بالصور.. ليلى فوزي..توقفت سيارتها فجأة قبل الإفطار..فركبت عربة كارو وأفطرت على رغيف "بتاو"

شهر رمضان تتجلي فيه المعاني الروحانية الجميلة ..الكل يتسابق علي الصوم وتنفيذ طقوسه وتعليماته..لايتخلف عن هذا الركب الروحاني الكثير فالكل سواسية ..الفنان ..الشاب... المرأة ..الشابة ..الرجل المسن الجميع يحرص علي نيل الرضا من الله عز وجل ..ليحصل في النهاية علي الثواب والجزاء عن صيام هذا الشهر الفضيل.
لم يختلف الوضع كثيرا فى دنيا الفن والتمثيل ..فكثير من فناناتنا يحرصون علي صيامهم واتباع طقوسه ..الفنانة الراحلة ليلي فوزي من هؤلاء الفنانات اللاتي كن يحرصن علي صيام شهر رمضان المعظم .
واثناء تصوير احد الافلام، وفي عام 1957 وخلال نهار شهر رمضان..اقتضي الامر السفر الي الاسكندرية لالتقاط بعض المناظر الخارجية ..سافرت ليلي فوزي بسيارتها صباحا .. وأتمت التصوير وعزمت أمرها بالعودة الي القاهرة وقدرت المسافة بين المدينتين، وتخيلت انه من الممكن الوصول الي القاهرة قبل موعد الافطار بحوالي نصف ساعة .
وكان القدر لها بالمرصاد فقد وضعها في مأزق ، فقبل وصولها الي مدخل القاهرة بحوالي 10 كيلو ..توقفت سيارتها تماما بسبب نفاد البنزين..راحت تنتظر سيارة تنقذها..طال الانتظار..فالكل يسارع الزمن حتي يستطيع ان يلحق بموعد الافطار ..لا أحد يلتفت اليها..تركت السيارة وسارت علي قدميها وهي صائمة.
الظلام يخيم علي المكان ويعم الصحراء ..الجو موحش ..فالطرق في الخمسينيات خاوية خالية من الخدمات او اسعافات..الخوف تملكها ..واذا بها تجد (عربة كارو ) وصاحبها يجمع بعض الحشائش ليضمن عودته الي منزله وان (بنزينه ) او غذاء الحمار يكفيه ولا يتعرض لمثل ما تعرضت له (ليلي ) ..عرضت عليه ان تركب معه ليوصلها لاي مكان قريب .فوافق لان الشهامة والرجولة كانت تحتم عليه ذلك.
كان طبيعيا ان يمضي موعد الافطار ..ويوجب الافطار ..تعاطف معها الرجل ..رثي لحالها ..وعرض عليها كل مايملكه آنذاك وهو رغيف عيش (بتاو) كي تفطر به.