الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب على الأرض وسلام في الفضاء..كيف يستمر التعاون بين روسيا والغرب رغم العقوبات؟

محطة الفضاء الدولية
محطة الفضاء الدولية

على الأرض، تنقطع الصلات الواهية الباقية بين روسيا ودول الغرب بفعل موجات العقوبات المتتالية ضد موسكو منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن في الفضاء يختلف الوضع.

ووفقًا لإذاعة "دويتشه فيله" الألمانية، أصبحت آنا كيكينا الأسبوع الماضي أول رائدة فضاء روسية تنطلق إلى الفضاء على متن مركبة أمريكية منذ 20 عاما، وكانت وجهتها محطة الفضاء الدولية برفقة رائدي فضاء من وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) هما نيكول مان وجوش كاسادا ورائد الفضاء الياباني كويشي واكاتا.

وستبقى كيكنا لأكثر من أربعة أشهر في المحطة الفضائية، فيما تعد الرحلة خامس مهمة لـ"سبايس إكس" إلى محطة الفضاء الدولية لحساب ناسا. وقد جرى الإعلان عن انضمام  كيكينا إلى المهمة في يوليو في إطار التبادل بين روسيا والغرب والذي بموجبه انطلق رائد فضاء من ناسا على متن صاروخ روسي إلى الفضاء صوب محطة الفضاء الدولية.

ويمتد التعاون الفضائي بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان من جهة أخرى في إطار "محطة الفضاء الدولية" إلى أكثر من 25 عاما ويُنظر إليه باعتباره رمزا للتعاون الناجح بين روسيا والغرب في مرحلة ما بعد الحرب الباردة. ويعد أيضا أحد مجالات التعاون المستمرة بين روسيا والغرب، رغم الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

وتعد محطة الفضاء الدولية أكبر محطة فضائية في مدار أرضي منخفض فضلا عن أنها تمثل أطول تواجد بشري في الفضاء يمتد لقرابة عشرين عاما. فيما يتم استخدامها كمختبر فضائي، حيث أُجريت آلاف التجارب في علم الفلك والفيزياء وعلم الأحياء الدقيقة على مدى العقدين الماضيين.

وتتألف مكونات المحطة من جزءين: الأول يتم تصنيعه وتشغيله عن طريق روسيا، والجزء الثاني يتم تصنيعه وتشغيله من قبل الولايات المتحدة بدعم من الاتحاد الأوروبي وكندا واليابان؛ فيما تعد روسيا مسؤولة عن الجزء المتواجد في المدار.

السقوط الحر والدور الروسي

الجدير بالذكر أن محطة الفضاء الدولية تقع في مسار السقوط الحر الذي يخلق إحساسا بانعدام الوزن أو ما يُعرف بـ "الجاذبية الصغرى" ما يدل على أن الجاذبية على متن المحطة ليست منعدمة تماما.

ويعود بقاء المحطة في المدار إلى أنها تدور حول الأرض بسرعة كافية لتعويض كونها في مسار السقوط الحر، إذ إنها تتحرك بسرعة تقارب ثمانية كيلومترات في الثانية أي ما يعادل أكثر من عشرين ضعف سرعة رصاصة من عيار 9 ملم.

ورغم أن هذه السرعة قادرة على إبقاء المحطة في مكانها، إلا أنه في بعض الأحيان قد تختل المسافة العمودية ما يتطلب دفعة إضافية للبقاء على ارتفاع 400 كيلومتر فوق الأرض وهو الأمر الذي توفره روسيا.

وفي مقابلة مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية في يوليو الماضي، قال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، إن هناك حاجة إلى استمرار التعاون بين البلدين. وأضاف أن "الروس يقدمون الدفع والأمريكيين يقدمون القوة. وسوف نواصل الحفاظ على علاقة مهنية للغاية بين رواد الفضاء لإبقاء محطة الفضاء الدولية على قيد الحياة".

الخطط المستقبلية

يشار إلى أن روسيا أعلنت في يوليو الماضي أنها تعتزم  مغادرة محطة الفضاء الدولية "بعد عام 2024"، وفق ما أفاد به الرئيس الجديد لوكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" يوري بوريسوف، الذي تم تعيينه في المنصب في منتصف يوليو الماضي، في تصريحات نشرها الكرملين: "بالطبع، سنفي بكافة التزاماتنا لشركائنا، لكن تم اتخاذ القرار بمغادرة هذه المحطة بعد العام 2024".

لكن وفقا لما ذكره بيل نيلسون، فإن ناسا لم تتلق أي إخطار رسمي من روسيا، فيما قال المدير التنفيذي لبرامج "روسكوزموس" لرحلات الفضاء البشرية، سيرغي كريكاليف، خلال مؤتمر صحفي قبل إطلاق مهمة "سبيس إكس 5" إن التعاون قد يمتد إلى ما بعد عام 2024.

في المقابل، تعهدت الولايات المتحدة باستمرار التعاون الأمريكي في إطار محطة الفضاء الدولية حتى نهاية العقد، إذ وقع الرئيس جو بايدن مطلع أغسطس الماضي على قانون من شأنه أن يمدد مشاركة ناسا في المحطة لمدة ست سنوات أي حتى نهاية عام 2030.