الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تداعيات خطيرة| ماذا فعلت مصر لإنهاء الأزمة السودانية؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسعى الكثير من الدول  سواء الغربية أو العربية، لإنهاء حالة الاقتتال القائمة في السودان وبين ميليشيا الدعم السريع، منذ أكثر من 3 أسابيع، وأدت إلى تفاقم الأوضاع داخل البلد العربي الشقيق وهجرة الكثير من المواطنين إلى الدول الجوار، مع التأكيد على أن الحل هو داخلي فقط دون تدخل أطراف خارجية. 

تطورات الوضع فى السودان

ومن بين الدول التي تسعى لحل أزمة السودان  مصر، حيث  تلقى سامح شكري وزير الخارجية اتصالاً هاتفياً أمس الثلاثاء، من وزير خارجية الولايات المتحدة "أنتوني بلينكن" للتشاور بشأن تطورات الوضع فى السودان. 

وأشار السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إلى أن الوزير الأمريكي استهل اللقاء بتقديم العزاء لحكومة وشعب مصر فى وفاة عضو السفارة المصرية في الخرطوم محمد الغراوى، مثنياً على التضحيات التى يقدمها أعضاء السلك الدبلوماسي العاملين فى السودان فى ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة. 

سامح شكري ونظيره الاميركي
سامح شكري ونظيره الاميركي

كما قدم وزير الخارجية الأمريكي الشكر لمصر على استقبالها لعشرات الآلاف من المواطنين السودانيين الوافدين عبر الحدود، مؤكداً على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لمصر لتسهيل اضطلاعها بهذه المهمة.

وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الاتصال تناول الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى وقف مطول ومستدام لإطلاق النار يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها داخل السودان، حيث استعرض الوزير الأمريكي الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في هذا الشأن بالتعاون مع أعضاء الآليتين الثلاثية والرباعية المعنيتين بالسودان، كما حرص الوزير شكري على تناول الجهود التي تقوم بها مصر في إطار كل من الجامعة العربية والاتحاد الأفريقى، ومن خلال اتصالاتها المباشرة مع الأطراف الفاعلة إقليمياً ودولياً من أجل تحقيق ذات الهدف.

الجميع يتكاتف لوقف إطلاق النار 

ومن ناحية أخرى،  أعلنت الحكومة المصرية أن وزير الخارجية سامح شكري تلقى اتصالاً هاتفيا أمس الثلاثاء من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، وذلك في إطار "التشاور والتنسيق بشأن التطورات الجارية في السودان".

وجاء الاتصال الهاتفي بعد وقت قصير من استقبال رئيس الدبلوماسية المصرية لمبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان.

سامح شكري و جوزيب بوريل
سامح شكري و جوزيب بوريل

وأشار المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد إلى أن حديث شكري وبوريل "تناول الجهود المبذولة والاتصالات الجارية حتى تاريخه بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار حقناً لدماء الشعب السوداني الشقيق، كما تم التطرق إلى الأوضاع الإنسانية في السودان وسبل دعم وتعزيز قدرات الدول الحدودية المتلقية للمواطنين السودانيين النازحين من الاقتتال الدائر".

ومنذ اندلاع الأزمة تكاثفت العديد من الجهود الدولية والإقليمية للعب دور الوساطة بين الأطراف السودانية المتنازعة لحل الأزمة والوصول بالسودان إلى الاستقرار الخارجي والداخلي وهو ما يؤدي إلى استقرار المنطقة ككل خاصة وأن الوقت الذي يتأزم فيه المشهد السوداني هو وضع حرج بالنسبة للعالم ككل في ظل ما يشهده من أوضاع مشتعلة، وتكفي الساحة تأزماً فلا تساع لأزمة جديدة.

تداعيات خطيرة حال استمرار الاشتباكات

وسبق، وجاءت المبادرة المصرية السعودية للدعوة لاجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، والذي أكد بدوره استعداده لبذل كل المساعي لمعاونة السودان على إنهاء الأزمة.

وعلى المستوى الإفريقي، قرر مجلس السلم والأمن الإفريقي إرسال بعثة ميدانية للسودان، للتواصل مع الجيش السوداني وميليشيا "الدعم السريع"، داعيًا الطرفين للتوقف عن إطلاق النار دون شروط، تفاديًا لإراقة دماء المدنيين.

ودوليًا، دعا مجلس الأمن الدولي طرفي الأزمة للعودة لطاولة الحوار، كما حذّر أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من تداعيات خطيرة على المدنيين، حال استمرار الاشتباكات بين الجانبين.

وفي هذا الإطار، أعربت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تقديرها للجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل دول مجلس التعاون في حل الأزمة السودانية، والتواصل مع الأطراف المتنازعة كافة للوصول لحل شامل وسلمي.

أمن السودان من أمن مصر

واتفقت مصر وسلطنة عُمان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان.

وتلقى سامح شكري، وزير الخارجية، اتصالين من وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى، ووزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلى، تناولا تطورات الوضع في السودان، حيث حرص على استعراض الجهود التي تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، واتصالاتها مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليًا، والتأكيد على خطورة استمرار المواجهات الحالية التي تصيب جميع أبناء الشعب السوداني بأضرار بالغة.

وزير خارجية سلطنة عُمان
وزير خارجية سلطنة عُمان

كما أجرى شكرى اتصالًا مع نظيره التشادى، محمد صالح النضيف، وأكدا على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على وجه السرعة، بما يضع حدًا للخسائر في الأرواح والممتلكات، ويحقن دماء الشعب السوداني.

سامح شكري ونظيره التشادى، محمد صالح النضيف
سامح شكري ونظيره التشادى، محمد صالح النضيف

وفي نفس السياق، جددت مصر دعوتها لـ وقف إطلاق النار في السودان، وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على الجهود التي تبذلها مصر لوقف وتثبيت إطلاق النار، وتهيئة المناخ لـ(الحوار السلمي) واستكمال المرحلة الانتقالية، لتجنيب الشعب السوداني الشقيق المخاطر الإنسانية المتفاقمة للنزاع.

 في حين أشار وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال لقاء دفع الله الحاج علي، مبعوث الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، في القاهرة  أمس الثلاثاء، إلى  أهمية التزام جميع الأطراف بتثبيت الهدنة وعدم خرقها.

كيف يتم حل الأزمة السودانية؟

ووفق إفادة للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، (الثلاثاء)، فإن الرئيس أشار خلال حوار مع صحيفة «أساهي»، إحدى أكبر الصحف اليابانية وأعرقها، على هامش زيارة رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا الأخيرة لمصر، إلى أن «السياسة الخارجية المصرية تقوم على رفض التدخل في شؤون الدول واحترام مبدأ السيادة وتسوية النزاعات بالطرق السلمية». كما تحدث عن موقف مصر من التطورات في السودان.

ويقول حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية وخبير الشؤون العربية والأفريقية، إن السياسة الخارجية المصرية متزنة وحكيمة، وَأضاف أن  مصر حريصة على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية واحترام سيادة الدول والبحث عن حلول سلمية لكافة القضايا العربية.

وأضاف فارس-خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر تسعى إلى حل الأزمة في السودان بشكل سلمي وأن يكون الحل سوداني سوداني، كما تسعى إلى تجنيب السودان ويلات الحرب وحل الأزمة بين كافة الأطراف السودانية بشكل سياسي سلمي. 

وأشار فارس، إلى أن أمن السودان من أمن مصر، وبالتالي مصلا حريصة كل الحرص أن يتم وقف إطلاق النار بالسودان، والدخول في حوار من أجل مصلحة السودان كدولة، وشعب. 


-