EN
هل فكرت يوما في البحث عن أصل كلمات ترددها بشكل متواصل، أو مثل شعبي لا تفك عن قوله في كل مناسبة ملائمة له، وكذلك سرد حكاية تراثية لأولادك أو المقربين منك، لربما تكاسلت في البحث عن ذلك وسط حالة اكتساح المحتويات الترفيهية على السوشيال ميديا وربما يثير استغراب البعض السماع عن مهنة «حكاءة التراث» الذي تميزت به «نسمة مدحت» أبرز مقدمي المحتوي التراثي عبر السوشيال ميديا وربما المتفردة به.
لا خلاف على أن أحد أبرز المميزات بين البشر من دولة لأخرى وبلد إلى بلد يعتمد على مدي تأثر الأجيال المتتالية بتراثها ورغبهم في الحفاظ عليه والاحتفاء به بشتي الطرق من خلال استمرارية تداوله، والفخر عند الاستماع له، أو البحث وراء مصادره باهتمام بالغ، فجميعه جزء لا يتجزأ من عادتنا في كل محافظات جهمورية مصر العربية.
بطاقة من الحماس والحب والسلاسة والاختصار تبدع نسمة مدحت في كشف أصل الكلمات المشهورة لفظا المجهولة مصدرا، مثل: «بعدين ومعلش» وكذلك إلقاء أبرز الأمثلة الشعبية ذات المعاني البارزة، مثل: «قولت للهم أنا رايحة اتفسح قالي ليه هو أنا مكسح» و «ايشل افتكرلك يا بصلة ومع كل عضة دمعة»، وكذلك سرد قصص لا تعد مثل حكاية «ارتداء أهل النوبة قديما لرداءات يصل طولها إلى 11 متر أثناء السفر وذلك يرجع إلى عزة نفسهم حيث كانوا يعتبرونها كفنهم إذا توفوا في السفر».
قصة نسمة مدحت حكاءة التراث
وعن بدايات تقديم «نسمة مدحت» خريجة كلية الإعلام، قسم الإذاعة والتفليزيون، جامعة القاهرة عام 2007 المحتوي التراثي لافتت إلى أنه بعد انهائها دراستها الجامعية اتجهت للعمل في مجال الإخراج والإنتاج الفني ثم التسويق الإلكتروني وكتابة المحتويات العلمية والطبيبة وغيرهما، لكن شغفها في التراث والتاريخ والثقافة دفعها إلى التفكير في تقديم مقاطع الفيديو القصيرة والتي وصلت لالآف ولاقت إعجابهم ورواجا بينهم.
ووسط ديكورات تراثية تعود إلى عائلتها الفنية حيث يعمل والدها ووالدتها كفنانين تشكليين وأساتذة بأكاديمية الفنون بدأت نسمة مدحت منذ 2019 تتحدث عن أصل الأمثال الشعبية من خلال برنامجها «ستي قالتلي» ثم حكاوي التراث من خلال «ألف ليلة وليلة» عبر صفاتها على كافة منصات التواصل الاجتماعي، لافتة: «فادني في ذلك حبي أيضا لعلم النفس والفسفة والتاريخ».
تخطت مشاهدات «نسمة مدحت» ومتابعيها حدود مصر حتي بدأ يتواصل معها مصريين مغتربين ومقممين في بلدان عربية مختلفة وكذلك أصحاب جنسيات عربية من دول عدة، مثل: “ الجزائر”و “تونس” و “دبي”و “السعودية” و “الكويت” و “العراق” و “لبنان” منبهةً أن ذلك يحملها مسؤولية كبيرة في تطوير وتوسيع مصادر اطلاعها على أمهات الكتب والمصادر التراثية المتعددة.
تطوير لمبادرة إعادة إحياء التراث
وتختتم حكاءة التراث نسمة مدحت والتي تعد أول بلوجر تجذب الآلاف بأصل الأمثال والقصص الشعبية بأنها تحلم بانتشار مبادرتها «إعادة إحياء التراث الشعبي» والتي تحكي فيها داخل أماكن لها مذاق تراثي وثقافي مميز، مثل: «بيت السناري» قصص تراثية وحكاوي ألف ليلة وليلة ونوارد جحا وغيرهم الكثير حيث يستمع إليها كبار وصغار السن بنفس القدر من الاهتمام تقريبا على نطاق أوسع بالتعاون مع مؤسسات حكومية وخاصة لتطوير ذلك.
