ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن القاهرة تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير غدا السبت، وسط أجواء احتفالية توصف بأنها "لحظة تاريخية" في مسيرة مصر الحضارية، حيث يُعد المتحف أكبر مشروع ثقافي في تاريخ البلاد الحديث، وجوهرة التاج في جهود الدولة لإحياء قطاع السياحة.
أوضحت الصحيفة أن المتحف، الذي تجاوزت تكلفته مليار دولار، يضم آلاف القطع الأثرية التي تمتد لأكثر من خمسة آلاف عام من تاريخ مصر القديمة، ويُطل على هضبة أهرامات الجيزة بإطلالة بانورامية مهيبة. ومن المتوقع أن يستقبل المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنويًا عند افتتاحه الكامل.
وأضاف التقرير أن السلطات المصرية أحيطت ترتيبات حفل الافتتاح بسرية تامة، دون إعلان مسبق عن أسماء الشخصيات العالمية التي ستحضر الحدث، غير أن مصادر رسمية أكدت مشاركة ملوك ورؤساء دول وحكومات من مختلف أنحاء العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الافتتاح كان من المقرر أن يتم في يوليو الماضي، غير أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران وما تبعها من إغلاق للمجال الجوي في الشرق الأوسط تسببا في تأجيل الحفل إلى نوفمبر الجاري.
ونقلت الصحيفة عن تصريحات للرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته إلى تكثيف التنسيق لضمان أن يتم الافتتاح "بما يليق بمكانة مصر الحضارية، ويعكس ريادتها في الثقافة والمتاحف العالمية"، مؤكدًا أن المتحف يمثل مركزًا ثقافيًا وعلميًا دوليًا يعزز الترويج السياحي لمصر.
كما لفت رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، خلال جولة تفقدية بالموقع، إلى أن افتتاح المتحف يعكس دور مصر التاريخي "كمهدٍ للحضارة وقائدة عالمية في الثقافة والابتكار المتحفي".
وأضافت تايمز أوف إسرائيل أن المتحف يضم نحو 4500 قطعة من إجمالي 5000 قطعة جنائزية تخص الملك توت عنخ آمون، تُعرض مجتمعة لأول مرة منذ اكتشاف مقبرته، إلى جانب آلاف الآثار التي كانت موزعة في المتاحف المصرية القديمة.
وختمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن المشروع واجه على مدار العقود الماضية سلسلة من التحديات السياسية والاقتصادية، فضلًا عن تأخرات بسبب جائحة كوفيد-19، لكنه اليوم يقف شامخًا على أعتاب افتتاح طال انتظاره، يُعيد لمصر مكانتها كعاصمة للحضارة الإنسانية.