الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس حزب النور: الحوار الوطني هادف وبناء.. الإخوان يستغلون أي فرصة للتحريض ضد مؤسسات الدولة.. وعملية الإصلاح الاقتصادي كانت ضرورة

الدكتور محمد منصور
الدكتور محمد منصور رئيس حزب النور

محمد منصور في حواره لـ صدى البلد:

- الحوار الوطني الهادئ والهادف فرصة أمام الجميع لمحاولة الإصلاح دون مزيد من الأزمات

- لا يمكن تصور أن من سعوا في عرقلة مسيرة هذا الوطن هم من يحرصون على مصلحته الآن

- نأمل أن يتوافق الحوار الوطني على روشتة متكاملة للإصلاح يمكن تفعيلها على أرض الواقع

- جماعة الإخوان اتخذت مسار الصدام لذلك لا مكان لها في الحوار الوطني

- عملية الإصلاح الاقتصادي كانت ضرورة وندعم سرعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الاقتصادي

أكد الدكتور محمد منصور، رئيس حزب النور، أن الدولة المصرية تمر بالكثير من التحديات على الصعيدين المحلي والإقليمي، في ظل ما تفرضه تداعيات الصراعات العالمية من تأثيرات سلبية طالت الاقتصاد المصري كغيره من اقتصادات العالم، وهو ما يحملنا جميعا مسؤولية التكاتف لإيجاد حلول لمواجهة تلك التحديات.

وأضاف "منصور" في حواره لموقع صدى البلد، أنه رغم تلك التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، إلا أن هناك حراك جيد على الشقين السياسي والاقتصادي، والذي انعكس في الحوار الوطني والمؤتمر الاقتصادي، مشيرا إلى أن ذلك يدعونا للوقوف إلى جانب الدولة لبحث سبل الإصلاح، وعدم الانسياق وراء الدعوات التخريبية التي يروج لها البعض.

وإلى نص الحوار..

أبدأ معك من الدعوات التي أطلقها البعض للخروج في تظاهرات في ظل تلك الأوضاع المتوترة اقتصاديا واجتماعيا..- كيف يرى حزب النور تلك الدعوات؟

هذه دعوات تخريبية تؤدي إلى الفوضى وهي خطر عظيم خاصة في ظل التحديات الإقليمية التي تعاني منها المنطقة ولذلك نحن في حزب النور نرفضها بشدة وفي نفس الوقت نرى أن الأوضاع الحالية التي يعاني منها الناس جراء الأزمات الاقتصادية في دول العالم ونحن لا ننكر وجود سلبيات على المستوى المحلي ساهمت في زيادة الأزمة لكن نجزم أن العلاج لا يكون بتثوير الناس والدفع بهم للدخول في نفق الفوضى وزعزعة الاستقرار وإنما بتقديم النصح والتعاون بين مختلف الأطراف

- ما صلة جماعة الإخوان بتلك الدعوات التحريضية؟.

صلة جماعة الإخوان بمثل هذه الدعوات قائمة على مدار السنوات الأخيرة ولم تكف القنوات الموالية للإخوان عن استغلال أي فرصة لتحريض الناس ضد مؤسسات الدولة وإنهاكها ولم تستنكر أي دعوة من هذا القبيل دون النظر لضحاياها

- هل ترون أن هناك داعٍ أو مبرر للخروج في تظاهرات في ظل وجود حالة حوار الآن «الحوار الوطني» تهدف لإصلاح سياسي واقتصادي ومجتمعي؟

إذا كنا نسلم بأن بلادنا قد طالتها تداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية فالحوار الوطني الهادئ والهادف فرصة أمام الجميع لمحاولة الإصلاح دون جرنا إلى مزيد من الأزمات بالخروج في تظاهرات يستحيل أن تكون سلمية وبلا إعمال للمفاسد والمصالح التي تترب على العنف والفوضى كما أنه لا يمكن تصور أن من سعوا في عرقلة مسيرة هذا الوطن قبل ذلك هم الذين يحرصون على مصالحه اليوم ولديهم القدرة على تحسين أوضاعه في أي جانب.

بالحديث عن الحوار الوطني..  كيف يرى حزب النور تطورات الحوار إلى الآن؟

الحزب ثمن الدعوة للحوار في بداياته باعتباره فرصة للمشاركة الفعالة لكل القوى الوطنية وأن يكون الحوار الهادف البناء منهجا للتعامل بين مختلف الأطراف في المرحلة الجديدة ونتابع ما يصدر عن مجلس الأمناء من تطورات تنظيمية وإجرائية وقد وصلت عملية الحوار إلى مراحل متقدمة بما في ذلك الاستفسارات التي نقلت إلى المؤتمر الاقتصادي وعكست العلاقة التكاملية بينهما

- ما هي رؤيتكم بالنسبة للحوار؟

نحن نبادر دائما إلى المشاركة في أي حوار سياسي ندعى إليه انطلاقا من مبادئنا السياسية وحرصنا على الصالح العام بتقديم النصح في مختلف القضايا ونرى أن من أهم فوائد جدية مجرياته هو توسيع دائرة تحمل المسئولية بين كافة الأطراف والاستفادة من كافة الموارد المتاحة خاصة في ظل ما تواجهه مصر من تحديات داخلية وخارجية ومكانتها في قلب العالم العربي والإسلامي وكلنا امل أن يتم التوافق على روشتة متكاملة للإصلاح تراعى فيها جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والمجتمعية كما نأمل أن يتهيأ لها المناخ المناسب لتفعيلها على أرض الواقع.

- هل الحوار الوطني أخذ وقتًا طويلا في مرحلة الإعداد له أم أن هذا أمرا طبيعيا لنكون أمام حوار حقيقي؟

 من الطبيعي أن تأخذ مراحل التهيئة لعملية الحوار وقتها ولذلك فالحوار الوطني فرصة للاستماع إلى كافة الآراء وتعظيم الاستفادة من المساحات المشتركة بين مختلف القوى السياسية وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة

- هناك دعوات صاحبت الحوار الوطني بشأن مشاركة جماعة الإخوان بالحوار.. كيف ترى هذه الدعوات..؟

مثلما أننا نرحب بدعوة كل القوى الوطنية التي تنتهج السبل السلمية في التعبير عن رؤيتها والمحافظة على الوطن وقوة مؤسساته فكذلك لسنا مع مشاركة من تورط في عنف أو تكفير وإهدار للحقوق وجماعة الإخوان قد اتخذت مسار الصدام البعيد عن الحوار.

من الحوار الوطني .. إلى المؤتمر الاقتصادي واللي حضرتك كنت أحد المشاركين فيه..

- كيف ترى التوصيات الصادرة عن المؤتمر الاقتصادي؟

الحالة التي قدمها المؤتمر الاقتصادي لتبادل وجهات النظر حول تقييم وأولويات العمل في هذه المجال كان لا بد منها في هذه المرحلة وهي في حد ذاتها جيدة أضف إلى لذلك أن تسفر عن العديد من التوصيات التي لا بد للقطاع الاقتصادي أن يأخذها في الاعتبار على هذا التنوع الذي جاءت به خاصة وأنها قد تضمنت روشتة علاج على المدى القريب ولذلك نأمل أن يتحقق التعاون المثمر بين كافة المؤسسات والهيئات وبصورة تكاملية بين الجميع حكومة وشعبا وقوى اقتصادية في تنفيذها ليشعر المواطن المصري بأثرها

- كيف ترى قرارات الحماية الاجتماعية التي خرجت بالتزامن مع الأزمة الاقتصادية الحالية والتوافق حول برنامج إصلاح اقتصادي جديد مع صندوق النقد؟.

مراعاة البعد الاجتماعي في عملية التنمية الاقتصادي هو أمر من الأهمية بمكان التي تحقق استمرارها وفي نفس الوقت استقرار الأوضاع المعيشية، ولذلك فحزمة إجراءات الحماية الاجتماعية التي اتخذتها الحكومة عقب انتهاء المؤتمر الاقتصادي كانت بادرة جيدة لجدية الدولة في تنفيذ توصيات المؤتمر التي نتمنى ترجمتها كلها على وجه السرعة إلى تشريعات وإجراءات لتفادي آثارها السلبية على الفئات المتضررة من هذه الأزمات الاقتصادية بالإضافة كذلك إلى تعزيز الرقابة على كافة الأصعدة حتى يشعر المواطن بأية إجراءات اجتماعية خاصة وأن الأزمة -التي يعاني منها العالم أجمع- تتطلب تكاملا وتعاونا داخليا لتجاوز هذه التحديات.


- على ذكر صندوق النقد.. واتفاق الحكومة على قرض جديد.. هل يؤيد حزب النور برنامج الإصلاح الاقتصادي الجديد؟.. وماذا عن رؤيتكم بشأن القرض الجديد؟

لا شك أن عملية الإصلاح الاقتصادي كانت ضرورة إنمائية لهذا الوطن ونحن حريصون على تعافي الاقتصاد المصري بها في أقرب وقت وتنامي مؤشراته؛ من أجل تحسين جودة حياة المواطن المصري في جوانبها المختلفة، ولذلك ندعم سرعة تنفيذ التوصيات الصادرة عن المؤتمر الاقتصادي كما نرى الحاجة إلى ترشيد القرار الحكومي في خطوات هذا المسار بالإجراءات المتكاملة والمتوازنة، والتي من أهمها تجنب الالتزام بسياسات مالية تثقل أعباء الدولة والأجيال المتعاقبة بفاتورتها الباهظة، ولذلك فإن مثل هذه السياسات التي تفتقد خاصة إلى مراعاة خصوصية المجتمعات واختلافها تجعل الاقتراب منها في حدود الضرورة، ومعلوم موقفنا الثابت من القروض عموما ونرى أنه لابد من البحث عن بدائل تمويلية وسياسات اقتصادية بديلة تتوافق مع الشريعة الإسلامية.

- حزب النور من الأحزاب التي كان لها تأثير كبير في الشارع إلا أن هذا التأثير ربما لا نجده الآن.. بما تفسر ذلك؟.. وأين أنتم من الشارع؟

أظن أن حزبا له أعضاء بمجلسي النواب والشيوخ من الصعب ادعاء أحد عليه أن ليس له تواجد في الشارع المصري ومكاتب نواب الحزب في دوائرهم تشهد إقبال الجماهير عليهم لحل مشكلاتهم فضلا عن العمل الجماهيري الذي تقوم بها أمانات الحزب في مختلف محافظات الجمهورية وكذلك أيضا تبني الحزب لقيم ورؤى قطاع عريض من الشارع المصري في مختلف القضايا

- أين حزب الدور البرلماني لحزب النور سواء في مجلسي النواب والشيوخ؟.
الحزب له أعضاء بالمجلسين :النواب والشيوخ وهم أعضاء بطبيعة الحل في لجان نوعية بداخلهما ومن خلال تخصصاتها هذه اللجان المتنوعة يقوم النواب بالتعبير عن رؤية الحزب فيما يعرض بداخلها وهذه الآراء يعمل على إعدادها المتخصصون من أعضاء الحزب في مختلف المجالات.

بالإضافة إلى مواقف الهيئة البرلمانية للحزب في العديد من القضايا الهامة التي تعرض على الجلسة العامة وتجاه مشروعات القوانين التي تقدم إلى المجلس أو بإعداد مشروعات وتعديلات مقترحة من الحزب في السعي للإصلاح ومعالجة السلبيات.

وأيضا الأدوات البرلمانية لنواب الحزب وكان لهم مطالبات في المحافظة على الهوية وبرامج الحماية الاجتماعية، ومنظومة القيم والأخلاق، والصحة، وقطاع التعليم بكافة مكوناته، وقطاع الأعمال، وبعضها بالفعل ترتب عليها خطوات عملية.

كذلك أيضا يحرص الحزب في إطار ذلك أيضا على التعاون مع مختلف الكتل السياسية داخل المجلسين في أي مبادرة لتحقيق الصالح العام.

- على ذكر دور الحزب.. كنتم قد أعلنتم التقدم بقانون خاص الأحوال الشخصية.. ما مصيره.. وما أبرز ملامحه؟

تقدمنا بمشروع القانون إلى اللجنة القضائية وكانت هذه المشاركة من الحزب حرصا على الوصول إلى مشروع متكامل يعالج القضايا الأسرية ويحقق مصلحة المجتمع المصري خاصة وأنه قانون ينظم حياة كل فرد من قبل ولادته وحتى وفاته وبالتالي فهو يهم كل مواطن ونحن نؤمن بأن الرجوع إلى الشريعة لاستنباط الأحكام التي تخص نظام الأسرة هو الحل للمشكلات التي تواجهها.

ولذلك فمن أبرز معالم هذا المشروع هو تقرير أن تكامل الزوجين وتعاونهما ركيزة أساسية لاستمرار الحياة وتحقيق المقصد الأول للأسرة في الشريعة الإسلامية وهو حفظ النسل.

وأن العدالة والمصلحة تستوجب مراعاة الفروق في الخصائص الفطرية بين الذكر والأنثى وهذا لا يجعل أحدهما أعلى شأنا من الآخر فكل منهما منوط به وظائف حياتية وحيوية تناسبه.

وتضمن أيضا بالتفصيل منظومة عقد الزواج في الإسلام بما للأسرة من مكانة في بناء المجتمع وحرص الشريعة على تضييق أسباب الفرقة والطلاق.

ومع تقرير مشروع القانون لما تتمتع به المرأة في الشريعة من الأهلية الشرعية والقانونية واحترام لإرادتها واستقلال ذمتها المالية فهو يؤكد أيضا على قوامة الرجل على الأسرة باعتبارها وحدة اجتماعية مكونة من عدة أفراد لا بد لتدبير أمورها من راع ومسئول مؤهل من كافة جوانبه للقيام بهذه الوظيفة

- ما رؤيتكم بشأن قانون المحليات.. خاصة وأن المعطيات تقول بأننا أمام انتخابات محلية قريبا؟

المجالس المحلية تعتبر أفضل صورة للتمثيل الشعبي في مختلف المستويات الإدارية للمشاركة في حل المشكلات التي يعاني منها المواطن المصري لذلك فالسعي لخروج قانون انتخابات المحليات بصورة متوازنة وعقدها في أقرب وقت هو أحد ركائز الانطلاقة نحو الجمهورية الجديدة
وبالنسبة لرؤيتنا في قانون المحليات فنحن وإن كنا ندرك وجود تحديات عديدة قبل ذلك في إعداد مشروع القانون الذي يتوافق مع النصوص الدستورية وكذلك العملية الإجرائية لها إلا أنه من المهم أن يتضمن القانون الانتقال نحو نظم الإدارة المحلية الحديثة بشكل تدريجي يناسب غياب المحليات في مصر لسنوات عديدة وكذلك أيضا ننحاز إلى القائمة النسبية في النظام الانتخابي باعتبارها أفضل وسائل التمثيل المجتمعي والسياسي لمختلف الفئات وخاصة الشباب بحيث تكون لديها فرصة على المشاركة والمنافسة الانتخابية

- ختامًا.. ما استعدادتكم للاستحقاقات الانتخابية المقبلة؟

نحن نهتم بفاعلية أمانات الحزب مع احتياجات المواطن والسعي في تقديم حلول للمشكلات بشكل دائم على مدار العام ونحرص على إعداد وتأهيل كوادرنا سياسيا لأداء دورهم بكفاءة ليس فقط من أجل الاستحقاقات الانتخابية ولكن بصورة عامة للمشاركة في بناء وطنهم وتحقيق الصالح العام للمجتمع المصري.