EN 
قام مئات الأشخاص بإجلاء بلدة في أوهايو بـ الولايات المتحدة الأمريكية بعد خروج قطار شحن يحمل مواد خطرة عن مساره في 3 فبراير الماضي واضطرت الشركة إلى تنفيس وحرق المواد الكيميائية المسببة للسرطان من عربات القطار المحطمة، وفقا لموقع أكسيوس الأمريكي.
وكان قطار نورفولك يسحب ما لا يقل عن خمس عربات صهريج تحتوي على كلوريد الفينيل، وهو غاز عديم اللون ولكنه خطير يستخدم لإنتاج منتجات البلاستيك والفينيل PVC.
وقال مسؤولو شركة نورفولك ساوثرن المسؤولة عن القطار، إن بعض العربات التي تحمل كلوريد الفينيل لم يتم اختراقها أثناء الحادث ولكنها كانت معرضة لخطر الانفجار، لذلك أطلقت الطواقم محتوياتها وأحرقتها في 6 فبراير، مما أدى إلى تصاعد عمود دخان هائل فوق المدينة لعدة ساعات.
وقال حاكم ولاية أوهايو، مايك ديواين، يوم الثلاثاء، إنه أذن بتشغيل إطلاق وحرق كلوريد الفينيل في موقع التحطم، مضيفا أن المسؤولين واجهوا خيارين سيئين بين احتمال ترك سيارة تحتوي على المادة تنفجر أو القيام بالإطلاق.
سبب عطل القطار
ويعتقد أن مشكلة ميكانيكية في عربة واحدة من 150 عربة بالقطار هي سبب انحراف ما لا يقل عن 50 عربة، على الرغم من أن المجلس الوطني لسلامة النقل لم يتخذ بعد قرارا رسميا بشأن السبب.
وأظهرت لقطات أمنية تم التقاطها بـ ولاية أوهايو قبل الانحراف عن مساره، شرارات أو ألسنة اللهب تحت واحدة على الأقل من عربات القطار، التي كانت تنقل البضائع من ماديسون، إلينوي، إلى كونواي، بنسلفانيا.
وكانت أربع سيارات صهريج أخرى على الأقل متورطة في الانحراف تحمل ما لا يقل عن أربع مواد كيميائية مختلفة أخرى وهم إيثيلين جلايكول مونوبوتيل إيثر، إيثيل هكسيل أكريلات، إيزوبوتيلين وبوتيل أكريلات، وفقا لقائمة أرسلتها نورفولك ساوثرن إلى وكالة حماية البيئة ، التي أصدرتها في 12 فبراير، وفقا لموقع أكسيوس.
في القائمة ، قال نورفولك ساوثرن، إن السيارات التي تحمل بوتيل أكريليت وإيثيل هكسيل أكريليت قد تم اختراقها وتم إطلاق كل أو بعض المواد الكيميائية أثناء الحادث.
ووصفت حالة العربة التي تحمل إيثيلين جلايكول مونوبوتيل إيثر بأنها "غير معروفة" ، بينما قالت إن عربة إيزوبوتيلين احترقت ولكن لم يتم اختراقها.
تأثر السكان بالكارثة البيئية
وبعد يومين من تنفيس الشركة وحرق كلوريد الفينيل، سمح لسكان البلدة في ولاية أوهايو الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم لكنهم اشتكوا من الروائح والصداع والغثيان وأمراض أخرى، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وتم ربط التعرض الحاد لمستويات عالية من كلوريد الفينيل، وهو مادة مسرطنة بشرية مصنفة، في الهواء بتأثيرات الجهاز العصبي المركزي، في حين ثبت أن التعرض المزمن يسبب تلف الكبد، بما في ذلك شكل نادر من سرطان الكبد، وفقا لوكالة حماية البيئة.
وعندما يحترق كلوريد الفينيل فإنه يتحلل إلى كلوريد الهيدروجين والفوسجين، وفقا للبرنامج الدولي للسلامة الكيميائية، ويعتبر الفوسجين شديد السمية وقد استخدم على نطاق واسع خلال الحرب العالمية الأولى كعامل اختناق، في حين أن كلوريد الهيدروجين مزعج ومسبب للتآكل لأي نسيج يتلامس معه.
وقالت وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، يوم الأحد، إنها لم ترصد أي "مستويات قلق" من المواد الخطرة التي تم إطلاقها أثناء أو بعد الحادث، على الرغم من أن الوكالة تواصل مراقبة الهواء في جميع أنحاء أوهايو، بما في ذلك داخل 210 منازل على الأقل.
تلوث البيئة بسبب الكارثة الكميائية
وأضافت وكالة حماية البيئة، أنها تحقق أيضا في تلوث التربة والمياه السطحية بالقرب من موقع التحطم وجمعت المواد المنسكبة في مجرى قريب.
وأشارت الوكالة إلى أن نورفولك ساوثرن أقامت سدا ونظام تجاوز المياه في المجرى لمنع تلوث مياه المصب، على الرغم من أنها لم تذكر متى تم تركيبها.
وتقدر إدارة الموارد الطبيعية في ولاية أوهايو أن 3,500 سمكة من 12 نوعا مختلفا، لا أحد منها مهدد بالانقراض، ماتت بعد الحادث عبر ما يقرب من 7.5 ميل من الجداول جنوب المدينة، حسبما قالت مديرة المارود الطبيعية في ولاية أوهايو، ماري ميرتز، يوم الثلاثاء.
وأضافت ميرتز، أن الإدارة ليس لديها دليل على تأثر الأنواع غير المائية بالمواد الكيميائية التي تم إطلاقها أثناء أو بعد الانحراف.
ومن جانيها، قالت تيفاني كافاليك، رئيسة قسم المياه السطحية في وكالة حماية البيئة في أوهايو، إن مجرى الكبريت لا يزال ملوثا، لكن الوكالة تعتقد أن التلوث تم احتواؤه ولا يتحرك في اتجاه مجرى النهر.
رفع دعاوي قضائية ضد الشركة
وقد أرسلت وكالة حماية البيئة إلى نورفولك ساوثرن خطاب إشعار عام بالمسؤولية المحتملة في 10 فبراير الماضي، قالت فيه إنها قررت أن الشركة "قد تكون مسؤولة بموجب قانون الاستجابة البيئية الشاملة والتعويض والمسؤولية عن تنظيف الموقع أو التكاليف التي تكبدتها وكالة حماية البيئة في تنظيف الموقع.
وقال كونور سبيلميكر، كبير مديري الاتصالات في نورفولك ساوثرن، لأكسيوس يوم الاثنين، إن الشركة تلقت خطاب وكالة حماية البيئة وأكدت لهم أننا قمنا وسنواصل أداء أو تمويل المراقبة البيئية والمعالجة.
وحتى الآن ، تم رفع أربع دعاوى قضائية جماعية على الأقل ضد نورفولك ساوثرن بسبب الحادث ، مدعية الإهمال.
وفي بيان صحفي في 14 فبراير، قالت الشركة إنها تبرعت بمبلغ 1.2 مليون دولار لعدد من العائلات المتضررة من الكارثة البيئة لتغطية النفقات التي تكبدوها من عمليات الإجلاء وكانت بصدد تقديم المساعدة للشركات المحلية.
وأضافت الشركة أنها أكملت حتى الآن أكثر من 400 اختبار هواء في المنزل مع وكالة حماية البيئة والتي لم تظهر أي اكتشافات للمواد المتعلقة بالحادث ولا تشير إلى خطر على الصحة.
كما أعلنت الشركة في 13 فبراير الماضب، أنها تبرعت بمبلغ 220 ألف دولار لإدارة الإطفاء في البلدة لاستبدال أجهزة التنفس التي يستخدمها رجال الإطفاء ومبلغ مالي آخر للصليب الأحمر في أوهايو لعمل ملجئ للمتضريين من الحادثة، ونحو 25 جهاز لتنقية الهواء للسكان.
وأشارت الشركة إلى أنها تنتظر نتائج العينات المأخوذة من آبار إمدادات مياه الشرب ونظام مياه الشرب والآبار الخاصة في المناطق التي يحتمل أن تتأثر، وبدأت في حفر التربة من موقع التحطم وستقوم بأخذ عينات من التربة قبل التخلص منها.
