الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طار في الهوا منطادي

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

فى يوم من أيام الدفء الأمريكى الغربى ، أفسدته دولة الصين ذلك النمر الآسيوى الذى تحسب له الولايات المتحدة ألف حساب  طار منطاد صينى ليصل ويعبر الاجواء الأمريكية وهوخبر تناولته وسائل الإعلام غيّر موازين السياسة الدولية وجعل كل من له ناقة وجمل فى الأوضاع الدولية يتحدث ويدلى بدلوه.

وجاءت من بكين تصريحات مؤكدة ان هذا المنطاد لم يكن له أى أهداف سوى استطلاع أحوال الطقس ، وأنه ذهب الى بلاد العم سام عن طريق الخطأ ؛ وعلى الفور ردت الولايات المتحدة بلهجة دبلوماسية دقيقة تقول من خلال منابرها السياسية والدبلوماسية أن المنطاد ضيف عزيز وبأن واشنطن لانشك قيد أنملة فى نوايا الصين الحسنة تجاه واشنطن. 

ويبدو أن موضوع المنطاد جاء فى توقيت ثرى فقد تحدثت  روسيا عنه وقالت أن الأمر يفتح المجال للترقب وانتظار ما ستأتى به الأيام و الليالى ، فيما أوضح المتحدث باسم الكرملين أن هذا الموضوع لايشغل التفكير الروسى المنصب على  تحقيق الانتصار فى أوكرانيا . 

وعلى جوانب من الأبواق العالمية الغربية جاءت همهمات وتقولات بأن النمر الآسيوى يضغط على الولايات المتحدة بكافة الطرق والوسائل لاهداف جمة على رأسها بالطبع الاقتصادية ولإجبار الولايات المتحدة عن الكف دوما على التلويح بملف انتهاك حقوق الانسان في الصين واعتباره العصاة الجاهزة لاثناء المارد الصينى عن التغلغل والتمدد والانتشار فى كل ماهو امريكى فى كل مكان وزمان .

الصين والولايات المتحدة كما يعلم القاصى والدانى يتحكمان فى الكرة الأرضية بصورة أو بأخرى ولكل منهما مصالحه وأهدافه ، لذا فتعاملهما مع بعضهما البعض يضع دوما هدفا واحدا وهو لاضرر ولاضرار ولذا فالمراقبون الدوليون يرون ان هذه الأزمة ستمر مرور الكرام ولكن تبعاتها لن تمر على الولايات المتحدة وبأنها ستعد العدة للرد على مثل هذا السلوك بطريقة أو بأخرى مع ضرورة ان تكون واشنطن بالطبع مستفيدة من أية نتائج وعواقب على كافة الأصعدة . الصين لم تنس انها تتحمل عواقب حادثة قتل عشرات الالاف فيما عرف بالميدان السماوي ذلك الحادث الذى حصدت فيه الدبابات الصينية ارواح الالاف من المتظاهرين الطالبين بالحرية فى التعبير عن اراءهم . قامت الدنيا وقعدت للاسف لان بكين لم تهتم بأية انتقادات ولم تعر اهتماما لما نددت به جمعيات حقوق الانسان ولاحتى الحيوان . 

فقط الولايات المتحدة هى من أمسكت بهذا الخيط ووضعته دوما فى جيبها تلاعب به الصين وتهددها بفتح ملف التحقيقات الدولية فى انتهاك بكين لحقوق الانسان وقمع حرية الرأى واهدار ارواح الابرياء لمجرد ابداءهم الرأى بوسائل سلمية. ومابين المنطاد وحراب العم سام يتجمع المشاهدون ويترقب المترقبون وينتظرون وننتظر معهم الى اين سيحل المنطاد وماذا يعقب احلاله ومن المبارك بقدومه ومن الحزين على جنوحه ودخوله بلاد القطب الأوحد .. انتظروا انا معكم منتظرون .