الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكايات الباروكة للمرأة الفرعونية.. صناعة الجمال في الدولة القديمة.. صور

الباروكة في مصر الفرعونية
الباروكة في مصر الفرعونية

"الباروكة"، لم تكن ظاهرة حديثة، فهي متواجدة منذ العصور القديمة، وتعد إحدى طرق صناعة الجمال في مصر القديمة، فأظهرت المناظر الملكية التي مثلت كبار رجال الدولة في مصر الفرعونية، استخدام باروكات رسمية منذ عصر بداية الأسرات، فقد جرت العادة حسب ما جاء في كتاب «سيدة العالم القديم» للدكتور زاهي حواس، بالنسبة لعلية القوم من الجنسين بأن يقصوا شعورهم الطبيعية قصا قصيرًا جدًا، ربما لجلب الإنتعاش وعدم الإحساس بالحرارة في الصيف، أو النظافة والصحة العامة، أما الكهنة فقد كانوا ملتزمين بلحق كل شعوهم طالما كانوالا في خدمة المعابد.

 

 

الباروكة في مصر الفرعونية

وفى العصور المتأخرة ظلوا حليقي الروس دائما، وقد سجل "هيرودوت"، ضمن معلوماته الخاطئة قوله: "كان الكهنة يحلقون كل شعر أجسامهم كل يوم حتى يكونوا طاهرين عند إقامة الشعائر وخلوا من القمل وغير ذلك من القاذورات"، وتجدر الإشارة إلى ظهور القمل وبيضه في بعض المومياوات، وكانت هناك أمشاط ذات أسنان رفيعة جدا تستخدم لتخليص الشعر من الطفيليات، وساعد الشعر المستعار فوق الشعر المقصر أو الرءوس الحليقة على مواصلة النشاط اليومي بدون عناء.

وقد تبين للباروكة في العصور المتأخرة ميزة واضحة بما كان من تمشيط الشعر وتشكيله فى طرز مختلفة في دقة تثير الدهشة، وقد تبينت آثار لشمع العسل على بعض باروكاتهم بما قد يفسر بالعمل على تموج خصلات الشعر وتضفيره وتثبيته على هيئة معينة مدة طويلة، كما عرفت أداة كالمقص ذات نصل مدبب واحد، يساعد على لف جدائل الشعر أو تجعيده وثنى أطرافه أو كانت الباروكات تصنع في العادة من الشعر الطبيعي الأسود أو البني الداكن جداً، وربما كثافته بألياف نباتية، وكانت خصلات الشعر تربط أو تثبت في خيوط أو ألياف وتعقد في الشبكة التي تكون أرضية أو هيكل الباروكة. وقد عثر على نموذج فريد الرأس في جبانة طيبة ذات خطوط سوداء تظهر الشكل الأساسى لأرضية الباروكة وطريقة ربط الخصلات، وكان تصفيف الشعر شان طرز الملابس يتغير خلال العصور.

وقد ظهرت النساء في الدولة القديمة أحيانا بالشعر المقصر الذي يبدو غالبا شعراً طبيعياً، وإن غلب عليهن الظهور بالباروكات ذات الشعر الطويل، ويمكن من بعض طرز الباروكة أو أساليب التمشيط تأريخ التمثال ونسبته إلى زمن بعينه، فقد اتخذت نساء الأسرة الثالثة على سبيل المثال باروكة من جدائل أو خصلات منتظمة مفروقة في الوسط، منسدلة إلى ما تحت الكتفين.

 

 

 

أميرات ارتدين الباروكة في مصر القديمة

ويقطع هذا الطراز يقينا بأن تلك الباروكة من الأسرة الثالثة، ويتضح ذلك في تمثال من الدبوريت بمتحف لورين للأميرة "رجي چي" ابنة الملك "زوسر" فيما يظن، لما يجمع بينهما من تشابه ملامح الوجه، خاصة امتلاء الوجنتين، والشفتين، إذ ينسدل شعر الباروكة مسترسلاً على الكتفين أعلى الصدر حول العنق وأعلى الظهر، وقد سمى هذا النموذج بالباروكة الثلاثية، واستمر طوال عصور الحضارة المصرية، وإن اختلفت الأطوال باختلاف العصور، حيث تنكشف الأذنان أو تختفى، ومن النماذج الرقيقة من ذلك العصر كذلك باروكة "نست" زوجة "سبا" بمتحف اللوفر.

وقد اختلفت هذه الباروكة في الأسرة الرابعة وظهر بدلاً منها الباروكة الطويلة العادية بدون الجزأين أو الشعر المقصوص قصاً قصيراً جداً، ويتضح هذا في مناظر "مرس" عنخ بالشعر الطبيعي القصير معصية بأكليل من زهرات اللوتس، ومن صور أمها "حتب حرس" بالباروكة الطويلة بدون الجزأين وهي من سمات الأسرة الرابعة.

وقد شاعت الباروكات القصيرة نسبياً في الأسرة الخامسة، وكانت معروفة في الوسط تصل إلى ما فوق الكتفين كباروكات نساء الأسرة الثالثة، وإن اختلفت في قصر الشعر، ومن أجمل نماذجها باروكة تمثال زوجة كاعبر المعروف بشيخ البلد بالمتحف المصرى، ثم كان في الدولة الوسطى نموذج جديد هو الباروكة المنتفخة الطويلة التي تجاوز الكتفين، حيث يلتف طرفاها في شكل حلزوني أعلى الصدر، وقد بلغ من شيوعها أن عرفت باسم باروكة حتحور،  وبها صورت الملكة نفرت زوجة سنوسرت الثاني، بل وتعد أول من اتخذتها.

وترى الملكة كاويت على تابوتها الحجري جالسة تتطلع إلى مرأة في يدها على حين شغلت وصيفة لها بإضافة جدائل شعر إلى شعرها الطبيعي المجعد القصير من خلفها، إذ ترى الخصلتان تشبكان بالدبابيس، وقد ترى شبها في إضافة جدائل الشعر المستعار إلى الشعر الطبيعي بما هو شائع اليوم بين نساء الأفارقة، كما صورت الملكة "عاشيت" على تابوتها الحجرى بالمتحف المصرى جالسة تشم زهرة اللوتس وتقوم على خدمتها وصيفة تمسك بقنينة عطر وريشة، ولعلها تعطر المكان يغمس الريشة في العطر، وكان الشعر المستعار كذلك معروفا وشائعا في المومياوات زيادة في كثافة شعر العجائز، وفي الدولة الحديثة كان الشعر الطبيعي المقصوص يظهر أحيانا، كما ظهر عند بنات أخناتون مع ماعرف بجديلة الصبا على الجانب الأيمن من الرأس، وتحلق عند البلوغ، وكان شائعا كذلك بين البالغات لم الشعر إلى الخلف وعقده من أعلى في شكل ذيل حصان مع ترك جملة من جدائل رفيعة تسقط فوق الأذنين.

وفي تنوع هذه التصفيفة ما يدعو إلى الظن بأنها كانت تنفذ في الشعر الطبيعي فقط لا الباروكة، أما المسنات ونساء الطبقات العليا فكن يتخذن الباروكة التقليدية الثلاثية، مع تعديل جديد، أكثر كثافة وأكثر انتفاضاء وكانت تغطى الكتفين تماما وتحجب الأذنين.