الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أثر مصري اختفى من الوجود يكشف أسرار كائنات ما زالت حية منذ الفراعنة

موقع تل العمارنة
موقع تل العمارنة - خريطة مصر

لوحة مصرية قديمة، تعد تحفة فنية فريدة من نوعها، تم اكتشافها منذ حوالي أكثر من 100 عاما، ورغم فقدانها بعد اكتشافها بفترة لكن حرصت فنانة على توثيق نسخة مشابهة منها، وبعد دراسة الخبراء كشفت العديد من الأسرار عن ملامح الحياة في مصر القديمة.

لوحة مصرية قديمة مفقودة

وفقا لمجلة “لايف ساينس” العلمية، تعد اللوحة المصرية القديمة مفصلة للغاية، ويمكن للباحثين تحديد أنواع الطيور التي ظهرت فيها، ومن بينها طيور ما زالت موجودة حتى الآن.

توثق هذه اللوحة الفنية المصرية القديمة أشكال لطيور تتحرك وثابتة، داخل حديقة خضراء، ويمكن للباحثين المعاصرين تحديد الأنواع المرسومة بالضبط منذ أكثر من 3300 عام.

وعلى الرغم من أن الأبحاث السابقة، فحصت الحياة البرية في اللوحة الجدارية ، إلا أن الدراسة الجديدة هي الأولى التي تدرس بعمق هوية جميع الطيور، وبعضها يحمل علامات غير طبيعية.

credit: Public Domain; The Metropolitan Museum of Art, New York; Antiquity Publications Ltd.

طيور عمرها آلاف السنين

العديد من الطيور التي تم تصويرها هي حمام صخري ( Columba livia ) ، ولكن هناك أيضًا صور تظهر طائر الرفراف ذو الأرجل ( Ceryle rudis )، وطيور الصرد ذو الظهر الأحمر (Lanius collurio ).

وقال كريستوفر ستيمبسون الباحث المشارك في الدراسة، وهو زميل فخري في متحف جامعة أكسفورد للتاريخ الطبيعي، ومؤلف مشارك في الدراسة، أن الفريق درس صورة طبق الأصل من العمل الفني واستخدم أوراق بحثية عن الطيور وتصنيفية منشورة مسبقًا للتعرف على الطيور.

وكشف الباحثون إن المشهد يوثق مكانا يُعرف اليوم باسم "الغرفة الخضراء"، وهي مطلية بصور الماء ونباتات البردي والطيور، وهو مشهد ربما خلق جوًا هادئًا يمكن للعائلة المالكة الاسترخاء فيه.

credit: Public Domain; The Metropolitan Museum of Art, New York; Antiquity Publications Ltd.

من المحتمل أنه تم الاحتفاظ بالنباتات الحقيقية في غرف الملوك مع العطور وأن المصريين القدماء عزفوا الموسيقى هناك، وكتب الباحثون: "غرفة مزينة بأي مقياس من روائع الفن الطبيعي، ومليئة بالموسيقى ومعطرة بالنباتات، كانت ستوفر تجربة رائعة".

اكتشاف أثري اختفى من الوجود

وعن تاريخ هذه اللوحة فإنه يرجع بين عامي 1353 ق.م و 1336 ق.م ، إذ حكم الفرعون أخناتون والد الملك توت عنخ آمون، مصر، وغير ديانة مصر وحولها إلى عبادة آتون، قرص الشمس، وقام ببناء عاصمة جديدة تسمى أختاتون "تل العمارنة الحديثة" وبنى فيها القصر الشمالي.

يرجع تاريخ العثور على هذه اللوحة قبل 100 عاما، حين تم التنقيب بين عامي 1923 و 1925 من قبل جمعية استكشاف مصر، وكانت اللوحات في الغرفة الخضراء في حالة هشة.

credit: Public Domain; The Metropolitan Museum of Art, New York; Antiquity Publications Ltd.

وحرصت عالمة المصريات "نينا دي جاريس ديفيز" على رسم صورة طبق الأصل منها، وكانت الطريقة الوحيدة للحفاظ عليها هي إعادة دفنها في الرمال، لكن اختار علماء الآثار عدم القيام بذلك، خوفا من أن يعثر عليها اللصوص.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية، في عام 1926، وأدت محاولة للحفاظ على الألواح باستخدام مواد تهدف إلى تقويتها إلى نتائج عكسية، وأدت إلى تغيير اللون وأصبحت مظلمة.

 تعتبر هذه الصور مهمة لأن اللوحات لم تعد موجودة، وكتب الباحثون أنه بينما لا يزال من الممكن العثور على طيور الرفراف ذات الأرجل والحمام الصخري في مصر على مدار العام ، إلا أن الصرد ذو الظهر الأحمر والذعرة البيضاء من الطيور المهاجرة. 

credit: Public Domain; The Metropolitan Museum of Art, New York; Antiquity Publications Ltd.

وأوضحوا أن الصرد المدعوم باللون الأحمر هو مهاجر الخريف الشائع في مصر بين أغسطس ونوفمبر، في حين أن الذعرة البيضاء هي طائر مهاجر شائع خلال الفترة من أكتوبر إلى أبريل.