي ويمكن أن تتعرض بعض الاتصالات اللاسلكية في تلك المناطق لبعض المخاطر، لكن دون تلك المناطق في مناطقنا المدارية والاستوائية لا تتأثر بأي شئ، وهناك العديد من مروجي الشائعات يستغلون هذا الأمر وبعض تلك الظواهر للحديث عن غضب الطبيعة ونهاية العالم، وهذا الحديث غير صحيح بالمرة.
هل دخلت دخول مصر حزام الزلازل ؟
دائما ما تروج شائعات مع كل زلزال يحدث في مصر، إلى دخول مصر لحزام الزلازل، لكن دائما ما نؤكد أن مصر لم تدخل فى حزام الزلازل وليس متوقعا أن تدخل فيه.
وأكمل أن مصر يوجد بها نشاط زلزالي في بعض المناطق، وأن تلك المناطق معروفة ومدروسة بشكل كبير، والمعهد مستمر في دراستها كما أنه يكثف من محطات الرصد الزلزالي عند بعض المناطق، وأن الهدف من تلك المحطات هو مراقبة النشاط الزلزالي في مصر، وإعداد وتحديث كود الخطورة الزلزالية والأحمال الزلزالية التي هي أمر هام عند البناء.
وأشار إلى أن الدولة تقوم في الوقت الحالي بضغ استثمارت كبيرة في المدن العمرانية الجديدة ولذلك لأنه أمر هام أن تكون تلك المدن مؤسسة ومنشأة وهي تأخذ في عين الاعتبار كل الاحتياطات والعوامل التي تكون مرصدوة من بيانات الزلازل التي يقوم المعهد بإعدادها، والمعهد يقوم بإطلاق كتالوج للزلازل ويتم إرساله لجميع الجهات المعنية وأنه خلال العام الماضي أطلقنا بالتعاون مع مجلس الوزارء دليل استرشادي لموجهة مخاطر الزلازل وهذا الدليل متاح على الموقع الإلكتروني للمعهد وعلى موقع ومركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزارء.
