الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: فوبيا ركوب التريند

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

تعلمنا في كلية الإعلام أن الخبر ليس أن يعض الكلب الإنسان، ولكن أن يعض الإنسان كلبا.. كان الهدف من هذه المقولة أو التجربة الإعلامية التى كان رائدها أبو الدعاية الإعلامية الالمانى جوبلز، هو أن نبحث عن الخبر المشوق الذى يجذب القارئ والمستمع والمشاهد من مجرد سماعه أو رؤيته أو وقوع عينه عليه. 

ولكن يبدو أن هذا العلم والتعليم لم يعد مجديا الآن، وأصبح مجرد رأى لا يجد مريديه ومتابعيه ومتبعيه، الواقع الآن أصبح يترك لوسائل التواصل الاجتماعى الباب مفتوحا على مصراعيه تفعل ما تشاء وقتما تشاء وكيفما تشاء . كل ثانية إن لم يكن كل فيمتو ثانية تطالعنا هذه الوسيلة الهجومية المسماة بالسوشيال ميديا بنوع جديد من أنواع الغزو الحديث بكافة طرقه وأساليبه ، وأصبح من الطبيعى أن تجد نجما يخرج عليك بطريقة لبس أو تسريحة شعر، أو حتى أسلوب حديث ، ملفت ومثير من أجل جذب المشاهدين والمتابعين وزيادة حجم أصفاره النجومية والبنكية أيضا . 

شاهد بلا حرج وتعامل مع ما نشاهده بروح المرج ؛ لأن كل ما تبثه هذه الوسائل خارج عن كل ما تعلمته ودرسته وعشته، فهو مرحلة انعكاسية لما يشهده العالم كله من سيطرة الإعلان على الإعلام أو كما تعلمنا سيطرة النون على الميم . تابع المشاهدة والرصد ولا تحزن من إنكار البعض لفضل الوطن من أجل ركوب التريند والمزيد من الأموال ، ولا تشعر بغصة من استعراض البعض للأموال فى وقت يبحث فيه البعض أيضا عن طعامه فى سلال المهملات أو يكمله نوما، لا تيأس من ازدياد هذه الموجة واقتلاعها لثوابت وقيم، ففى كل عصر توجد المضادات التى يخلقها آخرون متناقضة مع الثوابت .

ففي عصور التألق الفنى وتربع أهرامات الفن والطرب كان هناك من تغنى بـ أنا وحبيبى روحين فى زكيبة يتعلموا منا الحبيبة؛ وأيضا من صدح بـ إرخى الستارة اللى فى ريحنا أحسن جارنا جارحنا، وهناك أيضا من ارتفع بصيته الى عنان السماء بغنائه : والنبى لهشك يالعصفور وانتفلك عشك وأخليك تغور… 

وسائل التواصل الاجتماعى لا تكمن قوتها إلا فى اهتمامنا بتوافه الأمور التى تطالعنا بها ؛ ويبدو أن ذلك هو ما يطمح اليه الباحثون عن ركوب التريند ونحن نساعدهم بذلك وعلى ذلك، فهل تتخيل رقم المتابعات والعائد منها على من ينشر صورة غريبة له أو موقفا شاذا أو حتى رأيا خاطئا؟، ملايين تعود عليه من مجرد متابعتك وردك وحتى تطاولك عليه قولا وصورة وتأثيرا. 

ركوب التريند فى هذه المرحلة مثله مثل مرحلة أنا وحبيبى روحين فى زكيبة ليس إلا؛ محطة تتوقف فيها المسيرة بعض الوقت ويسقط منها التالف والفاسد، ويبقى الناضج المهم.

والسؤال الآن: هل انتهت كواكب الفن القديمة وتراجعت بسبب من كانوا حولها من هاموش؟! والاجابة تفرض نفسها بأن الأصيل راسخ والزائف زائل لا محالة.