الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب: قمة جدة وتصفير الأزمات العربية

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

تهدف مخرجات  أعمال القمة العربية الـ32، التي استضافتها جدة الجمعة الماضية ، إلى تصفية المشاكل العربية وصولا إلى نقطة الصفر.

والقمة العربية تعكس "تصفير" أزمات الشرق الأوسط،  وتؤكد أن العمل يأتي قبل الكلام بعكس القمم السابقة لم تكن قمة عادية بكل مخرجاتها التي أكدت أننا مقبلون على مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك الفاعل الذي يضع مصالح الأمة العربية وتنميتها المستدامة على رأس الأولويات للمرحلة المقبلة.

قمة جدة كانت قمة عنوانها التوافق العربي من أجل المستقبل دون النظر إلى الخلف، وتغليب المصلحة العربية على أية مصالح خارج نطاقها.

حيث جاءت الكلمات الخاصة بالمشاركين الممثلين لكل دولة معبرة عن الواقع العربي الذى نعيشه الان ووضعت النقاط فوق الحروف للوصول لحلول جذرية لكافة القضايا العربية العالقة منذ سنوات، ، راسمه خارطة طريق عربية للحاضر والمستقبل، مما يدلل على ان العرب ماضون للسلام والخير والتعاون والبناء، بما يحقق مصالح شعوبنا، ويصون حقوق أمتنا، وأنهم لن يسمحوا بأن تتحول منطقتنا العربية إلى ميادين للصراعات، ويكفي مع طيّ صفحة الماضي تذكر سنوات مؤلمة من الصراعات عاشتها المنطقة، وعانت منها شعوبها وتعثرت بسببها مسيرة التنمية.

وذلك يمثل رسالة واضحة لا لبس فيها أن الوطن العربي مقدِم على مرحلة مختلفة تركز على التعاون والبناء والتنمية المستدامة، فما كان في الماضي لن يكون في المستقبل، لن تنشغل الدول العربية إلا بتنميتها ورفاه شعوبها، لن تكون إلا ما تريد".

و هذا لا يعني أننا كأمة عربية  سنكون بمعزل عن العالم، بل سنكون  ركيزة أساسية فيه، تفيد وتستفيد، تبني وتؤسس لعالم عربي مختلف، يملك من المقومات الطبيعية والبشرية والموقع الاستراتيجي ما يجعله قوة قادرة على المساهمة الفاعلة في العالم من أجل أمنه واستقراره وتعزيز بنيانه، فالوطن العربي يملك من الإمكانات ما يؤهله للقيام بدور أكثر تأثيرا.

وجاءت زيارة  الرئيس الاوكراني زيلينسكي لتخفيف الانتقادات التى وجهت المملكة العربية السعودية لدعوتها الرئيس السوري بشار الأسد وفى الوقت ذاته لمغازلة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الامريكية لانهم ينحازون  لمعسكر أوكرانيا على حساب روسيا، ولكن للاسف الرئيس الاوكراني  لم يتمكن من خطف أضواء القمة من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي رسم في 5 دقائق معالم خطة رؤية لها علاقة بالحاضر والمستقبل، عندما قال إن علينا الاستفادة من الفرصة التاريخية لإعادة التموضع في هذا العالم الذي يتغير والذي لم يعد بلا شك أحاديا على مستوى الولايات المتحدة حيث بدأت الصين وروسيا تتعملقان وتحضران بقوة في المشهد الدولي".

كان هدف المملكة العربية السعودية من دعوة الرئيس السوري بشار الأسد حليف روسيا ودعوة الرئيس الاوكراني زيلنسكي حليف الولايات المتحدة الامريكية، استعراض علاقاتها الخارجية.

وكان هدف زيلنسكي من حضور تلك القمة هو البحث عن دعم خليجي عربي بديلا عن الدعم الامريكي الذى توقف نتيجة صراعات داخل البيت الأبيض، خاصة سبق وقدمت السعودية مساعدات لأوكرانيا بقيمة 420 مليون دولار فى بداية ازمة الاخيرة مع روسيا فزيلنيسكي كان يطمح ان يجد دعما وتمويلا عربيا لحربه مع روسيا .  

فأتمنى من داخلى ان ينجح العرب هذه المرة فى تنفيذ مخرجات قمة جدة ولا نجد عراقيل وخطط مضادة لاستمرار التناحر والتنافر والصراعات العرقية داخل بعض الدول الشقيقة التى انهكت بأيدي ابنائها، فحن فى مرحلة حرجة للغاية، حيث تتم الان اعادة رسم الخريطة العربية، واسرائيل اعتبرت تلك القمة هى قمة القتل لأحلامها فى التوسع والتمدد لبناء الوطن المزعوم .