الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد ربطها بالكارثة الصحية.. تعرف على سلالة كلاب تهاجمها الصحة العالمية

منظمة الصحة العالمية
منظمة الصحة العالمية

من يبحث عن تاريخ كلاب الراكون، يدرك أن لها تاريخ أسود في كونها بيئة خصبة لتطوير الفيروسات القاتلة للبشرية، وآخر تلك الأمراض الذي كان يقف وراء انتشارها هو فيروس كرونا، وفق ما ذكرته منظمة الصحة العاليمة، وهنا نرصد تفاصيل هذا النوع من الكلاب، وقصته مع الفيروسات القاتلة، وطريقة معيشته.

منظمة الصحة العالمية تكشف سر كورونا

مع بداية هذا الأسبوع، حثّ مستشارو منظمة الصحة العالمية الصين، على نشر كل المعلومات المتعلّقة بأصل جائحة كوفيد-19 بعد نشر نتائج جديدة لفترة وجيزة على قاعدة بيانات دولية تُستخدم لتتبع مسببات الأمراض، وذكر بيان لمجموعة استشارية علمية تابعة لمنظمة الصحة العالمية أن علماء صينيين نشروا في وقت سابق من هذا العام التسلسلات الجديدة لفيروس سارس-كوفيد-2 وكذلك البيانات الجينية الإضافية المستندة إلى عينات مأخوذة من سوق للحيوانات الحية في ووهان بالصين في عام 2020.

وأوضح البيان أن النتائج نُشرت لفترة وجيزة على قاعدة بيانات المبادرة العالمية لاقتسام بيانات انفلونزا الطيور وهو ما سمح للباحثين في الدول الأخرى بالاطلاع عليها، وأشارت التسلسلات إلى أن كلاب من نوع الراكون كانت موجودة في السوق وربما أصيبت أيضاً بفيروس كورونا مما يوفر دليلاً جديداً في سلسلة الانتقال التي وصلت في النهاية إلى البشر.

قيود على المعلومات

وفرض المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها قيوداً على الوصول إلى المعلومات فيما بعد "على ما يبدو للسماح بمزيد من تحديثات البيانات"، ويقول مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن هذه المعلومات، رغم أنها ليست قاطعة فإنها تمثل خيطاً جديداً في التحقيق في أصول كوفيد ويتيعن تقاسمها على الفور.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس: "هذه البيانات لا تقدم إجابة نهائية على السؤال المتعلق بكيفية بدء الجائحة ولكن كل جزء من البيانات مهم لتقريبنا أكثر من تلك الإجابة، وهذه البيانات كان يمكن، وكان لا بد من تقاسمها قبل ثلاث سنوات، وسوف نواصل دعوة الصين للتحلي بالشفافية في تبادل البيانات وإجراء التحقيقات اللازمة وتقاسم النتائج".

عالم ألماني أول من تحدث عن الأمر في 2020

ولكن ليست منظمة الصحة أول من تحدث عن هذا الأمر، فقد أثار عالم الفيروسات الألماني كريستيان دروستن الجدل حول هذا الأمر، وذلك في 2020، عندما خالف لرأي الشائع حينها بأن فيروس كورونا نشأ في أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في مدينة ووهان، مقترحا نظرية جديدة، ويختلف دروستن -وهو كبير الباحثين في علم الفيروسات بمستشفى شاريتيه في برلين- مع الاعتقاد الشائع بأن فيروس كورونا انتقل إلى الإنسان من أحد أسواق تجارة الحيوانات البرية في ووهان، ويرى أن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات.

وفي حوار مع صحيفة غارديان البريطانية حينها، اتفق العالم الألماني على صحة فرضية نشأة الفيروس في الصين، لكنه يرى أن الوباء بدأ في المكان الذي تتم فيه تربية الحيوان الوسيط الذي نقل المرض إلى الإنسان، ويرى دروستن أن هناك أمرا مهما تم تجاهله في التغطية الإعلامية لفيروس كورونا، ألا هو ظروف نشأة فيروس سارس بجنوب الصين في 2003، فبحسب دروستن، توصلت الدراسات إلى أن فيروس سارس عثر عليه في حيوان كلب الراكون، والذي يعد تجارة مربحة في الصين بسبب فروته.

من هو كلب الراكون

بعبارات بسيطة، هو كلب بري يبدو وجهه مثل وجه حيوان الراكون، وبعبارات علمية أكثر بقليل، تعتبر كلاب الراكون عضوًا في عائلة canid مع علامات الفراء وأشكال الرأس المشابهة لتلك الموجودة في حيوانات الراكون، وهذا الحيوان الناري موطنه شرق آسيا، بما في ذلك أجزاء من الصين وكوريا واليابان، وقد أدخل التكاثر من صناعة زراعة الفراء الآلاف منهم في جميع أنحاء الاتحاد السوفيتي السابق، وهم الآن من الأنواع الغازية على نطاق واسع في جميع أنحاء شمال وغرب أوروبا.

وتلك الفصيلة أقرب إلى الثعالب من الكلاب المستأنسة، فكلاب الراكون هي نوع مختلف تمامًا عن كلاب coonhounds، وهي سلالة مستأنسة من scenthound تُعرف أيضًا باسم كلب الراكون، ويفضلون العيش في الغابات والنباتات الكثيفة، وكذلك المناطق المتاخمة للمياه.

هل تم ربطهم بأمراض أخرى؟

نعم، تم العثور على كلاب الراكون والثدييات ذات الصلة التي بيعت للطعام في سوق الحيوانات الحية في الصين في عام 2003 تحمل فيروس كورونا مشابه للفيروس الموجود في البشر أثناء تفشي فيروس كورونا السارس في ذلك الوقت، وفي عام 2004، أمر مسؤولو الصحة الصينيون بذبح 10000 حيوان من المقرر بيعها في السوق، بما في ذلك كلاب الراكون، بعد أن ثبتت إصابة رجل بسلالة جديدة من فيروس سارس وأثار مخاوف من تفشي آخر.وقد أخذت دراسة واحدة عام 2022 عينات من حوالي 2000 حيوان من 18 نوعًا مختلفًا من جميع أنحاء الصين - بما في ذلك الموائل الطبيعية وحدائق الحيوان ومزارع الفراء - ووجدت أن الحيوانات البرية التي يُعرف أن البشر يأكلونها ، بما في ذلك كلاب الراكون، تحمل 102 فيروسات مختلفة من 13 عائلة فيروسية، وقال الباحثون إن 21 من هؤلاء يشكلون مخاطر عالية على البشر، إما لأنهم أصابوا أشخاصًا من قبل أو لأن لديهم تاريخًا في القفز بين الأنواع بسهولة.

4 فيروسات في بيئة معيشته

وقد حملت كلاب الراكون على وجه التحديد أربعة فيروسات من فيروسات كلاب تشبه وراثيًا تلك الموجودة في البشر، كما أنها تحمل فيروسات معوية أو فيروسات تنتقل عند دخول البراز المصاب بالفم أو الأنف، وقال الباحثون إن هذه الأدلة تؤكد خطورة الأسواق الحية مثل تلك الموجودة في ووهان، وقد أوضح عالم الأحياء التطورية والمؤلف المشارك للدراسة إدوارد هولمز لمجلة Science : "من الصعب التفكير في طريقة أكثر فعالية لإشعال نيران الوباء وتأجيجها، فنحن نستمر في السماح لهذه الأشياء بالازدهار وهي مسألة وقت فقط قبل أن نتفشى مرة أخرى وربما جائحة آخر."

وكلاب الراكون حيوانات برية وليست حيوانات أليفة مستأنسة، فهم يعيشون في نطاقات منزلية كبيرة، مما يعني أنهم يحتاجون إلى مساحة كبيرة ويصعب إدارتها في حاويات أو أماكن صغيرة أخرى، وذلك وفقًا للجمعية الملكية البريطانية لمنع القسوة على الحيوانات، ولديهم أيضًا رائحة قوية لأنهم يستخدمون الرائحة للتواصل، مما يجعلهم ضيفًا داخليًا سيئًا، فإذا هرب كلب الراكون أو تم إطلاقه في البرية ، فيمكن أن يهدد الحياة البرية المحلية في أجزاء من العالم ليس موطنًا لها.