الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متى ينتهي الصراع مع الشيطان.. خطيب المسجد النبوي يوضح

متى ينتهي الصراع
متى ينتهي الصراع مع الشيطان

قال الشيخ الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، إن في القرآن الكريم قصصا تحمل العبر والعظات وقد قص الله علينا قصة الخلق الأول آدم عليه السلام وزوجه حواء تلك القصة التي تجسد فيها الصراع مع الشيطان .

متى ينتهي الصراع مع الشيطان 

وأوضح " الثبيتي" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن هذا الصراع الذي تنامى ومضت سنة الله أن يبقى ما بقي بنوا آدم وعدوهم إبليس حتى يرث الله الأرض ومن عليها  ، تكرر ذكر هذه القصة في مواضع عدة من القرآن لما اشتملت عليه من مقاصد جليلة وعظات بليغة .

واستشهد بما قال الله تعالى: (يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ).

وأشار إلى أن الله تعالى أباح لخلقة الطيبات ووسع عليهم في المأكل والمشرب فاتسعت دائرة الحلال وضاقت دائرة الحرام ومع ذلك تغلب النفس الأمارة بالسوء صاحبها فيستشرف للمنوع ويتخطى حدود المباح فيحوم حول الحمى ويعظم كيد الشيطان ووسوسته فيرتكب المنهي عنه.

قصص القرآن

وتابع: ولذا لما قال الله لهما (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ) نهى عن قربانها سد لذريعة الأكل منها الذي هو مقصود النهي ولم يزل الشيطان بآدم يدلي بغرور يوسوس بمكر ويقسم بغدر حتى ذاق الشجر ومنها جاءت دعوة الحق الى سلوك المنهج الوقائي بالتحذير من القرب من حمى الحرام صيانة للنفس وتحصينا للأخلاق وحماية للمجتمع وتربية للوقوف على حدود الله.

ونبه إلى أن الوقوع في الشرك لا يقع إلا بالاقتراب من وسائله التي نهي الله تعالى عنها وما وقع من وقع في البدعة إلا بتساهله بالجلوس إلى أهل البدع ومطالعة كتبهم والركون اليهم وما استمرأ أحد الكبائر إلا بوقوعه في الصغائر وإصراره عليها ،  مشيرًا إلى أن التقنية الحديثة إلا وسيلة يتوصل بها المقصود شريفا كان أم وضيعا فيوشك من يحوم حلو الحمى ويخلو بها ويفارقها أن تذهب بصلاته وأخلاقه ووقته وتتبدل الطاعة بالمعصية والأنس بالله بوحشة القلب.

الآيات علمتنا

وأفاد بأن الآيات علمتنا أن من اقترب مما نهى الله عنه فضلا عن ارتكاب المقصود بالنهي فهو ظالم لنفسة (فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) ويقد يظلم المرء نفسه بالوقوع بالشبهات المقضية للمحرمات في المطعم والمشرب والملبس وفي حقوق الوالدين والأرحام وفي الأموال والمعاملات وما يشوبها من ربا وغش واختلاس.

وحذر من وسوسة الشيطان الذي يقعد لابن آدم كل مرصد ولن يقلع عن طبعه الذي جبل عليه من عداوة البشر يزين الباطل  ، يهون المعصية ، يجمل الاسترسال في العلاقات المحرمة بين الجنسين ،  يحقر في أعين الخلق ما هو عظيم عن الله ويشكك في الثوابت والعقيدة ، فالمعصية تنتهك ستر ما بين الله وعبده وإذا ذهب الستر انكشفت السوأة.