الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بروفايلو المدن المصرية

ماريان جرجس
ماريان جرجس

يستخدم أطباء جراحة التجميل تلك التقنية لتجديد بشرة الوجه وتجميلها مع الإبقاء على ملامح الوجه الأصلية دون تغيير وهى تقنية "بروفايلو"، وإذا محقنا النظر فيما تشهده المدن المصرية اليوم والذي ظهر جليا في افتتاح مدينة المنصورة الجديدة ، سنجد وكأن الدولة المصرية قررت أن تعيد نحت ملامح تلك المدن من جديد لتحددها وتظهر مواطن قوتها وجمالها كجراح يقوم ب" بروفايلو" الوجه لمريض ما .
ليس هذا فحسب ، فكل ما درسناه نظريا عن الصناعات اليدوية والحرف والإنتاج الحيواني الذي تتميز به كل مدينة أو محافظة في الكتب نظريًا ، أصبح عدة مجالات تعيد إحيائها الدولة ، وتلقى عليها الضوء ليحولها من مجرد كلمات نظرية تٌدرس في الدراسات الاجتماعية إلى حلول عملية وحقائق حول قدرة محافظة مثل الدقهلية على الإنتاج الحيواني والصناعات اليدوية والمهارات والحرف بل الموارد البشرية التي بها من شباب يتقنون كثير من الفنون .
وكعادته، يحذر الرئيس في معرض حديثه في مثل تلك الافتتاحات عن خطورة النمو السكاني والتهامه لكل ثمار النمو ، ولكنه أيضًا يشجع كل أصحاب المشاريع التي تنتج الغذاء والألبان على مزيد من العمل لكي يخرج من بطن الداء الدواء ، فإذا كان تسونامى النمو السكاني يهاجمنا بشراسة علينا استغلال كل نسمة في إنتاج الغذاء والصناعات الغذائية اللازمة لمواكبة تلك الوتيرة.
بل أن الرئيس وضع ثلاثة حلول لمشاكل الدولة المصرية في تلك المناسبة  عندما ذكر أن الصبر والجهد هو واحد من دروب النجاة من الأزمات ، وأن الدعاء بلا عمل لا يساوي شيئا، فالدعاء لابد أن يكون مع العمل حطي يوفق الله الإنسان ، وأن قوتنا الحقيقية تكمن في فهمنا ، فهمنا لبواطن الأمور ووعينا الكامل بالصورة الكلية والتحديات الحقيقية وكيفية حلها.
يقولون أن الإنسان الشجاع يواجه المرض باستدعاء القوة من مواطن الألم ومن الداخل ، هكذا تفعل الدولة المصرية أمام كثير من التحديات الكبيرة الغير مرئية لنا في حياتنا اليومية ، فتوفير السلع حتى وقتنا هذا بتلك الوفرة هو تحدٍ ، استقامة الدولة وتماسكها اقتصاديا حتى وقتنا هذا هو تحدٍ، إبقاء السيولة المالية و مرونة السياسة النقدية هو تحدٍ أخر ، ولكن البحث في الداخل عن حلول هو بأس أمام يأس لا تستسلم له الدولة المصرية ، بل تستدعى القوة من مواردها الداخلية وثروات المحافظات الكامنة والقادرة على توفير السلع وتوفير الأمن الغذائي الذي لم يعد رفاهية بل أصبح إلزاما في عالم يتعرض أغلب سكانه إلى التهديد في الأمن الغذائي والمائي ولذا تستدعى الدولة المصرية القوة  والحل من داخل مدنها الجديدة  والقديمة بمشرط جراح ذي أنامل ذهبية.