الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نتنياهو يشكل الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخ أسرائيل.. 4 مخاوف تراود الفلسطينيين

رئيس الحكومة الإسرائيلية
رئيس الحكومة الإسرائيلية

أدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية الخميس، حيث ينظر إليها على أنها الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ دولة الاحتلال، والتي جاءت بعد أربع سنوات من أزمة سياسية داخلية، أدلى خلالها الإسرائيليون بأصواتهم في خمس جولات انتخابية جرت في أبريل 2019، سبتمبر 2019، مارس 2020، مارس 2021 ومن ثم نوفمبر 2022.

الحكومة الإسرائيلية 

وأفضت نتائج الانتخابات الخامسة إلى حصول معسكر زعيم حزب "الليكود"، بنيامين نتنياهو، على 64 مقعدا من أصل 120 في الكنيست الإسرائيلي، ليكلف بعد ذلك الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، نتنياهو بتشكيل حكومة خلال 28 يوما، منح بعدها تمديدا لعشرة أيام إضافية، وفي دقائقها الأخيرة أعلن نتنياهو عن نجاحه في تشكيل حكومة.

وتتشكل الحكومة الجديدة من أحزاب تعرف "باليمينية واليمينية المتطرفة"، وهي حزب "الليكود" بقيادة بنيامين نتنياهو الذي حصل على 32 مقعدا في الكنيست، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة بتسلئيل سموتريتش، إلى جانب عوتسماه يهوديت بقيادة ايتمار بن غفير وحزب نوعم بقيادة آفي ماعوز، وهي ثلاثة أحزاب خاضت الانتخابات في تحالف تقني وانفصلت بعد ذلك.

وتوصف الأحزاب الثلاثة بالمتطرفة بمواقفها تجاه العرب والمثليين والتيارات الأخرى، وهي تعكس التيار الديني الصهيوني المتطرف الذي يشدد على تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، بالإضافة إلى تعزيز دخول جماعات يهودية الى ساحات المسجد الأقصى.

وكان ايتمار بن غفير قد بدأ مسيرته السياسية تابعا لحركة كاخ المحظورة والتي أسسها الحاخام، مائير كاهانا، ويعرف بمواقفه العدائية والمتطرفة تجاه الفلسطينيين، إذ وجهت ضده العشرات من التهم بالضلوع في أحداث شغب وتخريب ممتلكات وحتى التحريض على العنصرية وتأييد منظمات إرهابية.

وسيتولى بن غفير منصب وزير الأمن القومي، فيما سيحصل سموتريتش لعامين على حقيبة وزارة المالية وسيكون أيضا وزيرا ثانيا في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وكلاهما من المستوطنين في الضفة الغربية.

وتزداد المخاوف من أن الحكومة الجديدة قد تزيد من انتهاك حقوق الفلسطينيين، وتقويض فرص السلام، وتعزز الاستيطان في الضفة الغربية، بالإضافة إلى تغيير الوضع الراهن في المسجد الأقصى، وهي توجهات الأحزاب المتحالفة في الائتلاف.

الحكومة الأكثر تطرفا 

وقال المستشار طه الخطيب، المحلل السياسى الفلسطينى، إن الحكومة المشكلة من قبل بنيامين نتنياهو أكثر حكومة متطرفة على مدار تريخ دولة الاحتلال، والدليل على ذلك الخطاب الذي ألقاه رئيس الحكومة السابق والحالي، فالخطاب لم يذكر الشعب الفلسطيني في كلمة واحدة، وكأن هذا الشعب لم يعد موجودا على الإطلاق، ونتنياهو أكد في المشروع السياسي الخاص به على اهتمامة بدول العالم بالكامل وذكرهم بالأسماء ولم يتطرق للقضية الفلسطينية على الإطلاق.

وأكد الخطيب - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، إن فلسطين في نظر دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تعد موجودة في الوقت الحالي، وهذا غير صحيح على الإطلاق، متابعا: كل المؤشرات التي نتجت عن الحكومة الإسرائيلية منذ الإعلان عنها، أن المرحلة المقبلة سوف تكون سلبية بشكل كبير على الفلسطنيين، ونتائج الأسابيع والسنوات المقبلة سوف تكون أكثر خطورة علينا.

ولفت: الحكومة الإسرائيلية الجديدة سوف تعتمد على سياسة البطش وقتل الفلسطنيين، فكل الجهات القنونينة الدولية لم تنصف المواطن الفلسطيني أمام الإسرائيلي، وهذا ما سيحدث إذا لجأ الشعب الفلسطيني لتلك الجهات مرة أخرى، الحل الوحيد لكي نفرض على دولة الإحتلال الأعتراف بنا هو الكفاح المسلح من جديد، لكي نتجاوز كل العقابات المفروضة علينا أولًا داخل المجتمع الفلسطيني.

وأضاف الخطيب، إن المرحلة المقبلة خطيرة على الطرفيين، وتشتد خطورة على الشعب الفلسطيني أكثر، فهذه الحكومة الأكثر خطورة وتطرف، وهذا يعود إلى سببين، السبب الأول هو "بن غفير" الذي تولى منصب وزير الأمن القومي، سياستة هي قتل الفلسطيني لمجرد أنه يحمل تلك الجنسية، ومن ضمن التعليمات التي نشرت الأن من قبلة إطلاق النار والإدعاء أن من إصيب من الفلسطنيين أنه كان يحمل سلاح أبيض.

واختتم الخطيب، إن العالم الأوروبي لا يرى ولا يعلق على تلك التعليمات، رغم أنه يتحدث دائمًا عن حقوق الإنسان، فأين حقوق الفلسطنيين من البطش الإسرائيلي؟.

نتنياهو يشكل الحكومة

وللمرة السادسة يعلن نتنياهو تشكيله للحكومة، بعد أن كان رئيسا للوزراء في فترتين متباعدتين بين الأعوام 1996-1999 و2009-2021. ويعتبر مراقبون من اليمين أن نتنياهو أفضل رئيس للحكومة، إذ يقارن بسابقيه من حزب الليكود وهما مناحيم بيجن ويتسحاك شامير.

فيما يرى محللون آخرون، أنه الأسوأ في تاريخ إسرائيل وذلك بسبب سياسته الداخلية وتفكيكه للمجتمع اليهودي.

وانقسم الشارع الإسرائيلي إلى قسمين، أحدهما داعم لنتنياهو والأخر رافض له، ما انعكس على الحملات الانتخابية في السنوات الأربع الماضية.

وانطلقت مظاهرات استمرت لأشهر متواصلة ضد نتنياهو، اذ يعتبره الكثيرون سببا في عدم الاستقرار الداخلي في إسرائيل.

ووجهت لنتنياهو ثلاث لوائح اتهام بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة، ولا تزال جلسات الاستماع لمحكمته جارية، رغم ذلك تؤكد مصادر سياسية إسرائيلية ان الملف القضائي الذي يخوضه نتنياهو لم يعد يؤثر على السياسة الإسرائيلية.