EN 
دخلت الكاراتيه كلاعبة ثم تحولت لمجال التحكيم
لم تكتف أن تكون لاعبة كاراتية فقط، رغم انتقادات المجتمع المحيط فى البداية لمشاركتها فى لعبة قتالية لا يحتمل مصاعبها إلا الرجال، فقررت أن تخوض مجال تحكيم الكاراتيه رغم الصعوبات التى تحيط بهذا المجال وخاصة فى قنا التى لا زالت تتحفظ على مشاركة المرأة فى الألعاب القتالية.
الكابتن مروج الأفيونى، حكم درجة ثالثة باتحاد الكاراتيه، بدأت كلاعبة كاراتيه إلى أن حصلت على الحزام الأسود، لتثبت للجميع أن الفتاة الصعيدية قادرة على التميز و المنافسة حتى فى الألعاب التى كانت مقتصرة على الرجال، متحدية عادات وتقاليد تستكثر على الفتاة تعلم رياضة تدافع بها عن نفسها حال تعرضها لمكروه.
أصغر حكم كاراتيه بقنا
التحدى الأكبر لدى كابتن" مروج" لم يكن فى الحصول على حزام أسود أو تحقيق بطولات ومراكز متقدمة، لكن أن تنتقل من مجرد لاعبة إلى حكم للعبة قتالية، لتصبح أصغر حكم كاراتيه فى محافظة قنا ، لتدخل فى تحديات ومصاعب جديدة مازالت تواجهها بكل ثبات.
قالت مروج محمد أبوالحسن الأفيونى" حكم درجة ثالثة باتحاد الكاراتيه"، دخلت مجال الكاراتيه كلاعبة وعمرى 7 أعوام ، إلى أن حصلت على الحزام الأسود من الدرجة الثالثة بعد سنوات من ممارستى للعبة الكاراتيه، شاركت خلالها فى العديد من البطولات التنشيطية والتمهيدية، و بعدها قررت دخول مجال التحكيم و أصبحت أصغر حكم درجة ثالثة باتحاد الكاراتيه بداية من عام 2018.
كلية التربية الرياضية لها دور فى التغلب على الإحباطات
و تابعت الأفيونى، رغم أننى لعب الكاراتيه فى سن مبكرة، إلا أن دخولى كلية التربية الرياضية بـ قنا ، وتخصصى فى الكاراتيه، كان له دور كبير فى اتقان اللعبة، و تشجيعى على دخول مجال التحكيم، رغم الإحباطات التى نواجهها كفتيات خلال ممارسة الكاراتيه كلاعبات، من الجمهور والمجتمع المحيط، وخاصة مجتمع الرجال الذى يعتبر الكثير منهم أن اللعبة خاصة بهم، ولا يمكن للفتاة أن تتقنها أو تحترفها.
و استطردت الأفيونى، مع بداية اعتمادى من اتحاد الكاراتيه كحكم درجة ثالثة، واجهت صعوبات كثيرة من قبل اللاعبين الشباب، و الجمهور أيضاً، الذى يرفض أن تتولى فتاة تحكيم مباراة قتالية بين شباب و يستضعف المرأة بشكل عام، لكن الثقة بالنفس ودراسة قوانين اللعبة بشكل جيد كان كفيلاً بأن ينهى أى مباراة بشكل جيد، بل و الحصول على إعجاب و ثقة اللاعبين بنهاية المباراة، لحرصى الشديد على أن يحظى كل لاعب بحقه و ألا أظلم أحد فى نقاط أو إنذار.
الخبرة بقوانين اللعبة تحمى من سخرية الجمهور
و أوضحت الأفيونى، هناك قواعد ومعايير للضربات لابد أن يتقنها الحكم و يتعلمها جيداً، قبل أن يقدم على خوض تجربة التحكيم، حتى لا يكون عرضة للاستهزاء من الجمهور، أو أن يتسبب فى ظلم لأحد اللاعبين، وحتى لا يتعرض لضربات خاطئة من قبل اللاعبين، مشيرة إلى أنها تعلمت كثيراً من المهارات خلال مشاركتها فى البطولات المختلفة، منها بطولة الوعى الدينى 2021/2022 التى تفخر بالمشاركة فيها ، حيث اكتسبت خبرات جديدة من حكم ينتمون لمحافظات مختلفة، و التفرقة بين الأداء الفنى والأداء الرياضى و تخطى الصعاب المختلفة، مع الاستفادة من الأخطاء.
استخدمت مهاراتى فى الكاراتيه عندما تعرضت لمعاكسة
و أشارت الأفيونى، إلى أنها تحرص على عدم استخدام مهاراتها فى الكاراتيه خارج إطار الملاعب، لكن بعض المواقف قد تستدعى استخدامها، لأن أساس اللعبة هو الدفاع عن النفس حال التعرض لمكروه، كما أن الكاراتيه يعلم ضبط النفس قبل القتال، لكن فى إحدى المرات تعرضت لمعاكسة من قبل شابين، ما اضطرها للدفاع عن نفسها واستخدام مهاراتها فى الكاراتيه، وهو ما أعطى درس قاسى لهم، حتى لا يتعرضان لفتيات آخريات.
و أضافت الأفيونى، نواجه مشكلات كثيرة فى جنوب الصعيد، ما يجعل مشاركة الفتيات فى لعبة الكاراتية أقل من ألعاب أخرى كثيرة، بعضها يتعلق بالعادات والتقاليد التى مازالت تنظر للفتاة على أنها غير مؤهلة للمنافسة فى هذه اللعبة، إضافة إلى بعض التعقيدات الروتينية.
أتمنى أن أصبح أول حكم دولى فى الصعيد
و تأمل الأفيونى، أن يتم اعتمادها كـ "حكم دولى"، للتحكيم خارج مصر، بعد اجتياز الدرجتين الثانية والثالثة، لتكون أول حكم دولى فى صعيد مصر، كما تأمل أن تعامل الفتيات مثل الشباب فى لعبة الكاراتيه، و أن تشارك الفتيات بكثافة فى هذه اللعبة، لبناء أجسادهم واستخدامها فى الدفاع عن أنفسهن حال تعرضهن لأى موقف سىء فى الشارع.
مروج الأفيونى
