الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

‏ ألم تكتفِ يا صلاح!!

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

قالوا قديما: لا تقول لى ما هو دينك ودع سلوكك يخبرنى، بهذه المقولة استطاع المصرى الصغير سنا الكبير قيمة وقامة أن يرسخ لنفسه ويضع عمادا جديدا للثقة والمحبة، فعلى مدار سنوات ليست بالكثيرة استطاع لاعب الكرة العالمى محمد صلاح أن يستحوذ على قلوب متابعيه، ويكتسب المزيد والمزيد من الاحترام والتقدير. 

وبسلوكيات عفوية، وثقة زائدة يكسوها تواضع جم، ارتفع بنيان جماهيرية مو صلاح كما ينادونه فى القارة العجوز، وها نحن الآن نقف أمام كلمات أرسلها ابن من أبناء القارة الأوروبية المحبة للفرعون المصرى، فقد أرسل مواطن إنجليزي هذه الكلمات لنجمنا العالمى صلاح على صفحة نادى ليفربول الذى يلعب فيه صلاح، وفى رسالته قال: "ألم تكتفِ بعد؟ أما آن لك أن تتوقف عما تفعله احتراماً لتاريخ من سبقوك؟ أما يكفيك أن تقضي على العنصرية ضد العرب؟ أتظن أن أقدامك على الأرض تزلزل قلوب المدافعين وحراس المرمى وحدهم؟ الأمر ليس هكذا يا فتى؛ أنت تعصف بكيان دولة كاملة، تغنوا باسمك في موسمك الأول ولم تكتف، حملوا أعلام الدولة المصرية فلم تتوقف، رسموا ابتسامتك البريئة على جدران منازلهم فما ارتضيت، والآن، إلى أين أنت ذاهب بهم؟ ألا تعلم أنك أقوى إعصار عاطفي مر على أمة ليفربول ؟ أتظن أنه من السهل أن تعبث بأرقام نُقشت ‏بالدماء على قلاع الأنفيلد الحصينة؟

قلتها لك، وسأكررها عليك مرة أخرى، أنت قررت أن تعاقب بريطانيا على احتلالها لبلادك ونجحت فى أن تحتل دولةً كاملةً وحدك، وليتك استعمرت أراضيهم، أنت استعمرت قلوبهم وعقولهم وحناجرهم التي تهتف لك، ولم تكتف، وأعلم أنك لن تكتفي حتى ترى دموع أصحاب الأرقام التي تحطمها بعينيك.

فيا صاحب الابتسامة الطفولية، يا صاحب الأخلاق الرفيعة، إن خدعت الجميع فلن تستطيع أن تخدعني، فلقد أنذرتهم لكنهم تجاهلوني، قلت لهم إن الإنجليز لم يتعاقدوا مع لاعب كرة قدم، الإنجليز تعاقدوا مع خلوق محترف اسمه “محمد صلاح”. 

رسالة المواطن انتهت ولكن أثرها باق لدرجة أنك تقشعر من هذه الكلمات وتتساءل: "كيف لشاب عشريني أن يفعل كل هذه التأثيرات فى أمة بأكملها، بل بكل مشجعى الكرة الساحرة فى جميع أنحاء العالم؟!  

صلاح ليس مجرد لاعب، بل هو سفير للأخلاق الجميلة الراقية، يكفينا فخرا أن نقول إنه ابننا وابن مصر الحضارة والتاريخ. 

كلمات المواطن الإنجليزى والتى رد عليها صلاح بالامتنان والشكر مؤكدا أن هذه العبارات زادت من حمله بأن يواصل مسيرة ترك الأثر الذى يحرص على العمل عليه من أجل الدعاء لوالديه بأنهما أحسنا تربيته، والفخر لابنتيه بأنه يستحق أبوتهما وتاركا لهما رصيدا طيبا من العمل الجميل والأخلاق الحسنة، والأهم من كل ذلك أنه سعيد جدا بأنه مصرى وأن علم بلاده يخفق عاليا فى كل مبارياته واسم مصر يتغنى به. 

صلاح بنيان جميل فى زمن عز فيه وجود كثيرين من هذا الفرعون الأصيل، تحية تقدير للفارس المصرى محمد صلاح ولكل إنسان يجعل رصيده الإنسانى فخرا له ولأسرته ودولته والعالم أجمع.