الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بمناسبة إعلان إنتاج فيلم وثائقي عنه..

يوسف إدريس.. أحد مبدعي الجيل الذهبي من كُتَّاب المسرح المصري

يوسف إدريس
يوسف إدريس

حقق الكاتب يوسف إدريس، الذي تم الإعلان عن إنتاج فيلم وثائقي عن مسيرته، شهرته في القصة القصيرة والرواية، ويعد من أبرز فرسان الكتابة المسرحية منذ ستينيات القرن الماضي، وأحد مفكري الأدب المسرحي، وله إسهامات تنظيرية مهمة، منها كتاب «نحو مسرح عربي»، وعُرضت مؤلفاته على خشبة المسرح المصري، وأثنى عليها الجمهور والنقّاد، واستمرت مسيرته الإبداعية حتى رحيله في مطلع أغسطس عام 1991.

 

يوسف إدريس، ولد سنة 1927 في البيروم التابعة لمركز فاقوس، محافظة الشرقية، مصر، وحاز على بكالوريوس الطب عام 1947 وفي 1951 تخصص في الطب النفسي، وكان والده متخصصاً في استصلاح الأراضي ولذا كان متأثراً بكثرة تنقل والده وعاش بعيداً عن المدينة وقد أرسل ابنه الكبير (يوسف) ليعيش مع جدته في القرية.

 

لما كانت الكيمياء والعلوم تجتذب يوسف فقد أراد أن يكون طبيباً، وفي سنوات دراسته بكلية الطب اشترك في مظاهرات كثيرة ضد المستعمرين البريطانيين ونظام الملك فاروق، وفي 1951 صار السكرتير التنفيذي للجنة الدفاع عند الطلبة، ثم سكرتيراً للجنة الطلبة، وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وأبعد عن الدراسة عدة أشهر، وكان أثناء دراسته للطب قد حاول كتابة قصته القصيرة الأولى، التي لاقت شهرة كبيرة بين زملائه.

 

وعمل كطبيب بالقصر العيني 1951-1960؛ حاول ممارسة الطب النفساني سنة 1956، مفتش صحة، ثم صحفي محرر بالجمهورية، 1960، كاتب بجريدة الأهرام، 1973 حتى عام 1982، وسافر عدة مرات إلى جل العالم العربي وزار (بين 1953 و1980) كلاً من فرنسا، إنجلترا، أمريكا واليابان وتايلندا وسنغافورة وبلاد جنوب شرق آسيا. عضو كل من نادي القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادي القلم الدولي.

 

منذ سنوات الدراسة الجامعية وهو يحاول نشر كتاباته، وبدأت قصصه القصيرة تظهر في المصري وروز اليوسف، وفي 1954 ظهرت مجموعته أرخص الليالي، وفي 1956 حاول ممارسة الطب النفسي ولكنه لم يلبث أن تخلى عن هذا الموضوع وواصل مهنة الطب حتى 1960 إلى أن انسحب منها وعين محرراً بجريدة الجمهورية وقام بأسفار في العالم العربي فيما بين 1956-1960. في 1957 تزوج يوسف إدريس.

 

وفي 1961 انضم إلى المناضلين الجزائريين في الجبال وحارب معارك استقلالهم ستة أشهر وأصيب بجرح وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده في سبيلهم وعاد إلى مصر، وقد صار صحفياً معترفاً به حيث نشر روايات قصصية، وقصصاً قصيرة، ومسرحيات.

 

وفي 1963 حصل على وسام الجمهورية واعترف به ككاتب من أهم كتّاب عصره إلا أن النجاح والتقدير أو الاعتراف لم يخلّصه من انشغاله بالقضايا السياسية، وظل مثابراً على التعبير عن رأيه بصراحة، ونشر في 1969 المخططين منتقداً فيها نظام عبد الناصر ومنعت المسرحية، وإن ظلت قصصه القصيرة ومسرحياته غير السياسية تنشر في القاهرة وفي بيروت. وفي 1972، اختفى من الساحة العامة، على أثر تعليقات له علنية ضد الوضع السياسي في عصر السادات ولم يعد للظهور إلا بعد حرب أكتوبر 1973 عندما أصبح من كبار كتّاب جريدة الأهرام.

 

وانضم إدريس إلى الجيل الذهبي من كُتَّاب المسرح المصري، منهم نعمان عاشور وعبدالرحمن الشرقاوي وألفريد فرج ولطفي الخولي وسعدالدين وهبة، وأصدَّر في عام 1958 مسرحية «اللحظة الحرجة» التي اصطدمت مع الرقابة في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وظلت ممنوعة من العرض سنوات طويلة، حتى عُرِضَت بعد رحيله في منتصف التسعينيات بمسرح محمد فريد في القاهرة، وأجريت عليها بعض التعديلات التي أخلّت بالنص الأصلي.

 

ولجأ إدريس في «اللحظة الحرجة» إلى الواقعية الرمزية، وتدور أحداثها حول قصة أب «الحاج نصَّار» بدأ حياته نجارًا متجولًا، واستطاع بفضل اجتهاده أن يؤسس ورشة يقوم بإدارتها، وبعد تقدمه في العمر، حلَّ محلَّه ابنه الأكبر «مُسعَد»، بينما واصل ابنه الثاني «سعد» تعليمه الجامعي، وابنته على وشك الزواج، ويَعْتَبِر الأب هؤلاء الأولاد مع الورشة ثروته الحقيقية، ويَحْرِص عليها حرصًا شديدًا، ولا يقبل أن يعرضهم لأي خطر.

 

ويعرض الفيلم الوثائقى يوسف إدريس الذى يوثق حياة ودور الأديب المصرى الكبير صاحب الأوجه المتعددة وصاحب الشخصية المركبة والغنية بالتمرد والجنون والخفايا والتفاصيل.

 

الفيلم ينقب عن الأسرار والثوابت التى شكلت عالمه الإبداعى المتفرد فى مجالات القصة والرواية والمسرح والمقال، كما يكشف عن منابع الوعى والهوية المصرية التى حددت اختياراته فى الحياة وشهدت على مواقفه من القضايا الوطنية وتجربة الاعتقال وثورة يوليو ورؤساء مصر السابقين.

 

الفيلم ينصف ذكرى يوسف إدريس ويكشف للجمهور عن ملامح مشروع يوسف إدريس وخصوصية لغته ومنجزه الإبداعى وإسهاماته فى مجالى المسرح والسينما ومشاريع إعادة إنتاج أعماله.

 

لم ينس صناع العمل تقديم صورة عميقة وبسيطة لأبطال يوسف إدريس الريفيين وأولئك الذين يعيشون في أطوار و تحولات سريعة في المدينة.

 

يقدم الفيلم يوسف إدريس الطبيب الجراح الذى شرحت أعماله أقنعة الواقع الذى يبتلع الجميع من خلال شخصيات جديدة أمثال شهرت في قاع المدينة و فتحية في النداهة و لى لى في قصته أكان لا بد يا للى أن تضيئى النور.

 

فيلم «يوسف إدريس»، يحكى ويرصد كثيرا من الحكايات والتحولات الفارقة في مسيرة يوسف إدريس الذى قال في نهاية حياته حتى نهايتى أريدها بداية متعتى الكبرى أن أتفاجأ أريد أن أبدأ و أن تكون البداية بداية لبداية أمتع فأنا لا أحب النهاية.