الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عائشة المراغي: عبد الفتاح الجمل الأب الروحي لجيل الستينات ويختلف كليًا عن أي مبدع آخر|حوار

صدى البلد

اهتمت الكاتبة عائشة المراغي بالكاتب عبد الفتاح الجمل،  وقامت بإحياء أعماله مرة اخرى، أذهلت كل القراء وأشاد بها الكثيرون، وأصدرت أربعة أعمال في مجلد واحد للكاتب الكبير عبد الفتاح الجمل وهي «الخوف – آمون وطواحين الهواء – وقائع عام الفيل - محب».

وكشفت في حوارها لصدى البلد عن أسباب اهتمامها بالكاتب عبد الفتاح الجمل.

 

حدثينا في البداية عن أسباب اهتمامك بعبد الفتاح الجمل؟

 

خلال بدايات عملي في الصحافة أجريتُ العديد من الحوارات مع كتاب كبار من جيلي الستينيات والسبعينيات، من بينهم الأساتذة صلاح عيسى وبهاء طاهر وجمال الغيطاني، رحمهم الله، وكل منهم ذكر عبد الفتاح الجمل في حديثه عن فترات النشر الأولى، وأجمعوا على أن الجمل لم يكن يرد موهبة، وأنه الأب الروحي لجيلهم الذي منحهم فُرص الظهور دون أي معيار سوى جودة النص.

تكرار اسم الجمل على مسامعي جعلني أنتبه أن الأمر ليس عابرًا، خاصة مع سؤالي عنه واكتشافي ما يكتنف حياته من غموض، فرغم الدور المهم الذي لعبه في حياة أجيال إلا أن اسمه في طريقه إلى النسيان بسبب عدم إعادة نشر أعماله منذ ربع قرن – حينها – أو مقالاته، كما أن سيرته شبه مجهولة، لا يوجد منها سوى بعض الحكايات في صدور من عاصروه. ولذلك قررت البدء في رحلة بحث عن أعماله لإعداد ملف صحفي في ذكرى وفاته السادسة والعشرين، فقادتني الخطوات إلى طرق مختلفة ومتشعبة، كل منها يكشف المزيد عنه، وكانت مساحة النشر المتاحة أمامي في جريدة أخبار الأدب أثناء رئاسة الكاتب الصحفي طارق الطاهر للتحرير، محفزًا للاستمرار في البحث.

 

ما المختلف الذي يميز الجمل عن أي كاتب آخر؟ 

 

في رأيي عبد الفتاح الجمل شخصية فريدة، هو يختلف كليًا عن أي مبدع آخر، لديه لغة خاصة جدًا في الكتابة ويحاول دائمًا إحياء مصطلحات مهجورة من تراثنا وأن يمزجها مع العامية في بعض الأحيان، وهو يفعل ذلك بسلاسة أعانه عليها مجال دراسته للغة العربية في المرحلة الجامعية وعمله بعدها كمدرِّس لسنوات قليلة. إلا أنه رغم موهبته وتفرده أفنى عمره في خدمة غيره وتقديم العون للموهوبين، بدلًا من الاهتمام بكتاباته وجمعها ونشرها.

 

من خلال بحثك عن الكاتب عبد الفتاح الجمل ما الذي عرفتيه عنه.. وكيف كانت عملية البحث؟

 

حياته لم يكن معلومًا عنها شيء. حين سافرتُ إلى دمياط والتقيتُ العائلة علمت عن طفولته ونشأته، وفي الإسكندرية وأسيوط وجدتُ جزءًا من شبابه كمدرِّس لغة عربية قبل الولوج إلى عالم الصحافة، وفي داري التحرير وأخبار اليوم ثلاثين عامًا من العمل كصحفي شامل محررًا ومخرجًا صحفيًا ومصححًا لغويًا، وغيرها من الأدوار، وفي مكتبة الزمالك تعرفتُ على قراءاته وكتبه وكيف كان يراه معاصروه من خلال إهداءاتهم، وفي النهاية أطلعتني أخته تحية الجمل على تفاصيل السنوات العشرين الأخيرة التي قضاها بجوارها في مدينة نصر.

 

كان يكتب مذكراته كاملة.. هل ستنشرين هذه المذكرات كاملة؟ 

 

ليست مذكرات مجموعة بشكل منتظم، وإنما يوميات يسجل فيها مواقف ومشاعر مختلفة، تحتاج بالطبع إلى ترتيب وربط لتقديم قراءة فيها وعرضها بصورة واضحة.

 

لننتقل الآن إلى آخر كيف كانت عملية المراجعة الخاصة بنشر أعمال عبد الفتاح الجمل؟

 

الجزء الأول من الأعمال الكاملة لعبد الفتاح الجمل تضمن أربعة نصوص سردية، تم جمعها وتدقيقها بناء على ما توصلتُ إليه من نُسخ منقحة بخط يد الجمل، سواء بعد عملية النشر أو قبل، إذ تمت عملية المراجعة على مرحلتين؛ الأولى مطابقة النص مع النُسخ المنشورة من الأعمال لإجراء التصويبات أو الإضافات المكتوبة بقلمه الرصاص، والمرحلة الثانية تمثلت في الرجوع إلى مخطوطات الأعمال، لفِهم بعض إشاراته أو تصحيح كلمات تم جمعها بشكل خاطئ خلال نشرها الأول في القرن الماضي.

 

أخيرًا.. ماذا عن أعمالك القادمة؟

 

من المنتظر أن يصدر خلال الشهور الثلاث القادمة الجزء الثاني من الأعمال الكاملة، ويتضمن الحكايات الشعبية التي خطها الجمل وترجماته لخرافات أيسوب. ومن المخطط كذلك إصدار كتاب عنه مع مجلة الثقافة الجديدة، في ذكرى مئوية ميلاده التي تحل في يوليو القادم. فضلًا عن كتاب سيرة أعمل على تجهيزه حاليًا.