الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الإطاحة برئيسيّ وزراء ببريطانيا.. هل ستصمد الحكومات الأوروبية أمام طوفان الأزمة الاقتصادية؟

بوريس جونسون وليز
بوريس جونسون وليز تراس

أطاحت الأزمة الاقتصادية التي تعيشها القارة الأوروبية، برئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس، بعد 44 يوما فقط، من توليها المنصب خلفا لبوريس جونسون، الذي تمت الإطاحة به بسبب عدم تمكن حكومته من التعامل مع أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار.

يأتي ذلك تزامنا مع احتجاجات غاضبة تعيشها كل من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا والتشيك ومولدوفا، بسبب غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، الناجمة عن تداعيات الحرب في أوكرانيا، والعقوبات المفروضة على روسيا.

ومنذ الأسبوع الماضي، خسرت تراس اثنين من الوزراء الأربعة الكبار في الحكومة، بعد انتخابها رئيسة للوزراء، حيث انزلق الاقتصاد البريطاني إلى الركود بعد فترة وجيزة من رئاستها للحكومة.

ألمانيا

تشهد ألمانيا يوميا احتجاجات في مدن مختلفة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، حيث شهدت كل من مدينتي شتوتجارت وبرلين احتجاجات بسبب غلاء أسعار الغذاء والطاقة. وطالب المتظاهرون بمساعدة الفئات الفقيرة، وبتكافؤ الفرص للجميع، وتأمين إسكان ميسور التكلفة، ودعم الحكومة لذوي الأجور المنخفضة، وزيادة المساعدات الاجتماعية.

وقبل نحو أسبوع، شهدت العاصمة الألمانية برلين، احتجاجات شارك فيها نحو 8 آلاف شخص، بدعوة من حزب البديل اليميني للاحتجاج على سياسة الحكومة الألمانية تجاه أزمتي الطاقة والتضخم.

فرنسا

يستيقظ الشارع الفرنسي منذ فترة على وقع الاحتجاجات التي تجوب الشوارع بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، ونقص البنزين في محطات الوقود، وإضراب عدد من المؤسسات والنقابات العمالية عن العمل بسبب عدم رفع الأجور.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق اصطفاف الفرنسيين بسياراتهم أمام محطات الوقود في ظل أزمة بسبب نفاد المخزون في عشرات المحطات بمناطق عدة في فرنسا لا سيما في باريس.

ويأتي ذلك بعدما قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران إن نحو عشرة في المئة من محطات الوقود في منطقة باريس تواجه مشكلات في الحصول على إمدادات وقود كافية بسبب إضرابات في 4 مصافي تابعة لشركة توتال إنرجيز .

وارتفعت حدة الاحتجاجات في فرنسا للمطالبة باستقالة الحكومة، ورحيل الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بسبب سياسة الدولة تجاه أزمتي الطاقة والأزمة الأوكرانية.

إيطاليا

وفي إيطاليا، تجمع العشرات في مدينة روما، مطالبين بخفض الفواتير وزيادة الأجور، إضافة إلى مساعدات اجتماعية أكبر لحماية الأسر من تأثير ارتفاع أسعار الطاقة.

وأبدى المتظاهرون خشيتهم من ارتفاع أسعار فواتيرهم إلى حد لا يستطيعون دفعها، ومن تفاقم أزمة الطاقة وتداعياتها عليهم.

الاتحاد الأوروبي يبحث عن مخرج للمأزق

يبحث قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعات الخميس والجمعة ببروكسل سبل تجاوز انقساماتهم والتوصل إلى حل مشترك لمواجهة الارتفاع الهائل في أسعار الطاقة، وذلك وسط توتر فرنسي ألماني بشأن الموضوع، حسبما أفادت وكالة "فرانس 24".

وتوقع دبلوماسيون أن تكون المناقشات طويلة بين قادة الدول والحكومات بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء.

وتسببت الحرب في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا بصدمة على صعيد أسعار النفط والغاز والكهرباء. لكن أوروبا تتحرك ببطء منذ فبراير بسبب المصالح المتعارضة أحيانا للدول الأعضاء. إلا أن الوضع يتطلب تحركا سريعا.

وأكد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو خلال الأسبوع الجاري أن هذه القمة هي "الأهم منذ فترة طويلة". وقال إنه إذا لم يؤد ذلك إلى "إشارة سياسية واضحة بأن لدينا الإرادة للتوقف عن تحمل أسعار الغاز المرتفعة"، فسيشكل "فشل أوروبا".