الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص|بعد رحيله.. حسن عبد الموجود: بهاء طاهر عاش صادقاً لا يبدل مواقفه

بهاء طاهر وحسن عبد
بهاء طاهر وحسن عبد الموجود

رحل عن عالمنا أمس الخميس الأديب الكاتب والروائي الكبير بهاء طاهر، بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 87 عامًا.

الكاتب الصحفي حسن عبد الموجود في تحدث لـ "صدى البلد" عن ذكرياته مع الأستاذ الراحل بهاء طاهر وقال: "حينما أصدرت مجموعتي القصصية الأولى “ساق وحيدة” أهديت نسخة منها للأستاذ بهاء طاهر، وبعدها جاء إلينا في زيارة عادية إلى أخبار الأدب، وجلس في صالة التحرير، وهنا بدأ يدلي برأيه في المجموعة القصصية بصوت عال، وقال لي إنها مجموعة البدايات، ولم يعجبه فيها بعض الأحكام المطلقة التي أطلقتها على بعض الشخصيات “ذكر لي ثلاثة أو أربعة مفردات، ومنها على سبيل المثال استخدامي لوصف ”هذا الأبله" على شخصية من شخصيات المجموعة القصصية".

 

يضيف: في قرارة نفسي شعرت بالحزن لأنني كنت أضع آمالًا كبيرة على الأستاذ بهاء طاهر، باعتباره قيمة أدبية وثقافية كبيرة، فقد أردت منه أن يقول لي كلامًا يشجعني على الاستمرار، لكنه كان صادقًا إلى أقصى درجة، ولم يجاملني، وبالعكس كادت هذه الكلمات أن تحطمني رغم أن بهاء طاهر كان معروف عنه المجاملة، لكنه لم يجاملني، ولست أدري لماذا أنا بالذات.

حديث طويل

 

يستطرد: مرّت ثلاثة سنوات بعدها ثم أصدرت رواياتي الأولى “عين القط”، وكان ذلك عام 2005، وأيضًا أهديتها له ثم فوجئت باتصال منه يخبرني من خلاله أنه قرأ الرواية، ومدحني، وقال إنه ضحك كما لما يضحك منذ عشر سنوات بسبب السخرية الموجودة في الرواية، ثم فوجئت منه بقبول دعوة الأستاذ شعبان يوسف، لمناقشة الرواية في ورشة الزيتون، وكان يومًا مشهودًا، وجلس مع مجموعة كبيرة من النقاد والأصدقاء على رأسهم، الناقد الأستاذ إبراهيم فتحي، ومحمد عبد المطلب، ومنى طلبة، وغيرهم.  وقد كان الكلام الذي قاله لي الأستاذ بهاء ما هو إلا سطرًا واحدًا من حديث طويل ذكره عن الرواية، إذ شعرت أن كلامه شهادة ميلاد، رغم أنه قلب عليّ آخرين، ممن استكتروا أن يقول عني هذا الكلام، ثم أكمل بعد ذلك ما بدأه وكتب عن الرواية دراسة وافية، نشرها في مجلة الهلال.

 

بهاء طاهر.. قيمة عظمى

 

يرى حسن عبد الموجود أن بهاء طاهر دائمًا ما كان يمثل قيمة عظمى بالنسبة إليه “بخلاف قيمته الأدبية الكبرى وتعلمي على قصصه الجميلة ورواياته العظيمة، إلا أنه كان أيضًا قيمة إنسانية كبرى، فهو شخص صادق ولا يبدل مواقفه. وموقفه السياسي كان واضحًا بالدرجة الأولى، وجر عليه الكثير من المشاكل، وبالرغم من ذلك بقى صامدًا ولم يغير رأيه، ليكسب شريحة من المثقفين والقراء، فهو سيظل قيمة عظمى، ورغم أنه رحل بجسده، لكنه ترك لنا أعمالًا خالدة ستصمد في وجه الزمن”.