الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إلحقينا يا ماما هنموت من الحريق|سيدة تغامر بحياتها لإنقاذ أطفالها من وسط النيران

الطفل الضحية
الطفل الضحية

الأم وحدها هي من تتحمل الآلم والمصاعب من أجل سعادة أبنائها، هذا ما جسّدته  سيدة طنطا أو "سوبر ماما" كما أطلق عليها، عندما رفضت مغادرة شقتها المحاطة بالنيران قبل إنقاذ أبنائها الصغار، ويأتي القدر ويحرمها من طفلها الثالث التي طالته ألسنة الحريق، لتضرب مثالاً في التضحية لا يمكن مروره مرور الكرام.

ماس كهربائي في شقة تحوّلت لكتلة من النيران


بداية القصة من  قرية ميت حبيش بمركز طنطا التابع لـ محافظة الغربية، لأسرة مكونة من 5 أفراد، لزوجين ومعهما 3 أطفال، وتعيش الأسرة في طمأنينة ومحاطين بالسعادة، ليخرج في الصباح الباكر الزوج لمحل عمله، فيما أعدت الأم لأطفالها الثلاثة الفطار لتناوله، وبعد تناول الطعام، ذهب الأطفال الثلاثة للنوم، فيما قامت الزوجة بتشغيل السخان الكهربائي لإعداد بعض المهام المنزلية، وبعد دقائق معدودة يشاء القدر أن تكون تلك المرة الأخيرة حيث تسبّب السخان في ماس كهربائي أحدث حريقًا هائلاً في الشقة وقضى على مخططات يومهم.

شجاعة أم لإنقاذ أطفالها


في غضون دقائق معدودة أصبحت تفصل النيران الأم عن أبنائها الثلاثة فكان للأم منفذ للخروج والهروب من ألسنة اللهب إلا أنها أصرّت على عدم انتظار سيارات الإطفاء ومحاولة إنقاذ أولادها، اللذين صرخوا بأعلى صوتهم  "الحقينا يا ماما مخنوقين من دخان الحريق".
لتقوم الأم بالصراخ والعويل في محاولة منها للإستنجاد بالجيران “ألحقوني عيالي بيولعوا”، في محاولة منها لإنقاذ أطفالها الثلاثة، ولكن محاولتها لم تنجح ولم تقف مكنوفة الأيدي وسط صرخات ابنائها وأستنجادهم بها، لتخترق الام النيران وتتمكنت من إنقاذ 2 من أبناءها ويشاء القدر أن تبتلع ألسنة اللهب الإبن الثالث يونس شريف العفيفي، في العقد الأول من العمر وهو يهمهم: الحقيني يا ماما هموت.

وأفاد شهود عيان من أهالي قرية ميت حبيش بمركز طنطا، بأن أم الطفل اقتحمت النيران التي اندلعت داخل شقتها أثناء نومهم، في مشهد بطولي، في محاولة منها من أجل إنقاذ أبنائها الأطفال الثلاثة الخالدين في النوم، والذين صرخوا: "الحقينا يا ماما مخنوقين من دخان الحريق".

وأكد شهود العيان نجاح الأم المكلومة في إنقاذ طفلين، بينما حينما عادت لإنقاذ الطفل "يونس" لاحظت وفاته متأثرًا بإصابته فأصابتها الصدمة.

الحماية المدنية تسيطر على الحريق

وعلى الفور وصلت قوات الحماية المدنية بالغربية إلى مكان الحريق من إخماد نيران الحريق الهائل قبل امتدادها إلى المنازل المجاورة وباقي العقار.

وتعود أحداث الواقعة حينما تلقي اللواء محمد عمار مدير أمن الغربية إخطارًا من مأمور مركز شرطة طنطا يفيد بورود بلاغ من الأهالي باندلاع حريق داخل شقة سكنية في قرية ميت حبيش القبلية، مما أدي إلي مصرع طفل، في العقد الأول من العمر.

كما باشرت قوات الحماية المدنية والمباحث الجنائية وسيارات الإسعاف دورهم بالانتقال إلى محل الواقعة، وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على ألسنة اللهب، وتبين من التحريات والمعاينة الأولية، مصرع طفل يدعي “يونس شريف العفيفي”، في العقد الأول من العمر، وأن سبب اندلاع الحريق، ماس كهربائى في سخان المياه.