الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد صدور كتابها قاهرة المماليك..

رضوى زكي لـ «صدى البلد»: قاهرة المماليك محاولة لقراءة تاريخ مصر من خلال العمارة.. وكتبي الأكثر مبيعا|حوار

الباحثة رضوى زكي
الباحثة رضوى زكي

ألهمت الكاتبة والباحثة في الآثار والعمارة الإسلامية والمحبة للتراث رضوى زكي الكثير من القراء المحبين لمجال الآثار، إذ ابتعدت بكتابتها عن التعقيد، ولجأت للغة السلسة المبسطة لإيصال فكرتها، لأكبر قدر من القراء.

 أرادت الدكتورة رضوى زكي دومًا طرح أفكار وزوايا مختلفة عن الثقافة المعمارية والحضارة الإسلامية في مصر، تتبعت التاريخ كله والحضارات المختلفة، التي وجدت على أرض مصر، وسلطت الضوء أيضًا عليها في 5 مؤلفات، وكان أجدد أعمالها كتاب «قاهرة المماليك من العمارة الإسلامية للبحث عن هوية وطنية مصرية». 

 الحوار التالي  محاولة لتقديم الأفكار التي ناقشتها خلال كتابها الأخير، والصادر عن دار نهضة مصر.  

 

في البداية أريد أن أعرف ما الذي دفعك لكتابة قاهرة المماليك؟

 

الكتاب يمثل مشروع بدأت التفكير فيه منذ 2018 وهو «قاهرة المماليك من العمارة الإسلامية للبحث عن هوية وطنية مصرية» فقد أردت دومًا البحث كان في تاريخ العمارة المصرية لأني أهتم بها بشكل خاص، وهو جزء من مشروعي الأهم الذي يهدف لتقييم ثقافة تاريخية معمارية، فهذا النوع من الدراسات نادرًا ما يتم تناوله من جانب المتخصصين، ولا يهتم به غير المختصين؛ لذلك هدفي من نشر الكتب هو تقديم معلومات هامة، تتناول جوانب من تاريخ مصر عن طريق العمارة لعامة الناس، بأسلوب سلس.

بدأت بكتابة موضوع الكتاب منذ 2018، وكنت أرجع له وأتركه كل فترة نظرًا لانشغالي بأشياء أخرى، إلى أن  أنجزته في 2022، وهو من الموضوعات التي أفكر فيها دومًا، نظرًا لأن حقبة المماليك هي الأطول خلال تاريخ مصر العربية أو الإسلامية، إذ يظن كثيرون أنهم حكموا لمدة 3 قرون، ولكن وجودهم وحكمهم من وراء الستار كان أقدم من ذلك، وتحديدًا منذ عهد ابن طولون، وحتى عندما جاء العثمانيون مصر، فبشكل رسمي لم يحكموا خلال تلك الفترة، ولكنهم كانوا مثل النار تحت الرماد فقد ظلوا متواجدين، إلى أن تم القضاء عليهم على يد محمد علي خلال مذبحة القلعة عام 1811.

لماذا بدأت بعصر المماليك تحديدًا وما سبب رصدك للفترات التاريخية منذ بداية عهد المماليك وصولًا إلى اللحظة الراهنة؟

 

بالنسبة لي فالمماليك ظلوا في السلطة لفترة طويلة، وكان لهم أثر فني ومعماري طويل، وقد أثروا بشكل كبير في الثقافة المصرية والعربية، وهي بالمناسبة أقرب ثقافة بالنسبة إلينا، والمثير للإعجاب بالنسبة لي والدافع لكتابة هذه الكتاب هو أن الأثر الفني، والمعماري للمماليك استمر حتى بعد سقوط دولتهم، ورجع مرة أخرى بقوة خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكذلك العشرين من خلال أشكال معمارية قام بها الأجانب، وهي ظاهرة دفعتني لدراسة العصر المملوكي بشكل خاص، ولذلك سميت كتابي باسم «قاهرة المماليك»، فقد أضافوا للقاهرة الكثير من الفن، والمعمار، باعتبارها العاصمة، وقد بنوا فيها عدد كبير من المنشآت خلال فترة حكمهم.

والكتاب من وجهة نظري يصنع تاريخا آخر مواز من خلال التاريخ والسياسة، والعمارة، في مصر خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وفي بداية القرن الـ20 وحتى نهاية حكم عبد الناصر، وقد تناول كل هذه الأمور من خلال السياسة والتاريخ، ولكن بشكل عام أرى أنه لم يتم قراءة عمارة وتاريخ مصرمن خلال العمارة، وهذا ما أردت تناوله داخل الكتاب.

 

غلاف كتاب رضوى زكي «قاهرة المماليك»

 

وما هو إذن مفهومك عن فكرة الهوية؟

 

تعريف الهوية شائك جدًا، والحديث عنها ليس سهلًا، وهذا جزء ناقشته خلال كتابي، لأننا بشكل عام لا نعرف كيف نُعرف الهوية، لأنها مسار جدل، وهذا الجدل بدأ مع بداية القرن العشرين، خاصةً بعد أن خرجت مصر من تحت عباءة الاحتلال العثماني، وخلال تلك الفترة تساءل الشعب وأيضًا الحكام سؤالًا وقالوا «نحن ننتمي لمن؟»، فنحن على مدار قرون طويلة كنا نتبع خلافة ما، لذلك تساءلوا.. هل نحن مسلمين أم عربًا عربًا، أم أقباطًا، أو حتى مصريون قدماء؟ والإجابة عن هذه الأمر ليست سهلة أبدًا، فالمفترض أن تعريف الهوية، يهدف لتعريف النفس للآخر، وبالنسبة لي فخلال كتاباتي أحاول  دومًا إلقاء الضوء على الهوية، سواء من خلال التاريخ أو العمارة، فمصر تختلف خلال الحضارة العربية الإسلامية عن أي مكان آخر، فدائمًا ما يحدث تفاعل بين هذه الحضارة في عصور مختلفة أو فترات متباعدة، وفي كتابي «العناصر المعمارية الفرعونية»  تحدثت عن التفاعل بين الآثار القديمة في مصر، وبين مصر العربية من خلال إعادة استخدام المسلمين للعناصر المعمارية في مصر القديمة، وفي كتاب «إرث الحجر» تناقشنا في نفس الموضوع، ولكن على نطاق أوسع، أما كتاب «مصريات عربية» فقد تحدثت خلاله عن أهم ملامح الحضارة العربية الإسلامية الموجودة في مصر، واختلافها عن أي مكان آخر، فهذه الأفكار تصب في فكرة الهوية المصرية.
 

 لننتقل لجزء آخر..  هل تحصل كتب الآثار والتراث على مبيعات كبيرة في الوقت الراهن؟

 

 كتبي هي الأكثر مبيعًا في دور النشر الأربعة التي نشرت فيها، وأعتقد الكتب الخاصة بالآثار والتراث ليست ضمن الأفضل مبيعا إذ ما تم مقارنتها بالكتب التاريخية، لأن الكتب التاريخية في الوقت الراهن أصبحت واحدة من ضمن الكتب التي ينتظرها جمهور القراء بشكل مستمر، لكن بطبيعة الأمر فالكتب الأدبية مثل: الروايات دومًا تكون الأفضل مبيعًا، وهذا لا يمحي أن هناك كتب تحوز على إعجاب القراء في هذا المجال ولكن لن تنافس بالطبع الكتب التاريخية.

ماذا عن أعمالك القادمة؟

أفكر في الكثير من الأمور، ولكن لم أستقر عليها بعد، وأنا لست من المؤلفين ممن يحرصون على تقديم كتابًا كل عام، لأن ما يهمني القيمة، فخلال عام 2019 قدمت كتابين في ذات الوقت وفي 2020 أصدرت كتاب واحد فقط، ولم أقدم أعمال جديدة حتى عام 2023، لأن ما يهمني هو تقديم محتوى جديد ومختلف.

B997996C-87EE-4A69-B368-B750DB2BC0C6
B997996C-87EE-4A69-B368-B750DB2BC0C6