الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملائكة الرحمة يائسات.. تفاصيل أزمة أطقم التمريض بإنجلترا.. وكارثة تهدد الرعايات المركزية.. القصة كاملة

اعتصام القطاع الطبي
اعتصام القطاع الطبي في بريطانيا

 

-الإضراب القادم ليس 12 ساعات فقط .. تعطيل العمل لمدة 48 ساعة في كافة الأقسام الطبية بالمستشفيات

-أكبر اتحاد تمريض يخوض معركة عض الأنامل مع حكومة انجلترا لكسر الجمود بشأن الأجور

-تعويض الممرضات المشاركات في الإضراب من النقابة بما يزيد عن 50 جنيه استرليني لتشجيع المشاركة

-الممرضات ستنسحب من أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة مع اشتداد الإضراب

 

تعرض العاملون بالقطاع الطبي خلال السنوات الماضية إلى ضغوط شديدة مع انتشار وباء الكرونا حول العالم، وارتفاع نسبة المخاطر على حياتهم، ثم جاءت حرب أوكرانيا وروسيا لتزيد الضغوط على الشعب الإنجليزي نتيجة لارتفاع الأسعار مع التضخم، وزاد ذلك أيضا من الضغوط على ملائكة الرحمة داخل المستشفيات، تلك الأمور دفعت تلك الشريحة المتجمعية بإنجلترا لإعلان التمرد على أوضاعها في تحركات لم تحدث منذ أكثر من 100 عام.

 

وبعد أن نجح أكبر اتحاد تمريض في المملكة المتحدة أن يثير القلق في تحركاتهم بأواخر العام الماضي، يبدوا أنهم على موعد من معركة أكبر مما مرضت، وذلك في ظل التجاهل المتعمد من رئيس الوزراء البريطاني وحكومته لمطالبهم حول زيادة الأجور، وهنا أصبحت أصوات ناقوس الخطر مجلجلة، في ظل الحديث عن إضراب طويل قد يصيب المستشفيات ورعايتها المركزية للشلل التام لمدة تصل إلى 48 ساعة .. وتلك هي تفاصيل الأزمة.

 

تلك هي التحركات الجديدة 

 

والآن يستعد أكبر اتحاد تمريض في المملكة المتحدة لتصعيد الخلاف على الأجور مع الحكومة والذي سيطلب من الأعضاء العاملين في أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة وخدمات رعاية مرضى السرطان الانضمام إلى الجولة التالية من الإضرابات، وذلك وفق ما أعلنه قيادات الاتحاد عبر الصحف البريطانية.

 

وتخطط الكلية الملكية للتمريض (RCN) أيضًا للإعلان عن أول إضرابات مستمرة لمدة 48 ساعة تمتد ليومين وليلتين، وذلك بدلاً من قصر الإضراب على 12 ساعة من الساعة 8 صباحًا حتى 8 مساءً ، كما فعلوا حتى الآن في المرات السابقة التي تم تنفيذ الإضراب بها، حيث أبلغ الاتحاد قادة NHS يوم الجمعة بنواياه ، ومن المفهوم أنه تم إبلاغ داونينج ستريت ، مما أثار القلق بين كبار المسؤولين والوزراء.

 

 

معركة عض الأنامل لكسر الجمود .. وتعويضات لضمان المشاركة 

 

 

وفقا لتقرير مفصل نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، فإن تلك التحركات الجديدة لأطقم التمريض ومؤسساتها المدنية، تهدف إلى كسر الجمود مع الوزراء بشأن الأجور من خلال اتخاذ إجراء إلى مستوى جديد، وتقول النقابة إنها ستظل تعطي الأولوية للوفاء بالتزاماتها القانونية بعدم تعريض الحياة للخطر.

 

ولتعزيز الدعم من الأعضاء، فإن الاتحاد والكلية الملكية يدرسان زيادة مستوى إعانة الإضراب المدفوعة لممرضاتهم، والذين يفقدون أجر يوم واحد من NHS أثناء العمل ، حيث أن المعدل الحالي يبلغ 50 جنيهًا إسترلينيًا، وهو ما سيتم تغييره قبل البدء في تفعيل الإضراب

 

 

تلك هي الوسلة الوحيدة لتعليق الإضراب 

 

 

وعن إمكانية وقف تلك الإجراءات التصعيدية، فإن الاتحاد العام حدد عدة شروط للتراجع عن تلك الخطوة، ففي حين أن الطلب الرسمي الخاص بالراتب لـ RCN كان من أجل زيادة الأجور بنسبة 19 ٪ لهذا العام، ولكن أمينها العام بات كولين أوضح،  أنه سيلغي الإجراء إذا كان الوزراء مستعدين لمناقشة مطابقة عرض زيادة الـ7 ٪ والذي قامت به حكومة ويلز، وهو الأمر الذي أدى إلى تعليق الإضرابات هناك، حتى الآن، بينما تم منح الممرضات في إنجلترا جوائز يبلغ مجموعها 4٪ فقط، وهو المستوى الذي أوصت به هيئة مراجعة أجور NHS ، ورفض الوزراء تقديم المزيد.

 

وقال مصدر في RCN إن خطة تصعيد الإجراءات تهدف إلى حث قادة NHSعلى إقناع الوزراء بالاجتماع مع النقابات والتحدث عن الرواتب بعد شهور من رفض القيام بذلك، وفي وقت سابق من هذا الشهر، كتب كولين إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك نداءً مباشرًا لإجراء محادثات، كما ورد في الأوبزرفر، لكن شبكة RCNتقول إن رئيس الوزراء لم يرد وأنه لم يكن هناك اتصال مع وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية.

 

 

تفاصيل الإضراب خلال أيام 

 

 

من المتوقع الإعلان عن مواعيد الضربات القادمة والتغييرات التي طرأت على الطريقة التي سيجريها RCNفي غضون أيام، وذلك مع حدوث الجولة الأولى من العمل الجديد في غضون أسبوعين، ووافق الاتحاد على حوالي 5000 استثناء أو استثناء من الإضراب على المستوى المحلي مع مستشفيات NHS من خلال اللجان المشتركة لموظفي NHS و RCN، لكنها تقول الآن أنه سيتم إيقاف هذه الأمور.

 

وقال أحد المطلعين في النقابة: "يخشى قادة NHS هذا التصعيد ويجب عليهم ممارسة الضغط على الحكومة لإيقافه، فهم كانوا يتوقعون تصعيدًا لكنهم لم يستعدوا لإزالة اللجان وعملية التقييد التي تلاعب بها الكثيرون على المستوى المحلي، فلقد رأينا أقلية من ممرضات إدارة المستشفيات يتنمرون على الممرضات لكسر الإضراب الأخير".

 

الأزمة قد تتفاقم مع انضمام عمال الإسعاف 

 

ومما ينذر بتفاقم الأزمة إذا ما قرر الممرضات تفعيل الإضراب، ما سيحدث خلال هذا الأسبوع، حيث سيتم إغلاق بطاقات اقتراع عمال الإسعاف في Unison الذين لم يضربوا بعد، مما يعني تصعيدًا محتملاً للعمل في خدمات الإسعاف، وقد أشارت أرقام الأسبوع الماضي من NHS England إلى إلغاء حوالي 137000 تعيينًا منذ بدء إضرابات NHS في ديسمبر الماضي، ويقول يونيسون إن هذا سيعني أن ما يصل إلى 250 ألف مريض قد يواجهون تأخيرات في المواعيد بحلول أواخر الربيع ، إذا سمحت الحكومة بإطالة النزاع.

 

وقالت مديرة الصحة في Unison ، سارة جورتون: "يمكن للحوار أن يحقق أشياء عظيمة، لذلك على رئيس الوزراء أن يجربها، وقد أظهرت الحكومات في أماكن أخرى بالمملكة المتحدة أنه من الجيد التحدث إلى النقابات، فهذه هي الطريقة الوحيدة لحل النزاعات، وللأسف ريشي سوناك رئيس الوزراء، يقول إن بابه مفتوح ولكن بدون دعوة إلى طاولة المفاوضات الأسطورية، فلذلك ليس أمام موظفي NHS خيار سوى الاستمرار في الإضراب".

 

وزارة الصحة تحذر من بدء الإضراب 

 

فيما حذرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية ببريطانيا من هذا الإضراب، وقال مصدر من وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "إنه لأمر مخيب للآمال أن تصعد RCN إضراباتها، فتلك الإجراءات الصناعية في NHSتؤثر بالفعل على المرضى، حيث تم إلغاء أكثر من 80000 موعد حتى الآن، وستؤدي هذه الإضرابات الإضافية، مع الوعود بتغطية أقل ليوم الإضراب، إلى تفاقم هذا التأثير وتعريض المزيد من المرضى للخطر".

 

وتابع المصدر: "كان وزير الرعاية الصحية والاجتماعية واضحًا في رغبته في مواصلة النقاش مع النقابات حول ما هو عادل وميسور التكلفة كجزء من عملية الدفع 2023/24 ، بما في ذلك المخاوف المتعلقة بالأجور والظروف وعبء العمل لإيجاد طرق لجعل NHS مكانًا أفضل للعمل من أجل الجميع، وأولويتنا هي الحفاظ على سلامة المرضى، ولقد جربت NHS واختبرت الخطط الموضوعة لتقليل الاضطراب وضمان استمرار خدمات الطوارئ في العمل ".

 

 

الإضراب هو الأول منذ 106 أعوام 

 

 

وكانت الخطوة الأولي للإضراب، يومَي 15 و20 ديسمبر، وذلك عندما نفذ الممرضات إضرابا هو الأول منذ 106 أعوام، والذي اعتبرها المراقبون خطوة غير مسبوقة، ومؤشر على خطورة الأزمة الاقتصادية في المملكة المتّحدة وسط إضرابات في كثير من القطاعات لم تشهدها البلاد منذ عقود.

 

وقالت حينها بات كولين، الأمينة العامّة لاتّحاد الكلّية الملكيّة للتمريض، إنّ الممرضات ضقن ذرعًا، مضيفة، كفى رواتب مُتدنّية، كفى عجزًا عن إعطاء المرضى الرعاية التي يستحقّونها، وقد تمّ التصويت في 9 نوفمبر لصالح هذا الإضراب غير المسبوق في تاريخ الكلّية الملكيّة التي أنشئت قبل 106 سنوات. وأعلن الاتّحاد الجمعة عن يومين من التحرّك، في 15 و20 ديسمبر بعد "رفض الحكومة التفاوض".