الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمين المشاقبة يكتب: عسكرة العالم

أ. د أمين المشاقبة
أ. د أمين المشاقبة

يقول وزير الخارجية الأمريكية إن عالم ما بعد الحرب الباردة قد انتهى، إذ إنه يوجد منافسون للقطب الأوحد هي الصين وروسيا الاتحادية والقوى المتحالفة معها.

 منافسة شديدة تجري اليوم من أجل التحول نحو التعددية في النظام الدولي. ومن المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تستسلم بسهولة للتطورات الحالية والمقاومة، وستدافع بكل إمكانياتها للاستمرار بقيادة العالم، والمقاربة الأمريكية تسعى لعسكرة العالم ومحاولة احتواء الأطراف المنافسة لها، فالتوجه الأمريكي يدفع كامل أوروبا للوقوف معه في حربه في أوكرانيا من أجل استغلال الفرصة وتركيع الاتحاد الروسي وإخضاعه بخسارة عسكرية كاملة على الأرض الأوكرانية، ففي الرؤية الأمريكية أهمية إطالة أمد الحرب واستنزاف القوة الروسية لإضعافها والسعي لاحتواء الصين من خلال التواجد العسكري في بحر الصين والمحيط الهادي. وإن تواجد الأسطول السابع للبحرية الأمريكية ومحاولة استفزاز الصين من حين لآخر، ناهيك عن الدفاع المستميت عن تايوان وإبقائها مستقلة بعيداً عن الصين الشعبية، والأخيرة في أكثر من مرة أعلنت عن صين موحدة وبنظامين سياسيين، ويأتي التحالف الإنجلوساكسون أمريكا- أستراليا وبريطانيا كحلف مساند إذا ما حدث النزاع.

 وقد تم بيع (3) غواصات حربية لصالح أستراليا للاعتماد عليها في قادم الأيام. والمحور الآخر هو كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة. وعليه، فإن الولايات المتحدة لا تريد أي منافسة شريفة تقوم على العدالة، وإدارة النزاعات بشكل إيجابي، واحترام المنافسة التجارية، بل تريد فرض سيطرتها واستمرار حالة الهيمنة العسكرية والسياسية على النظام الدولي. وهذا ما تراه الدولة العميقة استمرار السيطرة والهيمنة والاعتماد على تقسيم العالم معنا أو ضدنا، إما اللون الأبيض أو الأسود، ولا لون بينهما. والعقوبات المالية والاقتصادية خير دليل على ذلك. ويضاف محاولة عسكرة العالم من جديد، فقد غيرت كل من ألمانيا واليابان دستورهما وتعديله كي يسمح بإعادة بناء قوات عسكرية متطورة. وعليه، قامت الحكومة الألمانية برصد مبلغ مائة مليار دولار لإنجاز ذلك، فالتوجه العام إما الاستمرار في السيطرة على العالم أو محاولة احتواء كل الأطراف التي تعارض ذلك، وعسكرة العالم وافتعال نزاعات جديدة لتلك الدول التي تعارض المسار السياسي الأمريكي. 


وترى الإدارة الأمريكية أن أي تقارب صيني- روسي أمر مقلق ومرفوض، فالاحتمالات قائمة على نحو إما إبقاء حالة التأزم سائدة لفترة حتى تنضج بعض الأمور، أو احتواء الصين بصورة كاملة وفك ارتباطها مع الاتحاد الروسي، أو حصول الصدام العسكري مع الصين، وهو لن يكون محدوداً وسيكون مكلفاً لكلا الطرفين بل والعالم أجمع. 

وفي الجانب الآخر هناك احتمال معاكس هو انتصار الاتحاد الروسي في أوكرانيا وتراجع أمريكا للقبول بنظام متعدد الأقطاب، وهذا لن يكون سهلاً، وستبقى الأيام حبلى بالأحداث والمآلات ولا نعرف أين تبدأ.