الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى وفاة المؤرخ عبد الرحمن الرافعي.. محطات في حياته

صدى البلد

يصادف في مثل هذا اليوم 3 ديسمبر 1966 وفاة المؤرخ والمحامي المصري عبد الرحمن الرافعي، حيث قام الرافعي بدور عظيم في تأريخ الفترة منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر حتى خمسينياته في خمسة عشر مجلداً ، كما قام بدراسة أدوار الحركة القومية في تاريخ مصر الحديث.

 

ولد الرافعي في 8 فبراير 1889 في القاهرة وتخرج في مدرسة الحقوق عام 1908 ، وخلال فترة دراسته كانت الحركة الوطنية تشهد نموا واضحا على يد مصطفى كامل فتأثر بأفكارها وبمجرد انشاء الحزب الوطني كان من اوائل المنضمين.

 

اتجه عقب تخرجه في مدرسة الحقوق إلى العمل بالمحاماة ودعاه محمد فريد للعمل محرراً بجريدة اللواء - التي كانت لسان الحزب الوطني وقتها - فوافق الرافعي وفي أول مقالة نشرت له نادى بوجوب تكوين الجمعيات السرية والعلنية لحماية الشعور الوطني من العبث والتبدد ودعا إلى استخدام القوة التي تجبر الاحتلال على مغادرة البلاد.

من هنا بدأت حياته الصحفية وصلته الوثيقة بمحمد فريد التي لم تنقطع حتى رحل الزعيم الكبير.

عندما شبت ثورة 1919 شارك فيها الرافعي بجهد كبير ، ولم يتوقف عند العمل السياسي المناهض للاحتلال بل تخطى ذلك إلى الجهاد بالسلاح ، ولكن لم يستمر عمله بالصحافة طويلاً فعاد إلى المحاماة وكان له مكتب في الزقازيق ومكتباً آخر بمدينة المنصورة.

 

في عام 1923 قام بالترشح لمركز النواب عن دائرة المنصورة وبعد أن فاز شكل مع من قدر لهم الفوز من أعضاء الحزب الوطني المعارضة في مجلس النواب وتولى رئاسة المعارضة بمجلس النواب و لكن لم يستمر هذا المجلس طويلاً وتم حله بعد استقالة سعد زغلول من رئاسة الحكومة ، وفي عام 1925 عاد الرافعي إلى المجلس مرة أخرى بعد الانتخابات ولم يكد المجلس الجديد يجتمع في يوم 23 من مارس 1925م حتى حُلّ في اليوم نفسه وظل الرافعي بعيدا عن الحياة النيابية لمدة 14 عاماً عين بعدها نائباً في مجلس الشيوخ بالتزكية وبقي فيه حتى انتهت عضويته به عام 1951..

 

وبعد يوليو 1952 تم إشراكه في إعداد الدستور الذي كان من المقرر إخراجه عام 1953 كما تم تعيينه نقيباً للمحامين سنة 1954 ، ولقي الرافعي انتقاداً شديداً لقبوله منصب النقيب والتصاقه بالسلطة.

 

لم ينس الرافعي في كل أدواره السياسية التي مر بها أنه صاحب قلم وفكر فملأ أعمدة الصحف بمقالاته التي توضح موقفه من كثير من القضايا المطروحة وكانت قضية الاحتلال من أهم القضايا التي تعرض لها وكان يدعو علناً إلى استخدام القوة في مقاومة المحتل.

 

بدأ تأليف سلسلة كتبه التاريخية بعد أن انسحب من الترشيح لعضوية البرلمان ونشأ عن ذلك فسحة كبيرة من الوقت استثمرها في كتابة التاريخ ومن مؤلفاته "تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر" في عام 1929 و"الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزي" عام 1937 و "مصطفى كامل باعث الحركة الوطنية" عام 1939 و "محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية" عام 1939 و "ثورة سنة 1919" عام 1946 و "ثورة 23 يوليو 1952" عام 1957.