الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير تعليم: مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائي تواجه صعوبة في تطبيقها

 الدكتور تامر شوقي
الدكتور تامر شوقي

مازلت تتوالي مطالب أولياء أمور تلاميذ الصفين الرابع والخامس الابتدائي، التي تنادي بتخفيف المناهج، فقد بعث أولياء أمور تلاميذ الصفين الرابع والخامس الابتدائي، العديد من الرسائل التي استغاثوا فيها بالدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مستغلين وجوده ومتابعته لجروب حوار مجتمعي تربوي عبر تطبيق واتس اب.

 

قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن الدولة المصرية ممثلة في وزارة التربية والتعليم تسعى إلي إحداث تطوير حقيقي في العملية التعليمية وذلك من خلال تطوير كافة عناصر المنظومة التعليمية والتي منها عنصر "المناهج الدراسية"، وأنه وفقا لتلك الرؤية المصرية بدأت الوزارة التخطيط  لتطوير المناهج  بشكل تدريجي متسلسل من  مناهج الحضانة  حتي وصلت إلي مناهج الصف الخامس الابتدائي، وسيستمر التطوير في مناهج الصفوف التالية خلال السنوات القادمة.

 

وصرح شوقي فى تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن وزارة التربية والتعليم اتبعت فى عملية تطوير المناهج المعايير العالمية والدولية في بناء المناهج الجديدة والتي أصبحت تتوازي مع المناهج  المقدمة للطلاب في الدول المتقدمة،  والتي تستهدف إكساب التلاميذ العديد من المهارات مثل مهارات البحث عن المعلومات واستكشافها بنفسه والقدرة علي تطبيقها في مجالات جديدة، وكذلك مهارات التفكير العليا اللازمة للانخراط في مجتمع المعرفة.

وأكد الخبير التربوي، أنه وبلا أى شك فإن تطبيق هذه المناهج في الظروف الملائمة سيحقق تلك الأهداف، وسيحقق نقلة نوعية في عمليتي التعليم والتعلم في مصر تتوازي مع الدول المتقدمة، ولكن يجب علينا الاعتراف أن مناهج الصفين الرابع والخامس تواجه بعض المعوقات والإشكاليات التي قد  تعطلها عن تحقيق الأهداف المرجوة منها بشكل  فعال وهو ما أثار شكاوي التلاميذ وأولياء أمورهم خلال العامين الماضيين.

 

وأشار إلى أننا يمكننا ان نحدد مشاكل والاشكاليات التي تواجه مناهج الصفين الرابع والخامس إلي عدد من الأسباب مثل:

1- تعتبر مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائي قائمة علي منهج " ديسكفري" والذي  يتم تدريسه  في الصفوف الثلاثة الأولي من المرحلة الابتدائية مع ذلك لا يتم تدريس  منهح " ديسكفري"  للتلاميذ  بشكل جيد  وذلك في ضوء كثرة الحصص التي  يتحملها المعلم لتدريس ذلك المنهج  نتيجة لعجز المدرسين، فضلا عن عدم تخصصه في كل جوانب المنهج والذي يتضمن معلومات من مختلف التخصصات الدراسية.

2- تتطلب المناهج الجديدة إعدادا مهنيا للمعلمين مختلفا عما تم إعدادهم عليه، وخاصة أن معظم المعلمين الحاليين قد تم إعدادهم في ظل نظم قديمة لا تتماشي مع التطوير الحالي في المناهج.

3- كثرة  المفاهيم  الرئيسة والمفاهيم الفرعية  في المقررات الدراسية والتي قد تفوق قدرات التلميذ العقلية على استيعابها، وتضع عليه ما يسمى بـ العبء المعرفي، فضلا عن أن المناهج تتضمن في العلوم  مثلا أسماء حيوانات غير موجودة في البيئة المصرية مما يشكل صعوبة على التلميذ في فهمها.

4-  تتضمن مناهج الصف الرابع والخامس أنشطة يحتاج تنفيذها إلى وقت طويل يتجاوز المدة الزمنية للفصل الدراسي الواحد -وكان الوزير التعليم الأسبق الدكتور طارق شوقي ذكر أنها تحتاج إلي 180 يوما- ،  وخاصة مع ما  تم هذا العام من تأجيل بداية الدراسة، فضلا عن ضياع الكثير من أيام الدراسة في الاختبارات الشهرية، و العطلات الرسمية  مما يقلل من عدد أيام الدراسة الفعلية.

5- يتطلب  تطبيق هذه المناهج  بشكل فعال عددا أقل من الطلاب في الفصل، وبالتالي يستطيع المعلم  تنفيذ الأنشطة بشكل فعال علي الطلاب ومتابعتهم  وتنمية مهاراتهم العقلية، وهو ما يصعب تحقيقه مع ارتفاع كثافة الفصول.

6-   وبالتالي يضطر الكثير من المعلمين في ضوء قيود الوقت وطول المناهج الي تدريس تلك المناهج بالطرق التقليدية التي  تعتمد علي الحفظ والتلقين للمعلومات والمفاهيم، بدلا من تطبيقها بطريقة" اسال  wonder، تعلم learn ، شارك share " مما يفرض على الطالب أعباء ذهنية هائلة في تلقي المفاهيم والمعلومات الجديدة واستيعابها.

 

وحذر الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، من التعجل فيحذف أو تعديل أي أجزاء من مناهج قائلا " بالطبع فإن التعجل في حذف أو تعديل أي أجزاء من مناهج الصفين الرابع والخامس دون دراسة تأثيرات ذلك الحذف بشكل جيد   قد يسبب  خللا في عملية التعلم في الصفوف التالية وخاصة مع وجود بعض الدروس  في مناهج الصف الرابع متصلة بدروس تالية في الصفوف اللاحقة.

 

وتابع أنه المتاح حاليا أن نقوم به هو تركيز على المناهج علي المفاهيم الكبرى دون التركيز علي التفاصيل الفرعية التي قد لا ترتبط بمفاهيم تالية، وعلي الأنشطة التعليمية الرئيسة والتي من شأنها تحقيق أهداف معرفية رئيسة وعدم تكرار الأنشطة المتشابهة.