يكثر البحث عن وقت إخراج زكاة الفطر، خاصة مع إعلان دار الإفتاء المصرية استطلاع هلال عيد الفطر المبارك مع غروب شمس الخميس المقبل، ولعل وقت إخراج زكاة الفطر وأحكامها ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ونرصد في التقرير التالي وقت إخراج زكاة الفطر وأحكامها وقيمة زكاة الفطر 2023.
وقت إخراج زكاة الفطر
روي عن أبي سعيد الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: «كنَّانُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ عَن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن زَبيبٍ».
وقت زكاة الفطرتجبزكاة الفطربدخول فجر يوم العيد عند الحنفية، بينما يرى الشافعية والحنابلة أن زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان، وأجاز المالكية والحنابلة إخراجزكاة الفطرقبل وقتها بيوم أو يومين؛ فقد كان ابن عمر- رضي الله عنهما - لا يرى بذلك بأسًا إذا جلس من يقبض زكاة الفطر، وقد ورد عن الحسن أنه كان لا يرى بأسًا أن يُعَجِّلَ الرجل صدقة الفطر قبل الفطر بيوم أو يومين.
ولا مانع شرعًا من تعجيلزكاة الفطرمن أول دخول رمضان، كما هو الصحيح عند الشافعية؛ لأنها تجب بسببين: بصوم رمضان والفطر منه، فإذا وجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر، ويمتد وقت الأداء لـزكاة الفطرعند الشافعية إلى غروب شمس يوم العيد، ومن لم يخرجها لم تسقط عنه وإنما يجب عليه إخراجها قضاء. وحددت دار الإفتاء قيمة زكاة الفطر 2023 بـ 30 جنيها للفرد كحد أدنى.
إخراجها قبل صلاة العيد
وحول وقت إخراج زكاة الفطر، يقول الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء إنه من أول رمضان كما هو قول الشافعية وقبل العيد بيوم أو يومين.
وأضاف "وسام" خلال لقائه ببرنامج فتاوى الناس فى إجابته على سؤال « متى يكون إخراج زكاة الفطر؟»، أنه يستحب إخراج زكاة الفطر من أول رمضان الى العيد، ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد فإن تأخر ولم يخرجها فمازالت فى عنقه وعليه أن يخرجها بعد العيد.
ووفقاً لمجمع البحوث الإسلامية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فإنه أنه يجوز إخراج زكاة الفطر أثناء شهر رمضان، ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد، ويكره تأخيرها عن صلاة العيد ويحرم تأخيرها حتى غروب شمس يوم العيد، وتبقى دينًا فى ذمة من وجبت عليه حتى يؤديها أو تؤدي عنه.
وأشار إلى أن الأفضل إخراجها قبل عيد الفطر بفترة حتى يستفيد الفقراء من هذه الأموال من أجل الاستعداد لاستقباله.
آراء الفقهاء في وقت إخراج زكاة الفطر
اختلف الفقهاء فيآخر وقت زكاة الفطرعلى أقوال، أقوى قولين، هما، الأولذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن آخر وقت زكاة الفطر الذي يحرُمُ تأخيرها عنه هو غروب شمس يوم عيد الفطر، واستدلوا بما روي عن أبي سعيد الخُدريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: «كنَّانُخرِجُ إذ كان فينا رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطرِ عَن كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ، حرٍّ أو مملوكٍ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من شَعير، أو صاعًا من تَمرٍ، أو صاعًا مِن زَبيبٍ».
ورأى أصحاب هذا القول في أن آخر وقتزكاة الفطرهو غروب شمس يوم عيد الفطر، أن ظاهر قوله في الحديث السابق: «يومَ الفِطرِ» صحة الإخراج في اليوم كله، لصِدقِ اليوم على جميعِ النَّهارِ، كمااستدلوا أيضًا بما روب عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: «فرَض رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّمزكاةَ الفِطرِ،طُهرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغو والرَّفَث، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ فهي زكاة مقبولة، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ فهي صدقةٌ مِنَ الصَّدَقاتِ».
وذكر أصحاب هذا الرأي الذي يرى أن غروب شمس يوم عيد الفطر هو آخروقت زكاة الفطرأن تكرير قوله «مَن أدَّاها» مرتين واتِّحادَ مَرجِعِ الضَّميرِ في المرَّتين، يفيدُ أنَّ الصدقةَ المؤدَّاة قبل الصَّلاةِ وبعدالصَّلاة هي صدقةُ الفِطرِ، لكِنْ نَقَصَ ثوابُها فصارتْ كغَيرِها من الصَّدَقاتِ، ثانيًا: أن المقصودَ منها الإغناء عن الطَّوافِ والطَّلَبِ في هذا اليوم، وهذا يتحقَّقُ بالإخراجِ في اليومِ، ولو بعد صلاةِ العِيدِ.
القول الثاني:يرى الظاهرية وابن القيم والشوكاني وغيرهم أنآخر وقت زكاة الفطرهو صلاة العيد، ويحرُمُ تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، فإذا أخرها لم تحتسبزكاة فطر، وإنما له أجر «صدقة»، واستدلوا بما روي عن ابن عباس -رضي اللهُ عنه- قال: «فرضَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمزكاةَ الفِطرِ، طُهرةً للصَّائِمِ من اللَّغو والرَّفَثِ، وطُعمةً للمساكينِ؛ مَن أدَّاها قبل الصَّلاةِ، فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعد الصَّلاةِ، فهي صَدَقةٌ مِنَ الصَّدقاتِ».