من المُسلم به أن الله يراعي قلب كل إنسان رحيم يُشفق على الكائنات الحية والمخلوقات التي لا تستطيع التعبير عن احتياجاتها ولا تستطيع الحصول على طعامها وشرابها، وهناك الكثير من البشر الذين يجدون ضالتهم في الرفق بالحيوان، وواحد من بين هؤلاء هو "عاطف السيد" أو الشهير بــ"عاطف الوي".
18 عاما من الرفق بالحيوان
عم عاطف صاحب الــ70 عاماً، من أشهر قاطني منطقة الدرب الأحمر- حي المغربلين، وجميع أهل منطقته يعرفوه جيداً، ولكن من العجيب أن ليس أهل منطقته فقط من يعرفوه بل آلاف القطط والكلاب يعرفونه وينتظرونه يومياً ويركضون جميعاً خلفه عندما يروه، ليحصلوا على الطعام الذي يُحضره لهم يومياً طوال 18 عاماً (لم ينقطع يوماً).
قال عاطف لـ صدى البلد: "بقالي 18 سنة بعمل كدة.. وده بسبب أن زمان في ناس عملت أعمال لبناتي الثلاثة وأمهم، وروحت لشيوخ كتيرة بس موصلتش لحل، وبعد كدة نقلت من بيتي وروحت بيت جديد.. ولما روحنا البيت الجديد لقينا راجل جايب لينا قطتين صغيرين.. وفعلاً دخلتهم البيت ولقيتهم بيلعبوا.. ومن بعد ما القطط دخلوا البيت الدنيا كلها اتحولت للاحسن.. وبعتت الشفا لبناتي وأمهم .. ومن وقتها قولت أني لازم أساعدهم".
تقديم واجب العزاء لكلب
من الملفت أن عاطف عندما يتحدث عن القطط والكلاب الذين يُطعمهم لا يقول عنهم سوى "الجماعة" حتى انه يُطلق أسماء عليهم وعندما ينادي على أحدهم بأسمه يركض إليه.
ولعم عاطف قصة شهيرة، حيث إنه قام بعمل "عزاء لكلب" بعدما دافع الكلب عنه أثناء محاولة سرقة تصدى لها عم عاطف.
قال: "كان في حرامي عايز يسرق ولما روحت عشان أوقفه راح مطلع سلاح عشان يضربني بيه.. وكان الكلب معايا.. راح الكلب هو اللي فداني.. ولما مات عملتله عزا.. ومن حبي فيه شغلتله قرآن وجبت كراسي والناس في الحارة قعدوا فعلاً.. وفي ناس تعاطفت معايا وفي ناس قعدت تضحك".
قطة أحضرت له 2000 جنيه
من بين القصص التي تحدث عنها عم عاطف حول علاقته بالقطط والكلاب، قال: “كنت قاعد أمام المحل الساعة 3 الفجر.. ووقتها كنت شغال على تاكسي.. وفي الوقت ده كنت محتاج فلوس عشان أجدد رخصة التاكسي، لقيت ساعتها قطة أنا مسميها (الحجة) جيالي ومعاها شنطة حطتها قدامي فيها 2000 جنيه.. وتاني يوم فضلت أمشي احكي للناس جيراني في الحارة وواحد منهم لما سألني أنهي قطة.. ورتهاله وأول ما شافها جري”.
وأكد عم عاطف أن جيرانه في المنطقة ليسوا غاضبين من إطعامه للكثير من القطط والكلاب خاصة أن أعدادهم كبيرة للغاية ويتجمعون ويركضون خلفه للحصول على الطعام، وبالتأكيد هناك بقايا للطعام قد تغضب البعض أحياناً، ولكن عاطف قال: "محدش هنا بيتضايق لإني بحط الأكل على الجوانب، وبيكون في نضافة مستمرة بعد ما القطط والكلاب بتاكل".
وفي وسط حديث عاطف يقول دائما: "القطط ملايكة ومفيش حاجة اسمها قط شيطان.. وجودهم حواليا شفالي بناتي وأمهم.. ومن وقتها بقيت بأكلهم وأشربهم".
وحول رسالته في الدنيا يقول عاطف: "أنا مش باصص لدنيتي.. أنا باصص لآخرتي.. ولما بنزل أدفن بشوف حاجات جميلة".