الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد الحرام: لا تصح الشهادة إلا بالإقرار بنبوة محمد رسول الله

لا تصح الشهادة إلا
لا تصح الشهادة إلا به

قال الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن محمد رسول الله  -صلى الله عليه وسلم-  الذي رفعَ اللهُ قدْرَهُ، وشرّفَ أمْرَهُ، وخلَّدَ ذِكرَهُ؛ فلا تصحُّ الشهادةُ إلا بالإقرارِ بنبُوَّتِهِ، والإذعانِ لِشرْعتِهِ.

الإقرار بنبوته

واستشهد " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما قال جلَّ في قُدرتِه: (ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ) الآية 157 من سورة الأعراف ، منوهًا بأن محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قامتْ دلائلُ العقولِ على صِدقِ رِسالتِهِ.

وتابع: وقادَتْ بواعثُ الفطرةِ للتسليمِ بشرعتِهِ، وقرَّرتْ شواهدِ الواقعِ صحَّةَ نُبُوَّتِهِ، وإن اللهُ أرسلَ رسولَهُ بالتشريعاتِ الحكيمةِ في مقاصدِهَا، والأحكامِ الدقيقةِ في تفريعاتِهَا، والأخبارِ الصادقةِ في مضامينِهَا، والصالحةِ لكلِ زمانٍ ومكانٍ في تفصيلاتِهَا وتطبيقاتِهَا.

ودلل بما قالَ الله تعالى: (كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ) من سورة هود، وقال عزَّ وجلَّ في كتابه العزيز: ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) الآية 52 من سورة الشورى.

مقرونا باسمه تعالى

 وأوضح أن  الله سبحانه وتعالى جعل اسم النبي  -صلى الله عليه وسلم- مقرونًا باسمه تعالى في أشرف كلمة وأعظم ركن في الاسلام وهو شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، مشيرًا إلى أنه قد أمرَ اللهُ بطاعةِ رسولِهِ  -صلى الله عليه وسلم-  في أكثرَ مِنْ ثلاثينَ موضِعًا مِنَ القرآنِ.

وأضاف أنه عز وجل قد قَرَنَ طَاعَتَهُ بِطَاعَتِهِ، وَقَرَنَ بَيْنَ مُخَالَفَتِهِ وَمُخَالَفَتِهِ، كَمَا قَرَنَ بَيْنَ اسْمِهِ وَاسْمِهِ، فَلَا يُذْكَرُ اللهُ إلَّا ذُكِرَ مَعَهُ، فقالَ سُبحانَهُ: (مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ حَفِيظٗا) من سورة النساء، وقال تعالى: (وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدۡخِلۡهُ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ) سورة النساء.

وأكد أن الْخَيْرَ كُلَّهُ فِي مُتَابعَةِ الرَّسُولِ، وَالْبركَةَ كلَّهَا فِي حِفْظِ كَلَامِهِ الْـمَنْقُولِ، فهو العلمُ المأمُولُ، وطريقُ الوُصولِ، فالعِلمُ ما جاءَ في كتابِ اللهِ وسُنَّةِ الرسُولِ، ففيهِما الهُدَى لكلِّ مُلتمِسٍ، وهُما النجاةُ لكلِّ مُحترِسٍ، وهُما الفُرقانُ لكلِّ مُلتبِسٍ، فنورهُمَا خيرُ نورٍ لـمُقتَبِسٍ، فالسلامةُ كلُّ السلامةِ في الاتباعِ، والندامةُ كلُّ الندامةِ في الابتداعِ.