الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أثر.. تعرف على الجديد عن تاريخ المسلة الناقصة بأسوان

المسلة الناقصة بأسوان
المسلة الناقصة بأسوان

محافظة أسوان عاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية عروس المشاتى، والتى تمتلك على أرضها الطيبة .. أرض بلاد الذهب العديد من الثروات الأثرية والثقافية.

ونلقى الضوء اليوم عبر منصة " صدى البلد " " حكاية أثر " ممثلة فى المسلة الناقصة بمدينة أسوان ، والتى تعد أحد العلامات البارزة ، والشاهدة على عظمة المصريين القدماء وتقدمهم المذهل وإنتاجهم الغزير فى مجال الفن المصرى القديم ، وقد كان محجر المسلة الناقصة مصدراً لخام الجرانيت لمناطق الدلتا والمناطق الأخرى على طول نهر النيل.

حكاية أثر 

ومع مرور 102 سنة على الاكتشاف لأول مرة لمسلة أسوان الناقصة في عام 1921 نجد أن المسلة لا تزال تجسد براعة المصري القديم في نحت وقطع المسلات التي كانت تزين معابده ، وقد عرفت المسلة في النصوص المصرية القديمة باسم "نخن" ، وفى اليونانية باسم "أوبليسك"obelisk ، وأطلق عليها الأوربيون اسم "ندل"needl " .

ويقول النحات ناثان دوس قوميسير سمبوزيوم أٍسوان للنحت الدولى فى دورته الأخيرة السابعة والعشرين بأن المسلة الناقصة دليل شامخ على عظمة أجدادنا قدماء المصريين الذين كانوا قادرين على إنجاز أعمال بهذه الضخامة فضلا عن تطورهم الملفت الذى جعلهم قادرين على نقل الخامات من موقع المسلة إلى تل بسطة والكرنك وغيرها من أصقاع مصر الأخرى المتواجدة على ضفاف نهر النيل حيث عاشت الحضارة المصرية وانتعشت قبل آلاف السنين.

وبالنسبة للجديد عن المسلة الناقصة فنجد أنها تتكون من الجرانيت الأحمر خام أسوان المميز وتوجد فى الجزء الشمالى لمحجر على الشاطئ الشرقى للنيل وتبعد نحو كيلومتر شرق نهر النيل ، وكان إرتفاع المسلة لو أنها أقيمت سيصل إلى نحو 41 متراً ، ويصل وزنها عند اكتمالها إلى نحو 1168 طناً .

أما عن وقت حفر هذه المسلة ليس معروفاً بدقة ، بينما يعتقد علماء الآثار أن بدء العمل فيها كان في عهد الملكة حتشبسوت بغرض وضعها ونصبها في معبد الكرنك بالأقصر، وبعد أن حفر العمال المصريون القدماء المسلة من ثلاثة جهات اكتشفوا شرخاً فيها يجعلها لا تصلح ، فتوقف العمال عن استكمال عملهم .

ولا يزال السطح السفلي للمسلة بطول 42 متراً متصلاً بالصخرة الأرضية ويبدو على المسلة بعض آثار تدل على محاولات لإنقاذ جزء منها، وربما كانت تلك المحاولات في عهد تحتمس الثالث .

وقال المرشد السياحي مصطفى على بأن علماء الآثار أرجعوا تاريخ المسلة إلي عصر الملكة حتشبسوت قبل "1300 قبل الميلاد" حيث إنه كان أكثر عصر تم فيه بناء مسلات، ولو كان قد اكتمل تشييدها لكانت أضخم وأثقل مسلة فى العالم كله. 

المسلة الناقصة 

وأشار إلى أن المسلة تم اكتشافها بمعرفه عالم الآثار وركس أنجلباك ، والذي اشترك مع الأثري سومر كلارك فى كتابة مؤلف "البناء والعمارة في مصر القديمة"، وكان يتم تغطية الشكل الهرمي بقمة المسلة بطبقه ذهبية؛ لتعكس أشعه الشمس ، وكان يتم اختيار موقع نحت المسلة في محاجر الجرانيت جنوب أسوان .

وكان يقوم الفنان المصري القديم باستكشاف جوده الحجر وعدم وجود أي عروق من نوعيات أخري به، ثم يقوم بحفر آبار حول القطعة المراد استغلالها لضمان جوده الحجر في باطن الأرض، بعدها يبدأ في تحديد أبعاد المسلة بدقه، ثم يبدأ في حفر خندقين حولها إلي أن يظهر جانبين منها، بالإضافة للجانب العلوي، وبعد التأكد من عدم وجود أي عيوب في الكتلة يقوم بفصلها من جانبها السفلي مع ربطها بمجموعة كبيرة جدا من الحبال، ووضع أسطوانات خشبية أسفلها ليتمكن من دفعها حتى تصل إلى شاطئ النيل، حيث يتم نقلها علي جذوع النخيل التي تسير مع جريان النيل، حتي تصل لموقع إقامتها فيتم إنزالها إلي الشاطئ، وسحبها إلي مكانها المحدد ورفعها والبدء في تسجيل الكتابات والنقوش الخاصة بالملك على جوابها الأربعة.

وتتكون المسلة الناقصة بأسوان من قطعة حجرية واحدة تتم إقامتها أمام وداخل المعابد، وكان يتم نقشها من الجوانب الأربعة بمناظر ونصوص تتعلق بالملك، وهي عبارة عن نُصب حجري على شكل عمود قاعدته مربعة وتقل كلما ارتفعنا، وتنتهي بشكل هرمي حيث كانت ترمز المسلة إلي معبود الشمس "رع" عند المصريين القدماء ، كما اعتبروها رمزًا للتل الأزلي الذي بدأت عليه الخليقة حسب -الاعتقادات المصرية القديمة.

وأضاف بأن المسلة الناقصة تعد ضخمة وهي أضخم مسلة موجودة في مصر، ولم يتم قطعها ويبلغ طولها نحو 41 مترًا تقريبًا وطول ضلع القاعدة نحو 4 أمتار ووزنها 117 طنًا، وترجع أهميتها إلى توضيح أساليب قطع المسلات القديمة، كما توضح مدى المجهود والوسائل التي كان يلجأ إليها المصريون القدماء فى سبيل نحت هذه المسلات.

والمسلة لا تزال ملتصقة بالصخرة الأم في مقالع الحجارة الشمالية حيث كان القدماء المصريون يستخرجون الجرانيت، ويلاحظ بها علامات طرق الأدوات واللوحات التصويرية للدلافين والطيور المنقوشة على هذه المسلة الضخمة. 

وأن طريقة إنشاء المسلة إلي أنه كشفت المرحلة الأولى لتطوير منطقة المسلة الناقصة في محاجر أسوان طريقة العمل في أكبر محاجر الفراعنة التي استخدمت في العهود المختلفة إبان حقبة الحضارة الفرعونية ، وكانت طريقة عمل قدماء المصريين في انتزاع الكتل الصخرية الكبيرة التي تم تشكيلها كمسلات أو تماثيل ضخمة أو توابيت من خلال أنهم يحفرون المجسات على أعماق تتجاوز الأمتار العشرة لفحص صلابة الكتلة الصخرية التي يريدون انتزاعها، حيث كانوا بعد ذلك يشعلون النار على سطح الصخرة وفي أسفلها من خلال حفر خاصة، وكانت الكتلة تبرد بالماء لإزالة الأجزاء الضعيفة منها. 

وفي القطع النهائي يتم ملء الحفر بالأخشاب والمياه حتى تنفصل الكتلة بشكل تدريجي وبدون تفسخات، والاكتشافات شملت مجموعة كتابات بأكاسيد الحديد الأحمر مازالت خاضعة لدراسة علماء الآثار لمعرفة ما إذا كانت لغة فرعونية عامية أم طريقة حسابات أو عملًا فنيًا خصوصًا وأنها وجدت مكتوبة داخل المجسات.