الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر بلد الأمن والاستقرار

صدى البلد

يُعرّف الأمن في اللغة بأنه تحقيق الطمأنينة والسكينة والاستقرار لكل من الفرد والمجتمع، وفي الاصطلاح عبارة عن مجموعة من الإجراءات الأمنية التي يتم إتباعها لحماية الدولة بجميع أجهزتها مع تأمين المنشآت والمصالح الخاصة بها والعمل على حماية مواطنيها سواء كان ذلك داخل الدولة أو خارجها.

يُعدُّ الأمن نعمةٌ عُظمى لا يُدرك قيمته، ولا يستشعر أهميته إلا من اكتوى بنار فقده، فوقع في الخوف والقلق والذُّعر والاضطراب والفوضى والتشريد والضياع؛ فالأمن هو روح الحياة وقلبها النابض، وفي بيان أهميته قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "من أصبح منكم آمنًا في سربه، مُعافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" [رواه الترمذي]، أي: جمعت له الدنيا.

يُعدُّ الأمن من اللوازم التي يجب توافرها لإتمام أي مصالح دينية أو دنيوية؛ فقد قيل لأَحد الحكماء: أين تجد السرور؟ قال: "في الأمن، فإني وجدت الخائف لا عيش له!"؛ ففي ظله تحلو العبادة وتتيسَّر الأرزاق، ويصير النوم سباتًا، والطعام هنيئًا، والشراب مريئًا، وعلى سبيل المثال قد سُئل أحد العلماء: هل الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال: الأمن أفضل، والدليل على ذلك أنَّ شاةً لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان، ثم إنها تقبل على الرعي والأكل والشرب، ولو أنّها ربطت في موضع وربط بالقرب منها ذئب، فإنها تمسك عن العلف، ولا تتناول شيئًا إلى أن تموت، وذلك يدل على أنَّ الضرر الحاصل من الخوف أشد من الضرر الحاصل من ألم الجسد.

أمن الوطن يؤدى إلى ازدهاره:
إذا تحقق الأمن ازدهرت الحياة واستقر المجتمع، واستشعر جميع من فيه هناء العيش، ولقد دلَّت سائر أحداث التاريخ أن الأوطان لا تزدهر ولا تتقدم إلا في ظلال الاستقرار الذي ينشأ عن استتباب الأمن؛ فلا هناء في عيشٍ بلا أمن، ولا سعادة في مال بلا استقرار، ونجد في القرآن تلازُمًا وثيقًا بين الأمن ورغد العيش، فقد امتن اللَّه عزَّ وجلَّ على أهل مكة بالأمن والاستقرار، حيث جعلها بلدًا حرامًا يأمن الناس فيها، فقال تعالي: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت : 67]، أي: أجهل هؤلاء قيمة النعمة التي هم فيها، ولم يدركوا ويشاهدوا أنا جعلنا بلدهم مكة حرمًا آمنًا، يأمنون فيه على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، والناس من حولهم يتخطفون ويخافون.

وفي آية أخرى جاء الأمنُ مقرونًا بالطعام الذي لا حياة للإنسان بدونه، فقال تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ} [قريش: 3-4]، وعندما دعا إبراهيم عليه السلام لأهل مكة قال: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنْ الثَّمَرَاتِ} [البقرة : 126]؛ فقدم طلب الأمن على طلب الرزق لأن الأمن ضرورة، ولا يحصل الرزق بانعدامه، ولا يتلذذ الناس بالرزق مع وجود الخوف، وأيضًا خاطب يوسفُ عليه السلام والديه وأهله ممتنًّا بنعمة اللَّه عليهم بدخولهم بلدًا آمنًا مستقرًّا تطمئن فيه نفوسهم: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل مكروهٍ وسوء.