الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيديو أثار الجدل.. حقيقة العثور على كتب بغداد التي أخفاها التتار

جزء من الفيديو المتداول
جزء من الفيديو المتداول

تداول رواد ومتابعي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة فيسبوك، فيديو يظهر فيه مكتبة خشبية قديمة ضخمة بها آلاف الكتب، مع تعليق: "‏العثور على مكتبة تعود إلى العصر العباسي في منغوليا خلف جدار عرضه 57 وطوله 100 متر مخفية منذ مئات السنين".

وتابع تعليق الفيديو: "يرجح أنها الكتب التي نهبها المغول من بغداد وأنهم لم يحرقوا كل الكتب كما كنا نظن.. عدد الكتب المكتشفة أكثر من 84 ألف كتاب".

حقيقة العثور على كتب بغداد

بالبحث عن أصل الفيديو، تبين أن الفيديو قديم من 2019، ويُظهر مكتبة تراثية تابعة لدير الساقية أحد أبرز معالم منطقة التبت الصينية.

الفيديو منشور في ديسمبر 2019، عبر قناة "YoWangdu Experience Tibet" على يوتيوب، وهي قناة أسسها المبرمج والمصور الرقمي الهندي لوسبانج وانجدو، والكاتبة والمبرمجة الأمريكية يولاندا أوبانون، بهدف تقديم معلومات عن أبرز معالم "التبت" السياحية، وكيفية قضاء أفضل تجربة بها في حال قررت زيارتها.

المكتبة تم اكتشافها عام 2003، ويبلغ طولها 60 مترًا وارتفاعها 10 أمتار، وتختلف المصادر حول عدد الكتب الموجودة فيها، لكنها تؤكد أن الكتب تتعلق بالمعتقدات الدينية لأهل التبت، وكتب أخرى في مجالات الفلسفة والأدب والتاريخ وعلم الفلك وغيرهم، ولا يوجد أي مصدر قال إنها "الكتب التي نهبها المغول من بغداد".

أُنشأ دير الساقية البوذي أحد رهبان البوذية عام 1073 م وتم تدميره جزئيًا على إثر  "الانتفاضة التبتية" عام 1959 وأُعيد بناءه بعد ذلك، ويقع إقليم "التبت" ذاتي الحكم جنوب غرب الصين.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتشر فيها هذا الفيديو، فقد سبق وانتشر من قبل في أكتوبر 2021.

حريق مكتبة بغداد

مكتبة بغداد في العصر العباسي كانت أعظم دور العلم قرابة خمسة قرون متتالية أسسها الخليفة العباسي هارون الرشيد والذي حكم الدولة الإسلامية من سنة 170 هجريه إلى سنة 193 هجرية.

ازدهرت المكتبة في عهد المأمون خليفة المسلمين من سنة 198 هجرية إلى سنة 218 هجرية، حيث ترجمت في مكتبة بغداد الكتب المكتوبة باللغات اليونانية والسريانية والهندية والسنسكريتية والفارسية واللاتينية وغيرها.

وفي يوم الأربعاء 9 صفر 656 هـ المُوافق 14 شُباط (فبراير) 1258م، اجتاح المغول طُرقات بغداد، واستباحوها وقتلوا كُلَّ نفسٍ صادفتهم ونهبوا وحرقوا كُل ما صادفوه، ومنها مكتبة بغداد التي أشعلوا النار فيها واستخدموا ما تبقى من الكتب كجسر يربط اليابسة على نهر دجلة.