الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأولى منذ الأزمة السورية.. ماذا يريد رئيس إيران من زيارته لـ دمشق

بشار ورئيسي
بشار ورئيسي

وصل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم الأربعاء، إلى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إيراني بهذا المنصب للدولة الحليفة التي قدّمت دعما كبيرا لها على مستويات عدة منذ اندلاع النزاع العام 2011.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية وسورية، أن الزيارة ستستغرق يومين، وسيرافق رئيسي وفدا وزاريا سياسيا واقتصاديا رفيع المستوى .

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن رئيسي سيلتقي الرئيس  السوري، بشار الأسد، "ويُجري معه مباحثات تتناول العلاقات الثنائية وملفات سياسية واقتصادية مشتركة إضافة إلى التطورات الإيجابية في المنطقة".

وفي طهران، قال المتحدث باسم الحكومة، علي بهادري جهرمي، الثلاثاء، أن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الأسد، ترتدي "أهمية استراتيجية" للبلدين وأن هدفها "اقتصادي".

وتأتي زيارة رئيسي في خضم تقارب بين الرياض وطهران، اللتين أعلنتا في مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة على خلفية النزاع السوري، بينما يسجل انفتاح عربي، سعودي خصوصا، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ العام 2011.

والزيارة هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاما برغم الدعم الكبير، الاقتصادي والسياسي والعسكري الذي قدمته طهران لدمشق والذي ساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية.

وسيجول رئيسي، وفق صحيفة "الوطن" السورية، على مناطق عدة في دمشق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي في طهران، الاثنين، "سوريا دخلت مرحلة إعادة الإعمار، والجمهورية الإسلامية في إيران جاهزة لتكون مع الحكومة السورية في هذه المرحلة أيضا"، كما كانت إلى جانبها "في القتال ضد الإرهاب" الذي اعتبره "مثالا ناجحا على التعاون بين الدولتين".

من السياسة إلى الاقتصاد
وأوردت صحيفة "الوطن" السورية أن الزيارة ستتضمن "توقيع عدد كبير من اتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تشمل مختلف أوجه التعاون، لا سيما في مجالات الطاقة والكهرباء"، كما ستجري على هامشها "مفاوضات حول خط ائتماني إيراني جديد لسوريا، يتم استثماره في قطاع الكهرباء" المتداعي، إذ تتجاوز ساعات التقنين الكهربائي في سوريا عشرين ساعة يوميا.

ومنذ العام الأول للنزاع، فتحت طهران خطا ائتمانيا لتأمين احتياجات سوريا من النفط خصوصا.  ووقع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة خلال السنوات الماضية، تضمّن أحدها مطلع عام 2019 تدشين "مرفأين هامين في شمال طرطوس وفي جزء من مرفأ اللاذقية".

وخلال استقباله الأسبوع الماضي وفدا اقتصاديا ترأسه وزير الطرق والمدن الإيراني في دمشق، اعتبر الأسد أن "ترجمة العمق في العلاقة السياسية بين سوريا وإيران إلى حالة مماثلة في العلاقة الاقتصادية هي مسألة ضرورية ويجب أن تستمر حكومتا البلدين في العمل عليها لتقويتها وزيادة نموها".

وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير 2019 والثانية في مايو 2022، والتقى خلالهما رئيسي والمرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي.

هدوء سياسي
وبالإضافة إلى الاتفاق السعودي الإيراني، تأتي الزيارة على وقع وساطة روسية لإصلاح العلاقات بين دمشق وأنقرة التي دعمت بدورها المعارضة السورية خلال سنوات النزاع، وبعد أيام من اجتماع استضافته موسكو بحضور إيران وجمع مسؤولين سوريين وأتراكا.

وكان الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، زار دمشق في 18 سبتمبر 2010، قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب بنزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.