بوريس جونسون يفضح الناتو في مقال جديد.. رئيس وزراء بريطانيا السابق: الحلف سهل الهجوم على أوكرانيا.. وبوتين سينتصر في هذه الحالة

رئيس وزراء بريطانيا السابق: 

• أكدنا لموسكو بشكل صريح عدم انضمام أوكرانيا للناتو
• تسببنا في أسوء حرب في أوروبا خلال 80 عامًا
• أوكرانيا أصبحت كفءً للانضمام لحلف الناتو
• لم يحصل الأوكرانيون من دول الناتو سوى على تصريحات استخدمها بوتين لغزو بلادهم
• يجب منح الأوكرانيين كل ما يحتاجون إليه لإنهاء هذه الحرب
   

اتهم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون دول حلف شمال الأطلسي بالتسبب في الهجوم الروسي على أوكرانيا، وذلك من خلال عدم الموافقة على انضمام كييف للحلف.
ومن خلال مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قال «جونسون» إن دول حلف شمال الأطلسي كانوا سببًا في قيام بوتين بتحركاته ضد أوكرانيا، وذلك بسبب تأكد موسكو من عدم تحرك الناتو لحماية أوكرانيا.

وقال جونسون في مقاله: «لقد أمضينا سنوات في إخبار الأوكرانيين بأننا نتعامل بمبدأ «الباب المفتوح» أمام انضمام بلادهم إلى حلف الناتو، وأن لهم الحق في «اختيار مصيرهم»، وأنه لا ينبغي على روسيا أن تقف في وجه خياراتهم».

وأضاف: «طوال هذا الوقت أشرنا بشكل صريح إلى موسكو أن أوكرانيا لن تنضم أبدًا إلى الحلف – بل وأن العديد من أعضاء الناتو سيستخدمون حق الفيتو ضد هذا القرار.... فمن حيث المبدأ نعم لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو؛ ولكن «لا» من الناحية العملية، فتلك كانت الرسالة... ولكن ماذا كانت النتيجة، وما الذي حققناه؟».

وتابع رئيس الوزراء البريطاني السابق: «النتيجة هي أسوأ حرب في أوروبا منذ 80 عامًا، لقد أزهق الرئيس الروسي عددًا لا يحصى من الأرواح ودمر المنازل والآمال والأحلام، لقد حطم بوتين أي فرصة للتعاطف معه، وخلال تلك الفترة تبخر حلم أوكرانيا في الانضمام لحلف الناتو».

واستطرد: «لقد اعتدنا القول بأن الشعب الأوكراني منقسم بشأن قرار الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وقد كان ذلك واضحًا قبل 2014، ولكن أنظروا إلى أرقام المؤيدين للانضمام للحلف حاليا فنسبتهم تتجاوز الـ 83% وفقًا لأحدث الاستطلاعات».
 

وتابع: «لقد اعتدنا الادعاء بأن قدرات أوكرانيا لا تتناسب مع الانضمام لحلف الناتو، ولكن اليوم يستخدم الأوكرانيون معدات متنوعة من دول الحلف بأقصى قدر من المهارة والشجاعة.... لا يوجد شيء على الإطلاق يمكن أن يعلمه حلف الناتو للأوكرانيين بشأن خوض حرب، ففي الواقع، هناك الكثير الذي يمكننا أن نتعلمه منهم».

وأوضح «جونسون»: «قبل كل شيء، كان يُنظر إلى قرار انضمام أوكرانيا إلى الناتو على أنه خطوة استفزازية لموسكو، في الحقيقة لم يكن علينا أبدًا ان نقبل بهذه الحجة، ووجب علينا رفض تلك الحجة وأن نُصر على الحقيقة وهي أن موسكو ليس لديها ما تخشاه من الناتو لأنه حلف دفاعي، لكن أعضاء الحلف قبلوا بتلك الحجة الزائفة وأعترف أنني كنت واحد منهم».

وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق: «ماذا جنينا من الالتزام بعدم استفزاز بوتين، ففي قمة بوخارست عام 2008 أراد الأوكرانيون التزام بخطة عمل لانضمامهم للحلف، ولكنهم لم يحصلوا سوى على الوعود المعسولة وبدا بوتين راضيًا عن تلك النتيجة».

وقال «جونسون»: «كانت نتيجة التزام الناتو بعدم استفزاز بوتين أن غزا في 2014 دونباس وشبه جزيرة القرم بذريعة ادعاءات كاذبة وبدلاً من محاسبته، قابلنا ما حدث بسياسة الاسترضاء».

وعن هذا الامر، أوضح «جونسون»: «لم يحصل الأوكرانيون من دول الناتو سوى على تصريحات عن الانضمام ليستخدمها بوتين في دعايته، ويدعي أن روسيا تتعرض لخطر التطويق، فلم يحرك الناتو ساكنًا ولم يفعل أي شيء حيال ملف انضمام أوكرانيا للحلف».
 

وأضاف: «الحقيقة أنني لو كنت سُألت قبل الغزو الروسي لأوكرانيا بشأن انضمامها للحلف، كنت سأجيب بأن الأمر لن يتم قبل 10 سنوات... وإذا كنت سُألت في هذا الوقت عن احتمالية إرسال دبابات تشالنجر، أو دبابات أبرامز، أو دبابات ليوبارد، لكنت أرى هذا السؤال ضربًا من الجنون، فلم يكن أحد ليصدق أن يغزو بوتين أوكرانيا».

وتابع: «لم يغزو بوتين أوكرانيا خشية انضمام أوكرانيا إلى الناتو، فلقد كان يعلم دائمًا أن هذا غير مرجح على الإطلاق، لقد هاجمها لأنه يعتقد – ولديه العديد من الأدلة –أننا لم نكن جادين في حماية أوكرانيا».

هاجم بوتين أوكرانيا لأنه أراد إعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية القديمة ولأنه يعتقد - بحماقة - أنه سينتصر.

واختتم رئيس الوزراء البريطاني السابق مقاله قائلًا: «لو كانت لدينا الشجاعة للموافقة على طلب أوكرانيا بالانضمام إلى الناتو لكان من الممكن تجنب تلك الكارثة، وأعلم أنه من الصعب على بعض الدول الأوروبية استيعاب هذا الأمر لكنها الحقيقة... وأخيرًا من أجل تحقيق السلام والاستقرار تحتاج أوكرانيا حاليًا توضيح موقفها في الهيكل الأمني الأوروبي الأطلسي، يجب منح الأوكرانيين كل ما يحتاجون إليه لإنهاء هذه الحرب، في أسرع وقت ممكن، يجب علينا أن نبدأ عملية انضمام كييف إلى الناتو». 

لن تكون هناك فائدة من الاستماع لمخاوف موسكو، فلقد احترمنا مخاوفهم مرة وتم تدمير ذلك الاحترام بقنابل وصواريخ بوتين.