رحلة روحية في مسجد سيدي طلحة التلمساني والذي تنتسب إليه محافظة كفر الشيخ

تضم محافظة كفرالشيخ محافظة العديد من أولياء الله الصالحين حيث تنتشر في قُراها ومراكزها المساجد والأضرحة والزوايا ولقد نالت كفر الشيخ أهمية كبري من الحكام المسلمين على اختلافهم فهي تطل على الساحل الشمالي من البحر المتوسط وقد وهبها الله أحد فرعى النيل العظيم "فرع رشيد ".
وفى مدينة كفر الشيخ تتعانق مآذن المساجد لتشكل بانورما إسلامية رائعة من هذه المساجد سيدي طلحة وسيدي قطب بميت علوان وسيدي جمال والسيدة زهرة وسيدي مبارك كما يوجد ضريح سيدي سليمان وتاج الدين بسخا كما يوجد مسجد وضريح سيدي غازي بقرية سيدي غازي وسيدي عمر الشناوي والسيدة درة بقرية شنو وسيدي على أبو طبل بقرية أبو طبل ومسجد النصر "الملك سابقاً" بكفرالشيخ.
ومن أشهر مساجد مدينة كفرالشيخ مسجد سيدي طلحة أبي سعيد التلمسانى الذي تنتسب إليه محافظة كفر الشيخ، وسيدي طلحة
هو العارف بالله سيدي طلحة بن سيدي مدين بن سيدي شعيب التلمساني بن سيدي محمد أبو الحسن بن سيدي علي بن سيدي محمد عبد الجواد بن سيدي علي الرضا بن الأمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن سيدنا الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهة - بن عم المصطفي صلي الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء - رضي الله عنه.
وشهد هذا المسجد خلال السنوات الماضية تطورات وتوسعات كثيرة حتى أصبح على أحدث طراز عمراني عربي اسلامى في المنطقة حيث اصبح مسجد سيدى طلحة بكفرالشيخ ثانى أكبر مساجد المحافظة وأكثرها شعبية بعد مسجد سيدى إبراهيم الدسوقى ويقع غرب مدينة كفرالشيخ، وبه ضريح الشيخ طلحة أبى سعيد التلمسانى.
وهذا المسجد أكبر مساجد المدينة ويصلي به كل المسئولين والتنفيذيين والشعبيين بالمحافظة فى جميع المناسبات الدينية وسبب تسميته يرجع الى سيدى العارف بالله تعالى "طلحة أبو سعيد التلمسانى" الذى دفن فى هذا المسجد عام 631 هجرية.
معرفا بشخصية العارف بالله «طلحة أبى سعيد التلمسانى « يقول الشيخ سيد امام المسجد: ان الشيخ طلحة يمتد نسبه الى مولانا الامام الحسين «رضى الله عنه» وقد ولد فى القرن السادس الهجرى عام 564 وعاش من العمر سبعة وستين عاما وتوفى فى رمضان عام 631 وقد أخذ الطريقة عن اجداده بتلمسان بالمغرب وكان من اتباع احمد الرفاعى «رضى الله عنه » ومكث يطلب العلم والمعرفة لمدة 7 سنوات تعلم خلالها علوم الشريعة والفقه والتفسير والحديث.
واشار الى انه وورد فى الكتب ان الشيخ «طلحة التلمسانى» قدم الى مصر مرورا بارض الشام وكانت العادة قد جرت ان يجتمع العلماء والاولياء ليؤدوا صلاة العيد فى مسجد عمرو بن العاص وصادف بعد اداء الصلاة ان جلس الشيخ طلحة على مائدة الطعام وكتب على ورقة بعض آيات القرآن الكريم وما إن وصلت احدى سفن الروم من اعالى النيل حتى قلب الورقة فانقلبت السفينة فسأله والده بعدها: لم فعلت هذا؟ فقال طلحة: انهم اعداء الله تعالى وأعداء دينه فقال له والده: ارحل عن هذا البلد "الفسطاط" واركب جوادك وخذ معك زوجتك، وكانت ابنة عمه، وعندما يقف جوادك فانزل واعلم ان هذا مقامك, فتمكن منه وانشر العلم والدين.
ورحل الشيخ «طلحة التلمسانى» ومر بأرض سخا بالغربية ثم انتقل الى أرض "دميلقون" وهى كفرالشيخ حاليا وقال: ها هنا مقامى والتف حوله عشاق المعرفة وظهرت له كرامات وكثر اتباعه ومريدوه وأقاموا له مصلى فى هذا المكان ولما تضاعف عدد المنازل حول مقر اقامته اطلق على المنطقة "كفرالشيخ طلحة" نسبة اليه ثم اختصر الاسم الى كفرالشيخ وهو الاسم الحالى وانجب الشيخ ابنيه سعيد وعمر.
ويقول الشيخ «سيد» مضيفا: ومما ورد أيضا فى الكتب عن الشيخ طلحة التلمسانى «رضى الله عنه» انه كان قطبا بارزا للاسلام وخادما للسنة المطهرة, وكان ظاهر الجمال والبهاء, بالغ الحكمة, صائب الكلمة, وقورا فى هيبته, ووقت وفاة الشيخ طلحة التلمسانى حضر سيدنا الخضر -عليه السلام- وصاحب الوقت والصحابة الكرام كما حضرها اربعون وليا منهم الشيخ أبو الفتح الواسطى وسيدى على العراقى والشيخ عبد الرحمن الدميرى.
وفي كل عام يقام احتفال دينى كبير بمدينة كفرالشيخ يحضره جميع التنفيذيين ومحافظ الاقليم والالوف من الاهالى بالمحافظة ومن خارجها للاحتفال بذكرى مولد الشيخ طلحة التلمسانى.
ومن أهم المصادر التى استقي منها حياة الشيخ التلمسانى كانت الوثيقة التاريخية المحفوظة للمرحوم أحمد هاشم وأيضا محمد البيلى سعد ابو طلحة- وكيل مشيخة الطرق الصوفية نقيب الاشراف بكفرالشيخ - وقد أورد الامام الشعرانى فى الجزء الاول من كتابه أن الشيخ ابو مدين المغربى "ابو مدين الغوث" مدفون بتلمسان بالمغرب وان ولده مدين هو والد سيدى «طلحة» مدفون بمصر بزاوية سيدى عبد القادر الدشطوطى بحى باب الشعرية بالقاهرة.