الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا جمع الله الجنات وأفرد النار في القرآن؟ 4 أسباب لا يعرفها كثير

بلاغة القرآن الكريم
بلاغة القرآن الكريم

لماذا أفرد الله سبحانه كلمة النار وجمع الجنات في القرآن الكريم؟ التعبير القرآني تعبيرٌ فريدٌ في عُلُوِّه وسُمُوِّهِ، وإنه أعلى كلام وأرفعه، وأنه بهر العرب فلم يستطيعوا مداناته والإتيان بمثله مع أنه تحدّاهم أكثر من مرة، و القرآن الكريم معجزة ربانية متجددة على مر الأزمان والعصور

 

معجزة القرآن الكريم 

 

وأيَّد اللهُ  تعالى الرسل بالمعجزات الباهرات التي تدلُّ على صدق نُبُوَّتهم ورسالتهم التي أرسلهم الله بها، وتُرغم الكافرين المعاندين على الإيمان، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشْتُهِرَ به قومه، وكان لا بُدَّ من معجزة تُلائِم طبيعتُها رسالةَ الله الخاتمة إلى العالمين؛ فتتعدَّد وجوه إعجازها؛ لتُقيم الحُجة على الخلق كافَّة، وتظلَّ شاهدة على صدق الرسالة الخاتمة وربانيَّتها.

 

بلاغة القرآن الكريم 

 

ولم تكن معجزة الرسول مؤقَّتة كمعجزات الأنبياء من قبله -عليهم السلام-، لأن المعجزة المؤقتة لا تؤدِّي هذا الدور ولا تَصْلُح لهذه المهمَّة، وإنما كانت هذه المعجزة الخالدة هي القرآن، الذي تحدَّى به الرسول الكريم العرب، وهم أرباب الفصاحة والبلاغة والبيان، ولم تنته هذه المعجزة بوفاة رسول الله، بل استمرَّت حتى زماننا، وستظلُّ مستمرَّة كما وعد الله تعالى: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» (الحجر: 9)،  وكانت أول كتابة للقرآن بدون نقط أوتشكيل أو إعراب أو أحكام التجويد أو تقسيم إلى أجزاء وأحزاب وأرباع، ولم ينقض عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلا والقرآن كان مكتوبًا كاملًا.

 

لماذا جمع الله الجنات وأفرد النار 

 

قال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، إن الله سبحانه وتعالى أفرد كلمة النار وجمع الجنات لحكمة عالية وهى بيان سعة رحمة الله سبحانه وتعالى، وبيان أن الإنعام والتفضل إنما هو الأصل الذي يكون فيه الإنسان.

 

وأضاف «داود» خلال فيديو له: «ولبيان أن الجنات أبوابها مفتحة وعظيمة وعديدة، لذلك جَمع الجنات ترغيبًا للمؤمنين بل للبشرية السمحة وللإنسانية السمحة كلها لكى تسعى إلى الإيمان، وأن النار جعلها الله تعالى مفردة وكأنها استثناء في سياق رحمته -عز وجل-.

 

وأشار إلى أن القرآن الكريم يخاطب الناس جميعًا فانظر إلى قوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ» وقوله تعالى «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ».


وأوضح: «أنه يوجد خطاب في القرآن الكريم يسع الكون كله، قال تعالى «وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ»، فالله سبحانه وتعالى خلق كل هذا الكون ولم يهمل كونه ولا خلقه، وإنما ولاه بكل رعاية  وكل نعيم».

 

وتابع: «وهناك حديث الإيمان «يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ» و«آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ».
 


وأكد أن الله تعالى أفرد النار وجمع الجنات، دلالة على سعة رحمته وواسع فضله العظيم، وعلى ترغيب الله للبشرية جميعاً أن يسارعوا إلى جنةٍ عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين، مستشهدًا بقول تعالى: «وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»


ونصح بأنه ينبغي هكذا أن يكون التدبر والنظر فيما أفرد من كلمات وفيما جمع فى مقابلها من كلمات وما يعقلها إلا العالمون وما يذكر إلا أولو الألباب.