الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جهود دولية لوقف المعارك بالسودان وإيغاد تقترح مد الهدنة 72 ساعة| هل تنجح؟

الأزمة السودانية
الأزمة السودانية

مع تزايد الأوضاع في السودان خطورة واشتداد المعارك ودوي الرصاص والمدافع أعلن الجيش السوداني تسلم قائده الفريق أول عبد الفتاح البرهان مبادرة "إيغاد" لحل أزمة البلاد، حيث دخلت منظمة "إيغاد" على خط الأزمة بين الفريقين بمبادرة حاولت من خلالها لتهدئة الأوضاع.

 الفريق أول عبد الفتاح البرهان 

مبادرة إيغاد تقترح تمديد الهدنة 

وإيغاد منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلًا من: إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، إريتريا، السودان، وجنوب السودان.

وقال الجيش السودان في بيان: "تسلم البرهان مبادرة إيغاد التي تمخضت عن اجتماع عبر الإنترنت الذي انعقد في وقت سابق بين رؤساء دول المنظمة".

وأضاف أنه "تقرر في الاجتماع تكليف رؤساء كل من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على مقترحات حلول للأزمة الحالية".

وأوضح أن الحلول "تتلخص في تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة وآخر من قوات الدعم السريع إلى جوبا (عاصمة جنوب السودان) بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة".

وتابع البيان: "وقد أبدى قائد الجيش موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية".

وبالفعل مع استمرار الحرب والقتال بين الأطراف السودانية يطرح بشكل عاجل ضرورة التدخل الدبلوماسي من جميع دول المنطقة والدول الكبرى والمنظمات الدولية لتخفيف التصعيد وإيجاد حل سياسي سريع لحفظ الأرواح البشرية وتجنيب السودان المزيد من الاقتتال وإيقاف الخسائر التي تلحق به وتزيد الأزمة تعقيدا.

الجيش السوداني 

جهود دبلوماسية لوقف التصعيد 

وفي هذا الإطار، أعربت الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن تقديرها للجهود الدبلوماسية المبذولة من قبل دول مجلس التعاون في حل الأزمة السودانية، والتواصل مع الأطراف المتنازعة كافة للوصول لحل شامل وسلمي.

واتفقت مصر وسلطنة عُمان على ضرورة دفع الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السودان.

وتلقى سامح شكري، وزير الخارجية، اتصالين من وزير خارجية سلطنة عُمان، بدر بن حمد بن حمود البوسعيدى، ووزير خارجية المملكة المتحدة، جيمس كليفرلى، تناولا تطورات الوضع في السودان، حيث حرص على استعراض الجهود التي تقوم بها مصر لاحتواء الأزمة، واتصالاتها مع الأطراف الفاعلة إقليميًا ودوليًا، والتأكيد على خطورة استمرار المواجهات الحالية التي تصيب جميع أبناء الشعب السوداني بأضرار بالغة.

كما أجرى شكرى اتصالًا مع نظيره التشادى، محمد صالح النضيف، وأكدا على ضرورة التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار على وجه السرعة، بما يضع حدًا للخسائر في الأرواح والممتلكات، ويحقن دماء الشعب السوداني.

وفى إطار حرص وزارة الخارجية على متابعة أوضاع الجالية المصرية، تعكف السفارة المصرية بالخرطوم على التواصل الدائم مع الطلبة المصريين وتجمعات الجالية للاطمئنان عليهم وتوجيه النصح والإرشادات الخاصة بسبل توفير الحماية والأمن لهم ولأسرهم.

وميدانيًا، أجلت القوات المسلحة السودانية الطلاب العالقين بجامعة الخرطوم، ودعت قوى سياسية سودانية قيادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى تحكيم صوت العقل وتغليب الحكمة ووقف الحرب فورًا، واللجوء لحل القضايا بالحوار لا عبر فوهات البنادق.

الوزير سامح شكري 

جهود الدول لإجلاء رعاياها من السودان

وتتسارع جهود الدول لإجلاء رعاياها من السودان بالتزامن مع تفاقم الأوضاع الميدانية والإنسانية، وبادرت مصر بإجلاء مواطنيها منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات، وأولت اهتماماً كبيراً بملف عودة المصريين ولم تدخر جهداً في حماية أبنائها، وعملت بشكل وثيق من أجل ضمان عمليات الإجلاء بشكل آمن وفق تخطيط محكم ودقيق.

وتواصل مصر تقديم جهودها المتنوعة للمساعدة في إجلاء القادمين من السودان إلى معبر أرقين، الذى يمثل الخطوة الرئيسية نحو عودة المصريين والرعايا الأجانب إلى بلادهم، ويشهد المعبر بجهتيه حركة ونشاطاً كبيرين، من ناحية استقبال القادمين إليه من الأراضي السودانية أو تنظيم الحافلات التي ستقل العائدين إلى وجهتهم، إما إلى مطار أسوان للسفر إلى بلادهم وإما إلى محطة القطارات، مع تكثيف عمليات التنسيق بين السلطات المصرية والسودانية بشأن الكثافات والطاقة الاستيعابية للمعبر، إضافة لتوفير عيادات متنقلة فى محيط المعبر لخدمة القادمين من السودان.

وتواصل السفارة المصرية فى الخرطوم وكل من قنصليات مصر فى الخرطوم وبورتسودان والمكتب القنصلى فى وادى حلفا، جهودها على مدار الساعة فى عملية إجلاء المواطنين.

ومن جهة أخرى، أعلن نيكوس ديندياس، وزير الخارجية اليونانى، أن بلاده تقوم بالتنسيق مع مصر لإجلاء المواطنين اليونانيين والقبارصة من السودان موضحاً أن أثينا أرسلت طائرتين و30 من أفراد القوات الخاصة إلى مصر خلال عطلة نهاية الأسبوع، استعداداً لإجلاء 120 يونانياً وقبرصياً من الخرطوم.

من جهته تلقى وزير الخارجية سامح شكرى سلسلة اتصالات هاتفية من نظيره اليونانى حول تطورات الوضع فى السودان، وملفات التعاون بين مصر واليونان.

كما كشفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلونى، عن إجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة السودان، بالتنسيق مع جمهورية مصر العربية، داعية إلى إنهاء الأزمة فى السودان وضرورة بدء مفاوضات لإنهاء الأزمة الراهنة.

مصر 

جهود الإجلاء ودور مصر التاريخي 

وذكر وزير الخارجية الإيطالي، أنه سيجرى إجلاء نحو 140 مواطناً إيطالياً من السودان، فضلاً عن نحو 60 شخصاً من دول أخرى.

ووجّه رئيس الوزراء الباكستانى محمد شهباز شريف، الشكر لمصر على جهودها المبذولة لمساعدة بلاده فى إجلاء الرعايا الباكستانيين من السودان، وأصدر مكتب رئيس الوزراء الباكستانى بياناً، يشرح خطة الطوارئ الحكومية الموجودة من أجل تحقيق الإجلاء الآمن لمواطنى باكستان بعد تطورات الوضع فى السودان.

وتأتى الجهود المصرية بالتزامن مع الجهود الدولية التى تبذلها الدول لإجلاء رعاياها من السودان فى ظل الاشتباكات الدائرة هناك، حيث أجلت قوات خاصة أمريكية جميع الموظفين الحكوميين الأمريكيين وعائلاتهم، إلى جانب عدد قليل من الدبلوماسيين من بعض الدول الأخرى، من سفاراتها بالخرطوم السبت الماضى باستخدام طائرات هليكوبتر أقلعت من قاعدة فى جيبوتى وتزودت بالوقود فى إثيوبيا، ولم تتعرض تلك الطائرات لأى إطلاق نار أثناء الإجلاء.

وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك، إن القوات المسلحة البريطانية نفذت عملية إجلاء معقدة وسريعة لجميع الموظفين الدبلوماسيين وعائلاتهم من السودان.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، إجلاء 388 شخصاً من العاصمة السودانية الخرطوم، إلى جيبوتى منذ الأحد الماضى.

وأعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الألمانيتان فى بيان مشترك، أن ألمانيا نظمت آخر رحلة إجلاء لها من السودان إلى الأردن، مع عدم وجود خطط لرحلات جوية أخرى من المنطقة فى الوقت الحالى، وأوضحت الوزارتان أن دولاً شريكة ستجلى المواطنين الألمان المتبقين فى السودان فى الأيام المقبلة.

أما الدول العربية فتواصل السعودية إجلاء رعاياها ورعايا الدول الأخرى عبر عمليات إجلاء بحرية تنفذها القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة السعودية.

ونفس الأمر فعلته الإمارات والأردن التي سيّرت جسراً جوياً لنقل رعاياها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة وكل من طلب مساعدتها.

دول العالم تواصل اجلاء رعاياها 

دول العالم أشادت بقدرات مصر

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية ومتخصص في الشأن العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ مصر كانت من أوائل الدول التي أجلت رعاياها رغم صعوبة الأوضاع في السودان، فالملاحة الجوية مغلقة في السودان تقريبا، وهناك معارك في الشوارع الكبرى، وبالتالي فإن العملية صعبة جدا.

وأضاف سيد ـ في تصريحات خاصة له، أنّ هذا الأمر يعكس قدرة مصر ودورها وتأثيرها، وكل ذلك كان محل إشادة من المجتمع الدولي، بجانب أن دول العالم أشادت بقدرات مصر في التعامل مع هذا التحدي وهذا الظرف الصعب، وبالتالي فقد فتحت مصرُ البابَ أمام الدول الأخرى من أجل إجلاء رعاياها، حيث أجلت مصر أكثر من 1400 شخص وهناك عدد آخر في الطريق.

وتابع:"مصر أثبتت تجربة رائدة في هذا المجال، فقد تم إجلاء عدد كبير جدا من المدنيين، الدول ركزت على إجلاء الدبلوماسيين وإغلاق السفارات، فقد جرى فتح السفارة والاهتمام بإجلاء المواطنين، الدبلوماسيون هناك مستمرون في عملهم حتى يتم الاطمئنان على آخر مصري".

دكتور أحمد 

أكثر من 50 دولة تجلي رعاياها

شرعت أكثر من 50 دولة في إجلاء رعاياها من السودان، إما برا عبر مصر وإثيوبيا، أو بحرا عبر ميناء بورتسودان، أو جوا.

وأعلنت وزارة النقل أمس الأربعاء، أن عدد الذين تم إجلاؤهم من السودان عبر المعابر الحدودية البرية بين البلدين خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل الجاري وصل إلى 10 آلاف و194 شخصا بينهم مصريون ومواطنو دول أخرى.

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إجلاء 1539 مواطنا مصريا من السودان منذ بدء عملية الإجلاء، بينهم 189 جوا، و446 آخرين عن طريق البر بالتنسيق مع السلطات السودانية.