الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر تفتح ذراعيها لسوريا.. 5 تفاصيل مهمة في زيارة المقداد للقاهرة

شكري والمقداد
شكري والمقداد

شهدت السياسة الخارجية المصرية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014، نشاطاً مكثفاً وفتح آفاق جديدة للتعاون من مبادئ السياسة المصرية القائـــمة على تـــعزيز الســـلام والاستقرار في المحيط العربي والإقليمي والدولي.

الزيارة الأولى منذ 10 سنوات

استقبل سامح شكرى وزير الخارجية المصرية بمقر الوزارة السبت، الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العام بوزارة الخارجية المصرية، إن الزيارة شهدت عقد لقاء ثنائى مغلق بين وزيري خارجية البلدين، أعقبه جلسة محادثات موسعة شملت الوفدين المصري والسوري، تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية وسبل دفعها وتعزيزها بما يعود بالنفع والمصلحة على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أنه على ضوء ما يربط بين البلدين من صلات أخوة وروابط تاريخية، وما تقتضيه المصلحة العربية المشتركة من تضامن وتكاتف الأشقاء فى مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة، فقد تناولت المباحثات سبل مساعدة الشعب السورى على استعادة وحدته وسيادته على كامل أراضيه ومواجهة التحديات المتراكمة والمتزايدة، بما فى ذلك جهود التعافى من آثار زلزال السادس من فبراير المدمر، بالإضافة إلى جهود تحقيق التسوية السياسية الشاملة للأزمة السورية.

وجدد الوزير شكري في هذا الصدد دعم مصر الكامل لجهود التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية فى أقرب وقت بملكية سورية وبموجب قرار مجلس الأمن رقم (2254) تحت رعاية الأمم المتحدة، مؤكدًا على مساندة مصر لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ذات الصلة، وعلى أهمية استيفاء الاجراءات المرتبطة بتحقيق التوافق الوطني بين الأشقاء السوريين، وبناء الثقة، ومواصلة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية. 

كما نوه السفير شكري خلال اللقاء، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية، إلى أن التسوية السياسة الشاملة للأزمة السورية من شأنها أن تضع حدًا للتدخلات الخارجية في الشئون السورية، وتضمن استعادة سوريا لأمنها واستقرارها الكاملين، وتحفظ وحدة أراضيها وسيادتها، وتصون مقدرات شعبها، وتقضى على جميع صور الإرهاب والتنظيمات الارهابية دون استثناء، وتتيح العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، بما يرفع المعاناة عن الشعب السورى الشقيق وينهى أزمته الممتدة، الأمر الذي سيعزز من عناصر الاستقرار والتنمية في الوطن العربي والمنطقة.

ومن جانبه، نقل الوزير المقداد تقدير بلاده لدور مصر الداعم والمساند لسوريا وشعبها على مدار سنوات الأزمة، مقدمًا الشكر للمساعدات الاغاثية الإنسانية التي قدمتها مصر فى أعقاب الزلزال، معربًا عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التضامن العربي مع سوريا كي تتمكن من تجاوز أزمتها وتضطلع بدورها التاريخي الداعم لقضايا أمتها العربية. وفى هذا الإطار، استعرض الوزير المقداد مختلف جوانب الأزمة السورية، بما فى ذلك التحديات الاقتصادية والإنسانية والأمنية التى واجهها وما زال يعاني منها الشعب السوري.

شكري والمقداد

تحفظات أمريكية ودعم روسي

واختتم السفير أبو زيد تصريحاته، كاشفًا أن كلا الوزيرين اتفقا على تكثيف قنوات التواصل بين البلدين على مختلف الأصعدة خلال المرحلة القادمة بهدف تناول القضايا والموضوعات التى تمس مصالح البلدين والشعبين المصري والسوري الشقيقين.

وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة فيصل مقداد إلى القاهرة زيارة مهمة لانها تستكمل الخطوات التي قامت بها مصر وسوريا في الفترة الأخيرة مثل اتصال الرئيس السيسي وبشار الأسد، مشيراً إلى أن سوريا بحاجة كبيرة إلى مصر لعدة أسباب من بينها: انفتاح القاهرة على أنقرة مما يعطي مساحة كبيرة لمصر للعب دور كبير في حل الأزمة السياسية في دمشق، فتركيا موجودة في سوريا بشكل موسع وهذا جزء من الأزمة.

وأضاف فهمي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"من بين الأسباب أيضاً هو دور مصر الكبير ومشاركتها في التطورات الجارية في الإقليم، يجعلها قادرة على إدخال سوريا في منظمة شرق المتوسط، منتدى الغاز، التحالف الثلاثي المصري الأردني العراقي.

وأكد أن ملف عودة سوريا لشغل موقعها في الجامعة العربية قبل عقد القمة العربية التي من المفترض تعقد في الرياض خلال شهر مايو القادم، هو ملف غاية في الأهمية، وبالتالي سوريا في أمس الحاجة لمصر لملء الفراغ الذي تركته سوريا وعودتها إلى الجامعة العربية.

ولفت فهمي، أن المصريين سيستفيدون من سوريا أيضاً في مشروعات إعمار سوريا والتي سيكون لها  دور هام في المقاربات السياسية المدعومة بالموقف الروسي الداعم لتحرك مصر، مشيراً إلى سعي القاهرة للعب دور مركزي في قضايا الإقليم، ومنها الملف السوري والملف اليمني وايضا انخراطها في الملف الليبي بصورة كبيرة.

وأردف: يجب التنويه على أن الجانب الأمريكي لديه تحفظات على ما يجري، وعلى مجمل الحركة وليس تجاه سوريا فقط، وبالتالي اعتقد إنه ستكون هناك بعض المشاحنات في هذا الأطار، لافتاً إلى أن مصر تقوم بتغيير معادلات الإقليم والتعامل في منطقة شرق المتوسط، مؤكدا أن الزيارة ناجحة بكل تأكيد وستجني ثمار جيدة،  لكن ستحظى بالتأكيد على تحفظات أمريكية ولكن في المقابل ستحظى بدعم روسي كبير يمكن أن يمهد الأجواء لتطوير وتنمية العلاقات بين الطرفين.