الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد المعطى أحمد يكتب: ولكن ينقصنا العمل!

عبد المعطي أحمد
عبد المعطي أحمد

من أسباب التخلف عدم اعتبار العمل قيمة, والمجتمعات الفقيرة ينقصها العمل, وأن تتقن ماتعمله مع الإيمان بأن العمل الجيد يتأتى من مجموعة خطوات متتالية ومتكاملة تستوفى على الترتيب, ولاتخلو من الذوق واللمسة الجمالية, فالله جل جلاله, وهو القادر على ألايخلق الأشياء إلا من خلال أطوار مرتبة , والمفهوم العلمى للعمل هو تحويل الأفكار من مجرد تصورات داخل العقول إلى أشياء ملموسة مؤثرة ذات قيمة نفعية, وينطبق ذلك على تصورك لشىء ما أو لفكرة من الأفكار, ونحن فى مصر لاتنقصنا الأفكار ولاالتصور , ولكن ينقصنا العمل , ونظرة واحدة إلى دولة كالهند استقلت قبلنا بخمس سنوات وعدد سكانها جاوز المليار , وبها العديد من الديانات, ومعظم أهلها فقراء, لكنها أصبحت الآن وبفضل نشاط أبنائها ومثابرتهم من النمور الآسيوية, وهاهم أخيرا يصدرون اللحوم جنبا إلى جنب مع البرمجيات وتكنولوجيا الحاسبات بل والتكاتك, ونحن بلد النيل والزراعة والثروة الحيوانية نستورد اللحوم والغلال!!. 

ففى الهند لاعدد السكان كان معوقا لهم, ولا الفقر كان حجة للتأخر , إذن نحن بحاجة إلى همة كبيرة تدفعنا للنهوض ببلدنا, وهذه الهمة تأتى بإعادة تأهيل وبرمجة العقل الجمعى المصرى من خلال توصيل زبدة التجارب الشعبية الضاربة فى جذور تاريخنا التليد, ومن خلال كلمات موجزة يفهمها الصغير قبل الكبير ودون تفلسف أو تقعر فى الكلام , فمثلا ألم يقل لنا المثل الشعبى:"إن الزبدة لاتأتى إلا بالخض", و"إعمل واتعفر ولاتقعد فى البيت وتتأمر" فلماذا لانكتب مثل هذه الأمثال ونضعها على الطرق السريعة جنبا إلى جنب مع غيرها من الاعلانات, على أن يتحمل تكلفتها المعلنون أنفسهم؟ ولماذا لاندخل معانيها فى أغانينا الصباحية فى حملة لإعادة صياغة الإنسان والوجدان المصرى , ونطبعها على كراسات المدارس وقمصان الرياضيين حتى تترسب معانيها فى عقولنا وكأننا داخلون فى حرب , والأمر كذلك لأنها حرب على الكسل والتواكل !!. 

ورحم الله الموسيقار محمد عبد الوهاب الذى أنهضنا صوته ذات يوم بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952, وجعلنا نشعر بصدق أننا قادرون على تحقيق المستحيل عندما غنى" دقت ساعة العمل الثورى بكفاح الأحرار...", وعبد الحليم حافظ عندما غنى لصلاح جاهين" صورة صورة", فكان الواحد منا يخجل من نفسه إن هو أصبح خارج تلك الصورة التى رسمتها الأغنية!! وغيرهما كثيرون ممن أثروا فى جيلى الخمسينيات والستينيات. إن الآلة الإعلامية والفن الراقى عليهما ادور الأكبرفى منع تفاهات مايسمى بأغانى المهرجانات التى تجرجرنا نحو عصور  الغرائز وشهوات الجسد بديلا عن الهدف السامى للفن الجميل الذى يشعل حماس الشباب ويدفعهم إلى العمل والانجاز, فهل آن الأوان لأن نفيق , ونعى أنه لامكان للصغار وسط الكبار فى هذا القرن إلا بالعمل وحسن الخلق والذوق الرفيع.

• جاء الوباء, وذهب , ولكن العالم لم يعط فرصة للانتعاش وإعادة التوازن, والآن ارتبك العالم أكثر بفعل الحرب الأوكرانية التى ضاعفت من الارتباك السابق, وزادت عليه إفلاس بنوك كان مدهشا فيها أن أولها كان فى وادى السيلكون الأمريكى, حيث يفترض وجود أعلى درجات التقدم, الأكثر إثارة للدهشة هو أن العالم فى مواجهة الارتباك قرر زيادة التسلح! روسيا وأوكرانيا المتحاربتان تنفقان عسكريا الكثير بصفة يومية , بل وكل ساعة .الولايات المتحدة ناقشت ميزانيتها الأخيرة وقدرها 6,8 تريليون دولار , منها 842مليار دولار للانفاق العسكرى, ألمانيا أعلنت منذ بداية الحرب عن زيادة إنفاقها العسكرى بمقدار100مليار دولار , واليابان لم تحدد رقما , ولكنها ذكرت أنها سوف ترفع موازنتها العسكرية إلى القدر الذى يجعلها تواجه جميع التهديدات الخارجية , أى ان موازنتها العسكرية سوف تكون مفتوحة , والصين والهند أيضا فعلتا ذلك, وبقية دول العالم وراءهما، إلى أين يمضى كل هذا السلاح ؟ ربنا يستر.

• فى جميع بلاد الدنيا المحترمة تتمتع الأشجار بالحماية والرعاية , إلا عندنا, حيث تتعرض الأشجار لمذابح يوميا خصوصا فى مصر الجديدة والمعادى وجاردن سيتى, وكما أن للإانسان والحيوان منظمات للحماية, تستحق الأشجار منظمة أو جمعية لحمايتها من عبث المخالفين وأعداء الخضرة والجمال , وإلى أن تتشكل هذه الجمعية الحضارية, فإن المسئولية تقع على عاتق رئيس الحكومة الذى نسأله التحرك والمساندة.