الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تغير في طبيعة العلاقات الفرنسية العربية.. كيف ينظر ماكرون للشرق؟

ايمانويل ماكرون
ايمانويل ماكرون

تقوم السياسة الخارجية الفرنسية بقيادة إيمانويل ماكرون تجاه الشرق الأوسط منذ توليه الحكم في 2017 على دبلوماسية الرئيس شارل ديجول التي عام 1962، وعلى إثرها تغيرت مسار العلاقات بين فرنسا و الدول العربية والتراجع عن السياسة الاستعمارية الفرنسية والرغبة في التوصل للسلام، وهذه الدبلوماسية سار عليها الرئيسين فاليري ديستان (1974-1981) فرانسوا ميتران (1981-1995).

سياسة وصفت بالإيجابية

حسب دراسة قامت بها الخبيرة رابحة سيف علام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فكانت هناك ملفات تحرك بها ماكرون وصنفت سياسته بالايجابية ومحركة للمياه الراكدة، وهذه أبرز الأمثلة لسياسته:

- تحركه في الملف اللبناني خاصة بعد انفجار مرفأ بيروت اغسطس 2022 وقدم المبادرة الفرنسية عقب استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس 2020 وقدم سيناريو لتعاقب الخطوات كي يتم تشكيل حكومة كفاءات تتولى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتتسلم المساعدات المرصودة للبنان من الداعمين الدوليين.

- رعى ماكرون على مدار عامين متتاليين مؤتمرات افتراضية لجمع الدعم الإغاثي للبنان مما ساهم في تخفيف حدة الأزمة المعيشية التي واجهها طوال عامي 2020 و2021.

- تذليل العقبات لتشكيل حكومة ميقاتي عبر الاتصال بشكل مباشر بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لتسريع وتيرة التشكيل الحكومي مما أسهم فعلياً في ميلاد الحكومة في سبتمبر 2021.

- التهدئة في ملف الأزمة الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج عقب تصريحات وزير الإعلام السابق جورج قرداحي التي أعتبرتها السعودية مسيئة لها، وتدخله مهد لإجراء اتصال ثلاثي لتعلن الرياض 7 أبريل 2022 عن عودة سفيرها إلى بيروت.

- التعامل مع الطموح النووي الإيراني للتهدئة مع إيران أو التفاهم بشكل مباشر بدلاً من سياسة التصعيد الأمريكية التي كان يتبعها ترامب، و التفاهم مع الإيرانيين للتهدئة في لبنان.

- تزويد دول الخليج بالسلاح الفرنسي لتهدئة مخاوفهم من التوسع الإيراني.

- زيارته المتكررة للعراق في سبتمبر 2020 ثم في أغسطس 2021 حيث حضر مؤتمر الأمن للتعاون والشراكة الإقليمية. 

-  الإعلان عن أن أهم صفقات تزويد السعودية بالسلاح الفرنسي في إبريل 2018 بما يعادل 18 مليار يورو مما رفع صادرات السلاح الفرنسي بمقدار الثلث تقريباً، و استحوذ الشرق الأوسط وحده على 42% من هذه الصادرات العسكرية الفرنسية و تجددت عقود التسليح قد تجددت بين البلدين مرة أخرى خلال جولة ماكرون الخليجية في ديسمبر 2021.

دعم فرنسي لمؤتمر بغداد 2

أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن القمة الإقليمية الثانية حول العراق ستعقد في عمان في 20 ديسمبر الجاري، وقد أعلن قصر الإليزيه أن القمة تجمع العراق والدول المجاورة بمشاركة فرنسا على غرار مؤتمر بغداد في 28 اغسطس 2021، في ظل التوتر مع إيران وتركيا.

وأضاف الإليزيه أن ماكرون الذي دعا السوداني إلى زيارة فرنسا في مطلع العام 2023، بأنه بإمكان العراق أن يعول على دعم فرنسا في مواجهة الانتهاكات التي تطال سيادته واستقراره وفي مكافحته الإرهاب.

زيارة  مرتقبة 

حسب "سبوتنيك" قال مصدر لبناني واسع في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "السفارة الفرنسية في بيروت أبلغت الحكومة اللبنانية بأن ماكرون قرر زيارة بيروت في 24 ديسمبر، على أن يلتقي عددا من المسؤولين اللبنانيين بينهم رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على هامش "قمة بغداد 2" التي ستعقد لدول الجوار العراقي في العاصمة الأردنية في 20 ديسمبر".

تونس وفرنسا 

كما أنه في نوفمبر 2022 حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماع السنوي الثامن عشر للمنظمة الدولية للفرانكوفونية التي تضم 88 عضوًا، في تونس تونس لمناقشة قضايا تخفيف الديون والهجرة ونقص الغذاء والطاقة، وسط ارتفاع تكاليف المعيشة في جميع أنحاء إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط بسبب حرب أوكرانيا.

استراتيجية ماكرون تجاه القارة الافريقية 

في هذا الصدد قال خالد شقير، الخبير في الشأن الفرنسي، إنه منذ عام 2019 وعلى وجه التحديد خلال مؤتمر دول السبع والذي كانت تستضيفه فرنسا، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي حين كان يترأس المؤسسة الأفريقية رسالة تحذيرية للغرب خاصة فرنسا بأنه لابد من الاهتمام بمشاكل القارة الافريقية لانها الاقرب للقارة الأوروبية، وضرورة وجود استثمارات داخل هذه القارة حتى لا يتم إستخدام المشاكل الاقتصادية في القارة كورقة تستغلها الجماعات الارهابية بالقارة وتبدأ باستقطاب الشباب وتدريبهم على العمليات الارهابية، مشيراً إلى أن فرنسا قامت بعمل مؤتمر لدعم الاقتصاد الأفريقي في العاصمة الفرنسية باريس في 2020-2021.

وأضاف خلال تصريحاته لـ"صدى البلد" أن فرنسا بقيادة إيمانويل ماكرون أدركت أنها بدأت في فقد سيطرتها وسط صراع أمريكي و صيني و روسي بالقارة الافريقية، لافتاً إلى أن هناك زيارات متكررة للرئيس الفرنسي للقارة مثل تلك التي كانت بـ"الكاميرون" هذا العام، وتقوم بالتواصل مع دول محورية وتعمل على إصلاح العلاقات معها مثل دولة "الجزائر" والتي شهدت العلاقات ببنهم توترات بسبب تصريحات ماكرون الذي تحدث فيها عن "تاريخ الجزائر" وحاول ماكرون بعد ذلك احتواء هده التوترات من خلال هذه الزيارة التي كانت في أغسطس 2022 ومن خلال التواجد لشركات فرنسية داخل الجزائر خاصة بعد الازمة الروسية الاوكرانية. 

وتابع- هناك شبه أزمة بين فرنسا والمغرب مؤخراً ولكن وزيرة الخارجية الفرنسية كانت متواجدة منذ أيام بالمغرب لحل الازمة بينهم و إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الطرفين.

كيف ينظر ماكرون للشرق الأوسط

أما عن منطقة الشرق الاوسط فقال خالد شقير إن فرنسا ترى ضرورة أن تكون متواجدة داخل هذه المنطقة، خاصة بعد خروجها “غير المشرف” من سوريا.

وأردف- زار الرئيس الفرنسي العراق وحاول التواجد بهذه المنطقة، كما أن فرنسا تدرك أهمية لبنان وتحاول أن تضع النقاط على الحروف مع دول المنطقة مثل ايران وتركيا للتأكيد على أهمية أحترام سيادة العراق ولبنان. 

كما أن هناك علاقات قوية واستراتيجية بين مصر وفرنسا للدور المصري الريادي في قضية السلام، فضلاً عن أن للملف الليبي أهمية قصوى لدى مصر وفرنسا ويتخذون نفس الموقف وهو عدم التدخل في الشأن الليبي. 

واختتم - الصراع الاوروبي الروسي والأمريكي الصيني على القارة الافريقية تجعل ماكرون يقوم بزيارات وعقد مؤتمرات لمساعدة القارة وهذا ظهر جلياً خلال كلمة ماكرون ومشاركته في cop27 ورغبته في مساعدات الدول الافريقية المتأثرة بالتغيرات المناخية.