الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دار الإفتاء تجيب

هل تقابل المرأة شريك حياتها في الآخرة أم يتزوج من الحور العين وينساها؟

هل يتلقي الزوجان
هل يتلقي الزوجان في الآخرة

هل تشارك الزوجات الصالحات أزواجهن في الجنة ؟ عظيم فضل الله تعالى أن المؤمن إذا دخل الجنة، فإن كانت زوجته صالحة فإنها تكون زوجته في الجنة، ويرفع الأدنى منزلة إلى الأعلى منه، منة من الله تعالى وإحساناً، ودليل هذا قول الله تعالى: «جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ» (الرعد: 23) وقوله تعالى: «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ» (الزخرف: 70).

 

هل الزوجة تتقابل مع زوجها أم أنه يتزوج من الحور العين وينساها؟

 

أكدت دار الإفتاء، أن ثبتت آيات تؤكد أنَّ الزوجات المؤمنات يشاركن أزواجهن في التمتع بنعيم الجنة، مستدلة  بقول الله تعالى: «إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ» (يس: 55-56)، وقال تعالى: «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ» (الزخرف: 70)، ذكر الإمام الطبري في "تفسيره" (21/ 639، ط. مؤسسة الرسالة): [وقوله: «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ»  يقول جلّ ثناؤه: ادخلوا الجنة أنتم أيها المؤمنون وأزواجكم مغبوطين بكرامة الله، مسرورين بما أعطاكم اليوم ربكم).

 

إذا تزوجت المرأة أكثر من زوج مع من تكون في الآخرة

 وأما إذا تزوجت المرأة أكثر من زوج، ودخل جميعهم الجنة، فالراجح أنها لآخر أزواجها، لما رواه البيهقي في سننه أن حذيفة قال لزوجته: «إن شئت تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي، فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا. فلذلك حرم الله على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده، لأنهن أزواجه في الجنة».

 

وقيل تكون لأحسن أزواجها خلقا، وقيل بل تخير إذا كانت المرأة قد تزوجت أكثر من زوج، أما إذا لم يكن لها إلا زوج واحد، فهي له دون غيره، قال ابن حجر الهيثمي : في الزواجر: من ماتت في عصمة إنسان فهي له دون غيره، بخلاف من ماتت لا في عصمة أحد.


وأما ما كان من الكراهة والتنافر بين الزوجين في الدنيا فإن الله يزيله عنهما في الجنة، لأن من تمام تكريم الله لأهل الجنة نزعه ما في صدورهم من التباغض، قال تعالى: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ» (الحجر:47).


فالله تعالى يقذف في قلوب أهل الجنة حب بعضهم لبعض، وينزع من قلوبهم الضغينة والحقد، ويحبب الأزواج إلى الزوجات حتى يصير الزوج أحب إلى قلب زوجته من أي أحد آخر، وتصير الزوجة أحب إلى قلب زوجها من أي أحد آخر.

 من لم تتزوج فإنها تزوج بمن شاء الله في الآخرة

وأما من لم تتزوج فإنها تزوج بمن شاء الله تعالى لأنه لا يوجد في الجنة أعزب لا ذكراً ولا أنثى، لما رواه مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وما في الجنة أعزب. قال ابن منظور في لسان العرب: العزاب هم الذين لا أزواج لهم من الرجال والنساء. 

 

صفات أهل الجنة في الدنيا ؟

 وعد الله تعالى عباده المؤمنين بدخول الجنة ينعمون بجمالها ويبتهجون بحسنها ويقيمون في ظلها وينالون فيها كل ما تشتهيه أنفسهم وتقر به أعينهم، ثوابًا من الله تعالى بسبب ما قاموا به من أعمال حسنة طيبة ومراعاتهم لمسؤولياتهم، وأدائهم لأمور عبادتهم.


وقال الله تعالى مبشرًا المؤمنين بالجنة: «تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا»، قوله تعالى «أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ»، وقوله تعالى «وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ».
وورد في وصف الجنة أنه لا مثيل لها، هي نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وفاكهة ناضجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثيرة، ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. 
 

 

صفات أهل الجنة

يتميز أهل الجنة بالعديد من الصفات في حياتهم الدنيا، وذُكرت صفة الجنة وأهلها في العديد من النصوص القرآنية والنبوية، وبيّن الله سبحانه تعالى النعيم الذي يتنعّمون به، فما يشتهون شيئًا إلا يأتيهم، قال تعالى: «يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ» (سورة الزخرف: 71)، إضافةً إلى أنهم يتنعّمون في الجنة فلا يموتون فيها ولا يفنون، وينعم الله تعالى عليهم برضاه الأبدي عنهم، فلا يسخط عليهم أبدًا.

 

وقال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن السلف الصالح، أن لكل من أهل الجنة والنار خمس علامات تميزهم، فيمكن التعرف عليهم في الدنيا.

 

وأوضح «جمعة» في فتوى له، أن العلامات التي تميز أهل الجنة، هي: «الوجه الحسن، القلب الرحيم، اللسان اللطيف، اجتناب المحارم، وحُسن الخُلُق»، أما علامات أهل النار فهي عكس ذلك، حيث سوء الخُلُق وقلب قاس، وارتكاب المعاصي، ولسان غليظ، ووجه حامض.واستشهد بما ورد في [شعب الإيمان] عن يُوسُفُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ : «خَمْسَةٌ مِنْ أَعْلَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ : وَجْهٌ حَسَنٌ، وَقَلْبٌ رَحِيمٌ، وَلِسَانٌ لَطِيفٌ، وَاجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ، وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَخُلُقٌ حَسَنٌ، وَعَلَامَةُ أَهْلِ النَّارِ خَمْسَةٌ: سُوءُ الْخُلُقِ، وَقَلَبٌ قَاسٍ، وارْتِكَابُ الْمَعَاصِي، وَلِسَانٌ غَلِيظٌ، وَوَجْهٌ حَامِضٌ».
 

صفات أهل الجنة في الدنيا

 

أولًا الإيمان بالله تعالى: يتّصف أهل الجنة بإيمانهم وتصديقهم ويقينهم بالله سبحانه، إضافةً إلى الإيمان بالملائكة، والكتب، والرسل عليهم الصلاة والسلام، واليوم الآخر، والقدر بما يتضمّنه من الخير والشر، ولا بدّ أن يكون الإيمان بالخضوع والاستسلام التام لله، والانقياد له، بجميع الأقوال والأعمال.

 

ثانيًا: الإعراض عن اللغو: ويقصد باللغو الكلام الذي لا فائدة تتحقّق منه، إضافةً إلى أن اللغو يشمل الأفعال التي لا تشمل الخير والفائدة، قال تعالى في وصف أهل الجنة: «وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ»، فالطامعون في نيل الجنة يستغلّون أوقاتهم فيما يحقّق لهم الفائدة، ويعرضون عن كل أمرٍ لا ينالهم به بر وخير.

 

ثالثًا: أداء الزكاة: ويقصد بالزكاة أحد أمرين؛ فإما أن تكون الزكاة المتعلقة بالأموال بأداء ما يجب فيها حقًّا لله سبحانه، وإما أن المقصود زكاة النفس بالأقوال والأفعال الصائبة.

 

رابعًا: حفظ الفروج: أهل الجنة يحفظون فروجهم عن الوقوع في المحرّمات من الزنا واللواط وغير ذلك من الفواحش، طاعةً وامتثالًا لأوامر الله سبحانه، إضافةً إلى حفظ ما يؤدّي إلى المحرّمات من النظر واللمس، ويستثنى من ذلك ما أحلّه الله.

 

خامسًا: أداء الأمانة: فالطامعون في الجنة حافظون للأمانات من الأقوال والأفعال والأعين، إضافةً إلى حفظ العهود المتعلّقة بالغير؛ كالنذر لله، والعهود بين الناس، أي أن حفظ الأمانات وأدائها يتعلّق فيما بين العبد وغيره من الناس، وفيما بين العبد وربه.

 

سادسًا: التقوى: ويقصد بها مراقبة الله -سبحانه- في السر والعلن، وتجنّب الأمور القبيحة السيئة خشيةً منه ومن عذابه، قال تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».

 

سابعًا: الصدق: قال تعالى: «قَالَ اللَّـهُ هَـذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا»، وقال الرازي شارحًا الآية السابقة: «اعلَم أنه تعالى لَمَّا أخبر أن صدق الصادقين في الدنيا ينفعُهم في القيامة، شرح كيفية ذلك النفع، وهو الثواب، وحقيقة الثواب أنها منفعةٌ خالصةٌ دائمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم».

 

ثامنًا: التوبة: إذ وعد الله -سبحانه- التائبين بالجنة، إكرامًا منه وتفضّلًا، فالتوبة ماحيةٌ وجابّةٌ لما قبلها من الذنوب والمعاصي، وترك الواجبات والفرائض.

 

صفات أهل الجنة الخلقية 

وردت عدة أحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-- تبيّن الصفات الخلقية لأهل الجنة، منها: أن طولهم يبلغ ستين ذراعًا، وأجسادهم خاليةٌ من الشعر، وأعمارهم ما بين الثلاثين سنة والثلاث وثلاثين، ودليل ذلك ما رواه الصحابي معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: «يدخلُ أهْلُ الجنَّةِ الجنَّةَ جُردًا مُردًا مُكَحَّلينَ أبناءَ ثلاثينَ، أو ثَلاثٍ وثلاثينَ سنةً»، وجمال أهل الجنة كجمال يوسف عليه الصلاة والسلام، وقلوبهم كقلب أيوب عليه السلام.